إلى جانب بعض الأمور التي تخص كرة القدم، منها تجربته في توتنهام وانتقاله إلى ريال مدريد، علاقته مع بعض النجوم، أما الجانب الشخصي فتطرق الويلزي إلى حياته مع عائلته في العاصمة الإسبانية مدريد، وأكثر ما يعجبه فيها، ويبدو أن "السهم" يعشق بصورة منقطعة النظير الأطعمة الإسبانية، كما أنه لا يحب الدراسة.
مضى عام و3 أشهر منذ انتقالك للعيش هنا في مدريد، بداية، نود معرفة أكثر شيء أعجبك في العاصمة الإسبانية؟
قبل كل وجبة، لا أجلس على الطاولة إذا لم يكن هناك لحم أو مأكولات إسبانية، يقومون بطهيه جيدا هنا، علي أخذ طباخ معي من هنا لو عدت يوما ما إلى إنجلترا.
وماذا عن اللغة، هل تواصل تعلم الإسبانية وأين بلغ مستواك؟
أهم شيء أنه بإمكاني تلاوة الصلاة قبل الأكل (يضحك) حسنا أنا أحضر الدروس كل أسبوع، وقد تحسنت قليلا مقارنة بما سبق، لكنني لم أبلغ بعد ذلك المستوى الذي يمكنني من الاتصال بصورة عادية مع الآخرين، أحيانا أصادف بعض الأشخاص الذين يتحدثون الإسبانية بسرعة، ولا أتمكن من سماع ما يقولونه جيدا.
سمعنا أنك تركت الدراسة في سن مبكرة، ترى لماذا فعلت ذلك؟
لا أستطيع الخوض كثيرا في هذا الموضوع، في تلك الفترة كانت لدي أسبابي لترك المدرسة، كانت أسباب مقنعة، الآن علي العودة إليها وبانتظام، أنا مجبر على ذلك، هذا من بين واجباتي منذ مجيئي إلى مدريد، تعلم اللغات أمر مثير ومهم جدا، أنا أستمتع حقا بتعلم الإسبانية.
الكثير من الأنصار يجهلون طريقة عيش غاريث بايل، هل يمكن أن تشرح لهم كيف تمر أيامك خارج ملاعب كرة القدم؟
حسنا، إنها أيام عادية للغاية ربما تشبه أيام الناس العاديين، لم تتغير الكثير من الأمور منذ أن كنت صغيرا، أحب قضاء الوقت مع عائلتي وأصدقائي مثلما كانت عاداتي دائما عندما كنت في التاسعة من عمري، صحيح أنني أصبحت لاعب كرة قدم محترف، لكني أحاول المحافظة على نفس العادات التي نشأت عليها، عائلتي وأصدقائي يساعدونني على تمضية أوقات رائعة ونسيان ضغط المباريات.
لنعد الآن إلى موضوعنا، نريد العودة قليلا إلى الوراء، وتحديدا هدفك في نهائي رابطة الأبطال، هل تتذكر كل لحظة قبل وبعد تسجيلك الهدف؟
عندما أحن إلى تلك الأيام أعيد مشاهدة الهدف، كلما شاهدته أتذكر شيئا واحدا هو أنني شعرت بآلام كبيرة بعد احتفالي بتلك الطريقة، أضحك كثيرا عندما أشاهد طريقة احتفالي، لقد تزحلقت في أرضية الميدان على ركبتي كالمجنون لعدة أمتار، ولم أكن موفقا في تلك الحركة (يضحك)، شعرت بآلام في تلك اللحظة لكنني لم أعرها أهمية من الفرحة.
