وكان دائما خلاصهم يأتي من ليونيل ميسي الذي كان ينتشلهم من مآزقهم، وللحكم على لاعب ما عليك أن تنظر إلى كم سيكون جيدا في أسوأ أيامه وميسي يبدو جيدا دائما، إذ يمكنك أن تنظر إلى الأهداف التي سجلها، بل حتى عندما لم يسجل قدم تمريرة الهدف لـ أنخيل دي ماريا أمام سويسرا، عندما واجهت الأرجنتين بلجيكا في برازيليا عاد الجدال بخصوص عما إذا كان ميسي سيعد واحدا من أفضل اللاعبين في تاريخ اللعبة أم حتى يتوج بلقب كأس العالم، فهناك دائما بعض الناس يركزون على ما لم يقدمه اللاعب ويعتبرون ذلك مقياسا لمدى نجاحه، ولكني لا أوافق على ذلك لأن هذا لا يعني بأن عدم تتويج المنتخب البرتغالي بالألقاب يدل على أن كريستيانو رونالدو تألق بشكل أقل، فإذا أخذنا بذلك فإننا سنكون أمام مشكلة، أنا لست متأكدا من أن الأرجنتين ستتوج بكأس العالم، والدليل أنه كان بالإمكان أن تقصى أمام بلجيكا ولكن هذا لا ينبغي أن يؤثر على رأي أي واحد منا في ميسي.
فلو لعب ميسي إلى جانب أرجنتين دييغو مارادونا في كأس العالم 1986 و1990 لربما كان أنجح من مارادونا، فالذنب ليس ذنب ميسي في كون المنتخب الأرجنتيني الحالي عاديا جدا في عدد من خطوطه، فهو لا يجب أن يلام على غياب الكفاءة في عدد من المناصب بمنتخبه، وبطبيعة الحال فإن هناك ضغوطا كبيرة عليه فبقدر ما قدمه فلم يعد بالإمكان تقديم أكثر من ذلك، أنا أعترف بأنه كانت هناك توقعات أكبر معلقة على المنتخب الأرجنتيني ولكن ميسي لا يستطيع القيام بكل شيء وحده، فلا أحد يهاجم مثل نجم برشلونة ولكنه لا يستطيع الدفاع فالأمر يعتمد على الآخرين، فبغض النظر عما ستحققه الأرجنتين في هذه البطولة فإن ميسي حقق أمورا جيدة في البرازيل، والتي ستسجل في الذاكرة، فقد سجل هدفا رائعا أمام إيران وقدم تمريرة حاسمة لـ دي ماريا أمام سويسرا وهو قدوة جيدة لأي طفل يتفرج عليه، فعندما يعرقل أو يسقط ينهض ولا يشكو مهما حصل معه، فهو لاعب محترف بحق ونظرتي له لن تتغير بغض النظر عما إذا توجت الأرجنتين بكأس العالم أم لا.
كلمات دلالية :
كيني داغليش، ميسي