أنت غائب عن الإعلام منذ شهور، ما هي قراءتك للمشاركة الجزائرية في كأس إفريقيا؟
فضلت أن أتابع الوضع وأراقب أفضل من أن نقول أي شيء، بعد هذا الإقصاء الجميع تكلم عن كل شيء، إلا عن كونها لعبة ولم نوفق فيها، لم نحضر جيدا لكأس إفريقيا، دائما نفس الأمر يتكرر قبل كل دورة، نخطئ في الناخب الوطني واللاعبين والتحضيرات، وكذا في توظيف الظروف اللائمة للظفر بكأس إفريقيا، في النهاية توفرت مجموعة من الأسباب التي اتحدت لتكون هذه المشاركة الكارثية، وإن كان لا بد من وضع اليد على الجرح فأقول إن التحضير السيئ لتكون النتيجة النهائية إقصاء من الدور الأول، هل نفوز بكأس إفريقيا حين نواجه منتخب موريتانيا في التحضيرات، وهل طريقة لعبه أصلا تشبه طريقته زيمبابوي؟ حتى قائمة 23 لاعبا لم تكن موفقة وكذلك اختيار التشكيلة من طرف المدرب الذي كان الحاضر الغائب وهو الذي تجاوزته كل الأحداث.
لماذا نحمل كل شيء للمدرب؟ فترة عبوره كانت قصيرة جدا ولا يملك مشروعا...
المدرب مرتزق، يأخذ أجرته سواء ربح أو خسر، جاء بلا مشروع واليوم نتكلم عنه أم لا فالأمر لن ينقص منه أي شيء، اليوم نتكلم عن تركة ثقيلة ومنتخب ممزق، عن تحمله مسؤولية أكبر منه، المدرب في اعتقادي ذهب وعلينا أن ننساه، الأهم من هذا وذاك أن نحدد الأسباب التي تجعلنا لا نفوز بكأس إفريقيا، فأمامنا 3 دورات و3 إخفاقات.
لماذا لا نفوز بـ "الكان" حسب رأيك؟
كان من الضروري أن يتم التحضير في أجواء إفريقية، بوضع اللاعبين في ظروف الدورة وأجوائها، لكننا أغلقنا عليهم في سيدي موسى، بعيدا عن الأعين وفي مناخ مختلف تماما، كما وصلوا متأخرين إلى الغابون، في التحضيرات اكتفوا بمواجهة موريتانيا، في وقت كان من الضروري أن نختبر أنفسنا في عدة لقاءات ولم لا أمام 3 منتخبين تملك طريقة لعب زيمبابوي، تونس والسنغال، لكننا فعلنا كل شيء كي لا نذهب بعيدا، بإضافة مدرب جاء متأخرا والمنتخب الوطني أكبر بكثير منه، فالنتيجة أننا وفرنا كل شيء للفشل، منذ 2010 وأنا أقول بأعلى صوتي بأن الجزائر ينقصها مشروع رياضي، يعده التقنيون وليس الإداريون.
إقصاء تونس والسنغال من الدور ربع النهائي، هل يعني ضعف المنتخب الوطني الذي فشل في التأهل عن هذه المجموعة؟
السنغال أقوى من الجميع، أمام الكاميرون لعبوا مباراة نهائي، كان لقاء كبيرا جدا، اندفاع قوي وفرص عديدة، أقمصة مبللة، إصابات من الجانبين وفاز من يملك حظا أوفر، كان لابد من تأهل منتخب، لا ننسى أن السنغال لعب معنا بالفريق الثاني، لو لعب بالفريق الأول بكل تأكيد فإن النتيجة لن تقل عن 4/0 في ظل الهشاشة التي ظهر بها دفاعنا.
