رغم أن عقده الحالي يستمر حتى شهر جوان 2016، وإن كان الأمر غير ما تعود عليه المدريديستا خاصة منذ تولي فلورنتينو بيريز رئاسة النادي، بسبب التغييرات الكبيرة التي كانت تطرأ على الجهاز الفني للفريق في كل مرة يتعرض فيها لانتكاسات، إلا أن "كارليتو" غير كل شيء في مدريد، وجعل الجميع بمن فيهم بيريز يرضخون لمنطقه، منطق الهدوء والاستقرار الفني والنفسي، هذا الرجل غير كل المفاهيم هنا في مدريد سواء بالنسبة للجماهير أو الإعلام الذين لم يجمعوا يوما على مدرب مثلما يفعلون الآن مع الإيطالي المخضرم، ولهذا يمكننا القول أن إقامته ستدوم طويلا هنا في مدريد، أنشيلوتي سيبقى لسنوات أخرى مديدة مدربا لـ ريال مدريد، لأنه الرجل الوحيد الذي كسب الثقة الكاملة لجميع الأطراف المؤثرة في حياة النادي الملكي، الرئيس بيريز، الصحافة والجماهير....
ليس الهدوء فقط ما جلبه أنشيلوتي لـ ريال مدريد، فقد جعل الريال الحالي يلعب بفلسفة كروية واضحة وحديثة، فهو يعتمد على الاستحواذ خلال معظم مبارياته، وبات أفضل في بناء اللعب، وهو ما يجعلنا نتلذذ بمشاهدة مبارياته عكس ما كان يحدث في حقبة مورينيو، كما أن أنشيلوتي الذي استغنى عن أوزيل، ألونسو ودي ماريا ووضع ثقته التامة في كاسياس والذي عانى من انتقادات عنيفة بسبب هذه القرارات أثبت مع مرور الوقت أنه كان دائما على حق في اتخاذ مثل هاته القرارات.
كارلو المدرب الإيطالي الذي تمنى دائما قيادة ريال مدريد واعتبر ذلك قطعة "كرز" فوق كعكة مسيرته التدريبية الطويلة، يستحق بعد كل هذه الجهود العظيمة التي أعادت ريال مدريد إلى القمة تكريمه بعقد جديد وراتب جديد يجعله المدرب الأفضل والأعلى أجرا في العالم.