تحدثت في مقابلات عدة عن انتقالك إلى ريال مدريد وكيف كانت الأمور، لقد كان مسلسلا طويلا الموسم الماضي؟
نعم، في البداية كانت الأمور في غاية الصعوبة، على الصعيد الشخصي كان من الصب علي تغيير الفريق، البلد والمدينة مرة واحدة، لكن عندما أتممت إجراءات انتقالي وتمكنت من الاستقرار في مدريد وإيجاد بيت، بدأت أجد معالمي شيئا فشيئا، كانت فكرة التعاقد مع طباخ خاص بي فكرة جيدة، قبل لذلك كنت دائما أخرج مع عائلتي لتناول العشاء في المطاعم وهذا ما يزعجني، أما على صعيد النادي فالإجراءات تطلبت وقتا طويلا وكنت أشعر بتوتر كبير قبل انتقالي إلى الريال.
لا بد أنك تفتقد أجواء إنجلترا، ما الذي تشتاق إليه كثيرا في لندن؟
هناك الكثير من الأمور الجميلة التي اعتدت عليها هناك، كنت أخرج في بعض الأحيان رفقة العائلة لقضاء أوقات ممتعة، ثم نعود إلى المنزل بعد اقتناء قطع من الشكلاطة الفاخرة والشاي، أفتقد الشاي اللندني كثيرا.
ما تقييمك للدوري الإنجليزي الممتاز كمتفرج، فأنت بعيد الآن ويمكنك أن تحكم بموضوعية؟
إنه دوري قوي ومثير للاهتمام، من الجيد مشاهدة مبارياته كمتفرج، نلاحظ أشياء عديدة عندما نكون متفرجين لم يكن بإمكاننا إلقاء البال لها فوق الميدان، بما أن التركيز كان على طريقة اللعب، أحب "البريمرليغ" وأنا أتابع مبارياته باهتمام، كما أنني لا يمكن أن أضيع "داربي" أرسنال وتوتنهام.
هل يمكنك المقارنة بين بداياتك في توتنهام وريال مدريد؟
من الصعب المقارنة بين البدايتين، لأن الظروف لم تكن متشابهة، كنت مراهقا صغيرا في 16 من عمري عندما انتقلت إلى توتنهام، في البداية معهم سجلت 3 أهداف في 6 مباريات، كانت حصيلة رائعة آنذاك، لكنني أصبت بعدها واضطررت للتوقف 8 أشهر دون لعب أي مباراة، في مدريد ربما كانت الأمور أصعب، لقد طالت قضية انتقالي ولم أحضر جيدا لبداية الموسم، بصراحة كنت متأثرا كثيرا في بدايتي مع توتنهام، انتقلت من ناد مغمور إلى لندن ووجدت نجوما كبارا مثل بيرباتوف وروبي كين.
كيف كانت علاقتك بهؤلاء النجوم؟
في الحقيقة لم أكون صداقات كثيرة معهم، الوحيد الذي كان صديقا حقيقيا لي هو لوكا مودريتش، لقد وقف إلى جانبي كثيرا آنذاك خاصة عندما تعرضت للإصابة وقال لي الأطباء أنه من الصعب علي لعب كرة القدم كما في السابق، لكن كل شيء سار على ما يرام بعدها وتمكنت من العودة إلى مستواي، هذا لا يمنع أنني شعرت بإحباط كبير وعانيت كثيرا قبل التعافي من الإصابة.
كيف كان تأثير المدرب هاري ريدناب على شخصيتك، نحن نعرف أنك كنت تحبه كثيرا؟
لقد عانيت كثيرا عندما انتقلت إلى توتنهام، كنت منغلقا على نفسي ولم أتمكن من التأقلم مع النجوم، ريدناب كان الشخص الذي أخرجني من تلك القوقعة وساعدني في تثبيت أقدامي، لولاه لما وصلت إلى هذا المستوى أو إلى ما أنا عليه الآن، لقد تحسنت كثيرا بفضله.
الكل يعلم أنك لم تكن تلعب في منصب جناح بل كنت ظهيرا أيسر من قبل، حدثنا كيف تحولت إلى هذا المنصب؟
إنها نقطة تحول، حدث ذلك بعد محادثة مع المدرب الجديد لـ توتنتهام في صيف 2012، في بداية الموسم جمعني حديث معه قلت له أنه يمكنني أن أقدم آداء أفضل كجناح على الجهة اليسرى، قلت له أنني أنزعج كثيرا بسبب المراقبة اللصيقة لمهاجمي المنافس، إنه أندري فيلاش بواش، هو المدرب المسؤول عن تغيير مركزي.