تونس لم تقدم أي شيء أمام بوركينافاسو، الأكيد أن الأمر يزيد من حسرة الهزيمة أمامهم؟
تونس ليست أقوى منا، لكنها حضرت أفضل منا، فازت علينا بالتحضير وكذلك التركيز النفسي، مع أنهم خسروا اللقاء الأول، كانوا أكثر هدوءا، وفضلا عن ذلك نجحوا في إثارة أعصاب لاعبينا، لا تنسى أن التونسي لا تنقصه الحيلة، مع أن لاعبينا هم المحترفون، وفي النهاية فازوا علينا وكانت تلك المباراة حاسمة في التأهل، لو خصمت 3 نقاط لهم وأضفتها لنا لتغير كل شيء.
ما هي مواصفات المدرب القادم لـ "الخضر" في رأيك؟
الشخصية القوية ضرورية ثم الكفاءة، دون أن ننسى قوة التأثير، أي أن يفتخر اللاعب بأنه يدرب من قبل هذا التقني، هذه هي المواصفات، لابد أيضا بعد الاختيار أن يجلب معه طاقما فنيا ولا نعين له مساعدين حسب الأهواء، على أن يحاسب في النهاية عن خياراته كاملة ويتحمل مسؤوليتها، في المنتخب الوطني أقولها الآن بأنه يجب أن ننهي ظاهرة "السوسيال" والعلاقات الشخصية، خاصة في الطاقم الفني.
مدرب الكاميرون هوغو بروس في نصف نهائي كأس إفريقيا، بينما كان مروره سريعا على البطولة الوطنية من فريقي شبيبة القبائل ونصر حسين داي؟
بطولتنا لو نجلب جوزي مورينيو فإنه لن يغير أي شيء وستبقى ضعيفة، المشكل لم يكن أبدا في المدربين ولا في هوغو بروس أو غيره، بل في القاعدة، لا نوفر أي تكوين للاعب قبل أن يصل إلى صنف الأكابر، لا تحضير نفسي ولا فني، عندما يصل إلى الأكابر بطريقة تكوين خاطئة ومشوهة لن يفلح أي مدرب ولو كان مورينيو، اليوم في الدرجة الأولى أو الثانية لو نجلب 32 مورينيو، فإن لا شيء سيتغير لأن القاعدة غائبة، بخصوص سؤالك فإن بروس لم ينجح لأنه لم يجد المحيط اللازم ولا اللاعبين، الظروف كانت سيئة من غياب الاستقرار وبطولة متعفنة يصبح فيها المدرب مهددا بالرحيل منذ أول خسارة، المحيط لا يساعد أي مدرب مهما كان اسمه.
اليوم يطالب البعض بالتوقف عن جلب اللاعبين من الخارج والاهتمام بلاعبي البطولة الوطنية، فهل من تعليق؟
لست موافقا، ألم نقل بأنهم جزائريون ويملكون الحق في اللعب للمنتخب الوطني؟ ومع بطولة ضعيفة جدا فأنا مع مواصلة الاعتماد عليهم، قد يقول قائل بأن تونس فازت علينا باللاعبين المحليين، لكنني قلت لك إن هذا المنتخب الذي يملك بعض الفرديات لم نهيئ له أي ظروف للنجاح ونجلب له مدربا في آخر لحظة أصغر بكثير من كل تعداد المنتخب، تونس بمحلييها أبدا لم تكن أفضل منها ولكنها حضرت أفضل منا وكانت أكثر تركيزا، حتى لا تقولون بأنني متناقض في كلامي.
هل تعتقد أن البطولة الوطنية يمكن أن تنجب براهيمي أو محرز؟
مستحيل حتى في الأحلام لا يمكن أن يحصل هذا الأمر، اليوم مدرب تكونه في 4 أو 5 أيام ثم تمنحه شهادة تسمح له بتدريب الشبان، هل تريده أن يقدم لنا براهيمي أو محرز؟ في الجزائر نملك لاعبين موهوبين ولكن هؤلاء لا يمكنهم النجاح لأن الظروف غير متوفرة، ففي تكوينهم لا يتم تكوينهم بشكل صحيح، ماذا تقول في لاعب مثل جابو أو حاج عيسى، ألا يملكان موهبة خارقة للعادة؟ لكننا ضيعناهما للأسف الشديد بسبب غياب العمل القاعدي.
