تضح من خلال القائمة أن ناخب "الديكة" بقي وفيا لمبدأ "فائدة المجموعة"، وهو الأمر الذي جعل اسم سمير ناصري غير موجود، فقضية هذا الأخير أثارت جدلا واسعا لأن بعض الأطراف تعتقد أنه لاعب كبير يمكنه تقديم الإضافة، أما أطراف أخرى فأصرت على أنه عنصر سيفسد المجموعة ويؤثر على تماسكها، علما أن كونه عنصرا لا يخدم الروح الجماعية لا يعني بالضرورة أنه ليس لاعبا كبيرا.
وسط هذه الآراء المختلفة، هناك نقطة واضحة لا يمكن إغفالها بتاتا، تتمثل في أن سمير لاعب حاسم في ناديه مانشستر سيتي الذي فاز مؤخرا بالدوري الإنجليزي، لكنه لم يكن أبدا عنصرا حاسما في المنتخب الفرنسي حين اعتمد عليه ديشان، حيث قال بطريقة غير مباشرة خلال تفسيره لسبب عدم استدعاء لاعب أرسنال السابق أنه لاعب غير أساسي مع المنتخب، لأنه يزرع جوا سيئا في المجموعة عندما يكون احتياطيا.
صحيح أن ديشان المسؤول الأول عن الخيارات الفنية، فمشواره الكبير كلاعب ومدرب يشجعنا على الوثوق فيه ثقة شبه عمياء، لكن رغم ذلك فإن إبعاد لاعب موهوب مثل ناصري يبعث الشكوك نوعا ما حول صحة خياره.
اطلعت على تشكيلات المنتخبات الأخرى المتأهلة للمونديال ولم أجد أي لاعب مميز قدم مستوى كبيرا مثل ناصري تم إبعاده عن إحدى القوائم، أظن أن مبدأ "التصرفات داخل المجموعة أهم من المردود فوق الميدان" يوجد فقط في المنتخب الفرنسي، ليتأكد لنا أن تأثير مهزلة "كنيسنا" في جنوب إفريقيا سنة 2010 لازال قائما، علما أن ناصري لم يكن ضمن المتسببين فيما حدث يومها لأنه لم يكن حاضرا.