وكيف كانت ردة فعله بعد أن تحدثت إليه في هذا الموضوع؟
وافق على اقتراحي ومنحني الحرية في تغيير مركزي، منحني مهام هجومية ونجحت جيدا في ذلك، منذ تغيير مركزي في تلك الفترة أصبحت ألعب جيدا وأسجل الكثير من الأهداف، كما انعكس ذلك إيجابا على الفريق بالكامل، أصبحنا نفوز بالمباريات كما كان لذلك أثر كبير علي، فقد استرجعت الثقة المفقودة بعد إصابتي.
من طريقة حديثك عن توتنهام، نشعر وكأنك تفتقد لهذا النادي كثيرا وتحن إلى أيامه أليس كذلك؟
لقد تألمت كثيرا عند مغادرة النادي، وإذا لم تكن الوجهة ريال مدريد لما غادرته مهما كلف الأمر، أتمنى أن يكون الأنصار قد غفروا لي بعد تركهم، لقد كنت مسرورا للغاية بعد أن رأيت رسائلهم وتهانيهم بعد نهائي رابطة الأبطال، شعرت بالفخر عندما وصلتني رسائل أنصار توتنهام، كان هناك الكثير من الأنصار الذين قالوا لي بأن ما قمت به يشعرهم بالفخر، إنه شعور خاص للغاية عندما تعلم أن هناك نوعا من الاتصال بينك وبين الأنصار، ربما أدركوا أن الانتقال إلى ريال مدريد هو فرصة لا تعوض ولا تتاح إلا مرة واحدة في العمر، لقد عشت أياما رائعة في فريقي السابق وشعرت أنه علي خوض تحد جديد، وفوزنا برابطة الأبطال يفسر قراري بالانتقال إلى الريال.
ما هي نقاط الاختلاف بين ريال مدريد وتوتنهام؟
الحقيقة أنني ألعب في ناد بتاريخ عظيم، إنه ناد استثنائي وهو الأفضل في العالم، هذا دون الحديث عن أمور أخرى مثل طريقة العيش هنا في مدريد، هناك نوع من الهدوء والراحة النفسية كما أن الجو دائما معتدل، أحب كثيرا هذا النادي كما أتمتع بعلاقات جيدة مع زملائي وأنا دائما متشوق لحضور التدريبات، الشيء السلبي الوحيد هنا حرارة الصيف، إنها لا تطاق، لكنني سعيد للغاية بالتواجد هنا.
كيف هي العلاقة مع كريستيانو رونالدو، نسمعك في الكثير من الأوقات تقول أنه ساعدك كثيرا في بدايتك مع الريال؟
عند انتقالي إلى هذا النادي أدركت مباشرة أن لدي فرصة التعلم من أفضل اللاعبين في العالم، كريستيانو ساعدني إلى أبعد الحدود منذ اليوم الأول، كل يوم أتعلم المزيد من الأشياء إلى جانبه، أنا أعمل جادا رفقته لكي أصل في يوم ما إلى مستواه، تذهلني قدرته على اللعب بالقدمين وهو ما أفتقد إليه، أحاول دائما مداعبة الكرة بقدمي اليمنى وتحسين آدائي، من المستحيل ألا أطور مستواي في وجود لاعب بحجم كريستيانو.
لكل لاعب قدوة أو مثله الأعلى، ترى من هو المثل الأعلى بالنسبة لـ غاريث بايل، نتحدث طبعا في كرة القدم؟
إنه رايان غيغز، هو مواطني، لاعب مخضرم ويملك خبرة لا تقدر بالأرقام، أعلم أنه قبل أن يكون جناحا أيسر لعب كظهير مثلي تماما، إنه قدوتي في كرة القدم.
كلمات دلالية :
بايل