غيب ملف المهن الشاقة عن لقاء الثلاثية، المزمع عقده يوم 6 مارس المقبل بولاية عنابة، حيث لا تزال قائمة المهن المعنية بالاستثناء في إلغاء التقاعد دون شرط السن، تراوح مكانها على مستوى المركزية النقابية، التي لم تحدد إلى حد الساعة سلم التنقيط الذي سيتم على أساسه تصنيف مجالات الشغل، في وقت تستعد أكبر منظمات الباترونا في الجزائر لاستغلال الموعد لطرح قائمة طلبات قديمة جديدة على الحكومة، يتقدمها ملفات العقار الصناعي وإزاحة عراقيل الإدارة والاستثمار.
وأفاد مسؤول بلجنة المهن الشاقة على مستوى الاتحاد العام للعمال الجزائريين في تصريح لـ"الشروق"، بأن القائمة التي يجتمعون مرة في الأسبوع لإعدادها لا تزال قيد الدراسة بسبب انشغال الأطباء الموكل إليهم تصنيف المهن، وفقا للأضرار الجسدية والمعنوية التي قد يتعرض لها أصحابها أثناء أداء مهامهم، بأشغال أخرى، وعدم تفرغهم الكامل لمعالجة هذا الملف الشائك، الذي يعلق عليه آلاف العمال آمالهم.
وقال المتحدث إن المركزية النقابية لا ترغب في التسرع في الفصل في المهن الشاقة، خوفا من ظلم شريحة عمالية وعدم إنصافها على حساب شريحة أخرى، مشيرا إلى أن سلم التنقيط والمقاييس والمعايير لم يفصل فيها إلى حد الساعة، والملف لا يزال إلى غاية اليوم بين أيدي أطباء العمل، الذين تأخروا في الرد، في الوقت الذي سيتم فيما بعد إعادة مناقشة القائمة وفق مفاوضات جديدة بين الحكومة واتحاد العمال الجزائريين، فيما توقع المصدر عدم مناقشة القائمة أو مراجعة مستوى تطورها في لقاء الثلاثية المقبل بعنابة، وعلى أقصى تقدير، سيتم المرور عليها ولو بالإشارة، عند منح الكلمة للنقابات وممثلي العمال الذين قد يشاركون في الاجتماع.
بالمقابل، سيكون الملف الغالب على لقاء الثلاثية الوضع الاقتصادي الراهن، حيث سيلتقي الوزير الأول عبد المالك سلال رئيس الكونفدرالية الجزائرية لأرباب العمل بوعلام مراكش يوم السبت المقبل بقصر الحكومة لتشريح العراقيل التي تواجه الاقتصاد الوطني، وفقا لما أكده رئيسها في تصريح لـ"الشروق": "تلقينا دعوة من الوزير الأول لتشريح عراقيل الاقتصاد يوم السبت المقبل بداية من الساعة العاشرة والنصف صباحا بقصر الحكومة، وسنكون المنظمة الوحيدة المعنية بالموعد" في إشارة منه إلى أنه لم يتم توجيه دعوة مماثلة إلى أي تنظيم آخر لأرباب العمل.
وغير بعيد عن ذلك، تؤكد رئيسة الكونفدرالية العامة للمؤسسات الجزائرية، سعيدة نغزة، مشاركة منظمتها في لقاء الثلاثية المقبل، عبر تقديم سلسلة من المطالب تتمحور معظمها حول تطوير قطاعات الفلاحة والصناعة والسياحة ورفع العراقيل الإدارية والتقنية التي تواجه المقاولين ورجال الأعمال في الجزائر، وتجنيد الحكومة وزراءها لاستقبال وفود رجال الأعمال الذين يزورون الجزائر بشكل دوري قائلة: "يقصدنا شهريا عشرات رجال الأعمال، لكن لا يجدون من يستقبلهم من مسؤولين ووزراء في حكومتنا.. سنطرح هذا الانشغال في لقاء الثلاثية".
من جهته، منتدى رؤساء المؤسسات، سبق أن راسل أعضاؤه مطالبا إياهم باقتراح جملة المشاكل التي قد تواجه مؤسساتهم، التي ترتبط معظمها بمناخ الأعمال والعقار الصناعي، لطرح الملف في لقاء الثلاثية المقبل.