فهناك طرق كثيرة لطلب المساعدة خلال المنعرج الأخير من الدوري: الفساد، حقيبة الأموال واستعمال الصداقة، ويبدو أن حقيبة الأموال هي الأكثر فعالية، والدليل أن ثلاثي المقدمة لم يفز ولو بمباراة واحدة خلال آخر جولتين، وذلك رغم الفارق الكبير بين هذا الثلاثي وبقية فرق هذا الدوري، الذي لا يتم تقسيم حقوق النقل التلفزيوني بالتساوي على أنديته، ما يجعل أغلبها تعاني ضائقة مالية ولا تجد السبيل لدفع الرواتب السنوية للاعبيها، السؤال الذي يطرح نفسه هنا: هل عقلية حقيبة الأموال هذه قانونية وغير منافية للأخلاق؟ الشيء الأكيد هو أنها أقل سوء من الفساد، ففي نظام الحقيبة، لا يتم الدفع للنادي ليتعمد الخسارة، ولكن لتحفيزه أكثر على تحقيق الفوز، فتحقيق النقاط الثلاث لن يفيده من الناحية التنقيطية فقط، وإنما سيضمن له دخول سيولة مالية من طرف ثالث له علاقة مباشرة باللقاء، حقيبة الأموال هي نوع من الانحراف في عالم الرياضة، لكنها تجعل المنافسة أكثر عدلا في النهاية، لأن الحقيبة تفيد في التغلب على درجة التحفيز المنخفضة، ومن جهة أخرى، أين هو الدوري الفرنسي من كل هذا؟ شخصيا لم أر ولم أسمع شيئا عن وجود عقلية حقيبة الأموال في "الليغ 1"، لكن لا أستبعد أن تلعب علاقات صداقة قوية بين ناديين اثنين دورا في نتائج الجولات الأخيرة، سواء في الأقسام العليا المحترفة أو في الأقسام السفلى الهاوية، ففي فصل الربيع، تقوم بعض الأندية بدور "الحكم"، هذه الأندية وجماهيرها تتحول طريقة تفكيرها إلى الجانب السيئ، فلا أظن أن جماهير البياسجي كانت ستغفر لناديها لو هزم بوردو في الجولة الأخيرة 1998-1999، لأن ذلك كان سيمنح اللقب للغريم الأزلي أولمبيك مرسيليا، كما أن أنصار أولمبيك ليون يتذكرون كيف احتفلوا بخسارة فريقهم أمام الضيف ستراسبورغ، لأن ذلك تسبب في عدم فوز الغريم سانت إيتيان بلقب الدوري سنة 1976، لكن الأمور في الجولة الأخيرة لهذا الموسم لن يكون فيها للحقيبة دور، ففي فرنسا، يلتقي إيفيان مع سوشو في لقاء مباشر لتحديد هوية الساقط والباقي، وفي إسبانيا، يلتقي برشلونة وأتلتيكو مدريد في لقاء مباشر لتحديد هوية البطل، هذا الأمر يبين أن كرة القدم لعبة رائعة، وبإمكان الأفضل أن يفوز في النهاية مهما كانت الإغراءات الجانبية.
كلمات دلالية :
فينسون دولوك