عريق بـ 180 درجة بمجرد تغيير المدرب، وأقصد هنا رحيل لويس فان غال وعودة غوس هيدينك لقيادة هذا المنتخب.
"الطواحين" التي أبهرت العالم الصيف الماضي في مونديال البرازيل، وخسرت اللقب في آخر أمتار بعد إقصائها بركلات الترجيح أمام الأرجنتين في نصف النهائي، تقهقرت بعد أشهر قليلة، لتصبح أكثر المهددين من كبار أوروبا بالغياب عن "أورو" فرنسا 2016.
الاتحاد الهولندي اتخذ الصيف الماضي قرارا جريئا لكنه صحيح -حسب اعتقادي- عندما رفض تجديد عقد فان غال رغم نجاحه الباهر بخليط من شباب هولندا ومتخضرميها، ليمنح الفرصة مجددا لرجل طالما أثبت حنكته الكبيرة في عالم التدريب سواء مع هولندا نفسها أو روسيا، وحتى كوريا الجنوبية التي قادها لنصف نهائي مونديال 2002، ربما كان الجميع يعتقد بأنه لم يكن من الخطأ التخلي عن فان غال وبالإمكان المنافسة بسهولة على الوصول إلى "الأورو" قبل التفكير في اللقب الأوروبي، لكن الأمور انقلبت رأسا على عقب ورأينا منذ شهر سبتمبر الماضي أسوأ نسخة من "طواحين الأراضي المنخفضة".
هولندا تعيش اليوم أزمة حقيقية وباتت قاب قوسين أو أدنى من الغياب عن "الأورو"، الجميع يحمل هيدينك المسؤولية، لكنهم تناسوا أن هذه الوضعية تبدو طبيعية للغاية، فقبل المونديال الماضي كان من المستحيل وضع "الطواحين" في نفس خانة الترشيحات مع البرازيل، ألمانيا، الأرجنتين وحتى إيطاليا، وأستطيع القول إن ما صنعه فان غال بين شهري جوان وجويلية من العام الماضي، لأنه في رأيي حقق ما حققه بأسوأ جيل لاعبين في تاريخ هولندا التي لم تعد تملك اليوم نجوما تصنع أفراح كبار نوادي "القارة العجوز"، وباتت تعتمد على لاعبين محدودين وآخرين شباب يحتاجون لوقت طويل للوصول إلى المستوى العالي، ومع كل هذه المعطيات أعتقد بأن غياب هولندا عن "أورو" فرنسا سيكون منطقيا.