لم يظهر في مباراة هولندا فقط، ولاحظناه في العديد من اللقاءات السابقة لشبان المنتخب الإسباني، فنحن نشاهد بطئا كبيرا في حركتهم، مما يسهل بطبيعة الحال من مهمة دفاع المنافسين في قراءة لعب "العجوز" فيسنتي ديل بوسكي الذي بات 90% من لعبه روتينيا ومحفوظا ومن السهل على أي دفاع منظم ومتمركز جيدا أن يتصدى له مهما بلغ حجم نجوم إسبانيا وقيمة موهبتهم الفردية، رهان هذا المدرب على مهارات لاعبيه الفردية على حساب جماعية الفريق ربما ينجح لمباراة أو اثنتين، أما أن تراهن عليها لتصنع سلسلة من الانتصارات أو لتحقق لقبا، فإنه رهان خاسر بكل تأكيد.
بصراحة، أصبحت لا أشعر على الإطلاق بوجود أي جديد في عمل ديل بوسكي مع إسبانيا، فلا توجد أي لمسة أو جملة تكتيكية يقوم بها الفريق، كلها تمريرات عقيمة، لا تسمن ولا تغني من جوع، لا وجود لعنصر المفاجأة، لا وجود للتحرك بدون كرة، لا توجد عدوانية على المرمى .. تشعر في كثير من الأحيان أن "لاروخا" في حصة تدريبية.
ديل بوسكي الذي عرف نجاحا باهرا مع إسبانيا عليه أن يقوم بعمل كبير إذا أراد أن يخرج من الباب الواسع للمنتخب بعد أورو 2016، عليه أن يضبط من الآن خياراته وأهدافه، عليه أن يجدد أفكاره وخططه، لأن المنتخب الإسباني الحالي يظهر عاجزا عجز المدرب "العجوز" الذي قتل حيوية لاعبيه الشبان وجعلهم يظهرون بصورة سخيفة أمام منتخب هولندي يعاني الأمرين في الفترة الأخيرة.