ومستقبل المنتخب الوطني؟
لن يتغير شيء ما لم يكن هناك تغيير جذري على مستوى هذه السياسة، يمكن أن نخدر أنفسنا ببعض النتائج ولكن الاستمرارية والبقاء في تحقيق هذه النتائج غير ممكن، صحيح أننا نملك بعض اللاعبين ولكن لا يمكننا بهذه السياسة أن نستمر لوقت طويل، مثلا حليلوزيتش ساعدته بعض الظروف ولكنه في النهاية لم ينجح كثيرا وإن كانت له حسنتان، وهما محاولته السيطرة على مجموعته ومعاقبته للكثير من اللاعبين حتى لا يفقد زمام السيطرة على المنتخب، والحسنة الثانية أنه منح الفرصة للمحليين.
قلت إن الظروف ساعدته، كيف ذلك؟
في كل إقصاء وهزيمة يخرج لنا بعض الإعلاميين وحتى المناصرين لينصبوا لنا حليلوزيتش كبطل شعبي وكمدرب لا يتكرر، وكأنهم نسوا أنه في دورة 2013 قادنا لمهزلة أسوأ، فخرجنا مبكرا من دورة جنوب إفريقيا، نحن ننسى بسرعة، هذا المدرب ألم يفقد سيطرته على المجموعة بعد مباراة بلجيكا في كأس العالم، حيث تمرد عليه اللاعبون وفرضت عليه بعض الخيارات، بالنسبة لي ساعدته بعض الظروف لكنه ليس مدربا كبيرا، كما أنه مدرب "خواف"، أعلم أنه عشية كل لقاء لا ينام من شدة الخوف، كما أنه لم يترك بصمة كبيرة مع منتخب اليابان، فمنذ متى كان هذا المنتخب يخسر على أرضه أمام الإمارات؟ لكن حليلوزيتش خسر، شخصيا أتصور أنه لن يكمل حتى كأس العالم.
لكن البعض يعتقد أن "حليلو" هو المدرب المناسب للمنتخب الوطني؟
لو يعود في الظروف الحالية فإنه سيفشل فشلا ذريعا، ألم نساعده بالهدوء بعد الفشل الكبير الذي مني به المنتخب الوطني في كأس إفريقيا؟ كان الجميع ملتفون من حوله، بينما أمامه الوقت وهو يقوم بالتجارب وجلب اللاعبين، جرب عشرات المحليين، حتى اكتشف لنا سليماني، بلكالام، جابو ولاعبين آخرين.
لكنك هكذا تسبح ضد التيار؟
أحترم آراء الجميع ولكن لي رأي مستقل، في اعتقادي أنه يجب أن نكف عن تمجيده، فالمستقبل أهم بالنسبة للمنتخب الوطني.
هل تشاطر من يقول إن رحيل غوركوف هو الذي كسر "الخضر"؟
لم يقنعني تماما هذا المدرب، ليس فقط لأنه فرنسي جاء لتدريب الجزائر وهذا الأمر لا يمكنني أن أقبله شخصيا، لكنني عدا ذلك لم أر أنه قدم أي شيء للمنتخب الوطني، فاز ببعض المباريات أمام منتخبات متواضعة ولكن الجزائر ظهرت معه بمستوى متذبذب تماما.
ماذا تضيف؟
من غير المعقول اليوم أننا 40 مليون نسمة ولم ننجح في أن نعطي مدافعا للمنتخب الوطني ونبقى دائما بانتظار ما تجود علينا به المدارس الفرنسية، ثم بعد تكرر الإخفاقات نفكر في الاهتمام بالبطولة، المطلوب الاهتمام بالقاعدة، ولو أن الحل في يد السلطات العليا للبلاد التي يمكنها إيجاد حلول، فالملايير التي صرفت على البطولة تبقى غير مبررة تماما عندما لا نرى أي لاعب في "الخضر"، لابد من قرارات كما حصل في الإصلاح الرياضي وأدى إلى ظهور بلومي، ماجر وعصاد.
حاوره هاتفيا: نجم الدين.س.ع
كلمات دلالية :
زكري