فابيو كابيلو: "سأستمر مع المنتخب الروسي رغم عدم حصولي على راتبي منذ 6 أشهر"

أجرت مجلة "ليكيب" الفرنسية حوارا مع فابيو كابيلو المدرب الإيطالي للمنتخب الروسي الذي يعيش أوقاتا عصيبة مع هذا الأخير، خصوصا بعد إخفاقه في بلوغ الدور الثاني من كأس العالم 2014 بـ البرازيل

نشرت : الهداف السبت 06 ديسمبر 2014 23:00

وخلال هذا الحوار تطرق المدرب السابق لأندية ميلان، روما، جوفنتوس وريال مدريد إلى وضعه الحالي مع منتخب "الدببة"، بالإضافة إلى العديد من النقاط الأخرى المتعلقة بمشواره التدريبي الذي كان مليئا بالأحداث ونظرته المستقبلية لكرة القدم.

دربت في العديد من الدول، ما هي الأشياء التي كانت مختلفة فيها بالنسبة لك؟

هناك الكثير من الأشياء التي تختلف بين البلدان التي دربت فيها، على سبيل المثال طريقة التعامل مع وسائل الإعلام، في إيطاليا القنوات التلفزيونية لديها تأثير كبير، أما في إسبانيا فنجد الجرائد والإذاعات تبدأ الحديث عن كرة القدم من السابعة صباحا إلى غاية ساعة متأخرة من الليل، عندما جئت إلى إنجلترا لتدريب المنتخب فهمت مباشرة أن الجرائد لديها أهمية كبيرة، فإذا كانت المقابلة تلعب يوم الجمعة فإنني أبدأ التحضير لها قبل أسبوع من خلال عقد ندوة صحفية أولى من أجل الصحف التي تصدر يوم الأحد وذلك بتواجد 15 صحفيا، وقبل المباراة بيوم لقاءات مع ثلاث أكبر إذاعات في إنجلترا، بعدها 7 أو 8 قنوات تلفزيونية، في غرفة أخرى لقاء مع الجرائد، وفي العموم يتم التعامل مع حوالي 50 أو 60 صحفيا.

وماذا عن روسيا؟

الشيء الأصعب بالنسبة لي في روسيا هو التواصل لأنه لا يوجد الكثير من اللاعبين الذين يتحدثون الإنجليزية، وهو ما يحتم علي الاتصال معهم عن طريق مترجم، لأن الكلمات ومعانيها لديها أهمية كبيرة حسب اللحظات التي نعيشها.

ما الأمر الذي تفاجأت به واكتشفته في روسيا؟

يوجد شيئان أو 3، الأمر الأول هو الدوري الذي يتكون من 16 فريقا فقط وهو عدد  قليل، الأمر الثاني هو قيمة اللاعبين الأجانب لأن القوانين الروسية تفرض تواجد أربعة لاعبين روس فقط في الميدان، وهذا كان أمرا مفاجئا بالنسبة لي، لأنه في أوروبا اللاعبون الألمان، الإيطاليون، الإسبان بإمكانهم اللعب في أي مكان، وهو ما يسمح للمدرب أن يكون له اختيارات أكبر.

الكرة الروسية ورثت من الكرة السوفياتية التوجه نحو اللاعب الفردي أكثر من الجماعي، هل تحس هذا الأمر؟

ربما، لكن كما تعرف هنا أو في أي مكان آخر اللاعبون الموهوبون هم من يصنعون الفارق في المقابلات، وبسبب الحقبة السوفياتية اللاعبون في الفريق الروسي يأتون من أوكرانيا، جورجيا، ... بالإضافة إلى اللاعبين الروس، هناك الكثير من المواهب في روسيا لكن المشكل هو أن الدوري يتضمن 16 ناديا فقط.

كيف تفسر عدم تمكن اللاعبين الروس من فرض أنفسهم في الخارج؟ والعكس أيضا، اللاعبون الأجانب لا يستطيعون التألق في الدوري الروسي؟

أولا، هناك الكثير من الأموال وهو ما يدفع اللاعبين للقدوم هنا واللعب في الدوري الروسي، أما بالنسبة للاعبين الروس فآخر من لعبوا في الخارج هم أرشافين في أرسنال وجيركوف في تشيلسي، كما أن دينيس تشيريشيف أعاره ريال مدريد إلى فياريال، إنه موضوع مهم لكن هذا الأمر يعود للاعبين أنفسهم لأن بعضهم بإمكانه اللعب في أقوى المستويات الأوروبية.

هل هو مشكل في التأقلم الثقافي؟

لا أريد النظر إلى المسألة من هذا الجانب، الآن الحياة في روسيا مشابهة لتلك في أوروبا، في الماضي كنت أحس ببعض الفرق لكن الآن لا.

لكن الروس يقولون إنهم يشعرون خارج بلدانهم بأنهم مرضى، ما تعليقك؟

لا أظن ذلك، فما دمت لاعب كرة قدم محترفا فعليك أن تلعب في جميع البلدان، بالإضافة إلى ذلك، لما ننظر إلى لاعبي الهوكي الروس نجد أنهم ناجحون جدا في الولايات المتحدة وكندا، ونفس الشيء بالنسبة للاعبي كرة السلة، كرة القدم الان أصبحت لعبة عالمية والجانب المتعلق بالاشتياق للبلد الأم عذر سيئ.

هنا الأندية مجبرة على اختيار أربعة لاعبين روس في القائمة الأساسية، ما رأيك في هذه القاعدة؟

نحن نسعى لتغيير هذا القانون، لأنه كلما كان لاعبون روس أكثر كلما كنت سعيدا أكثر.

سمعنا بفكرة إدماج المنتخب الروسي في الدوري، هل هذه إشاعة أم أن الأمر جدي؟

نعم إنه أمر خيالي بالكامل ولا يمكن تطبيقه.

هل أحسست في هذا البلد أنهم يحبون الشخصيات القوية وأن أسلوبك في التدريب يظهر جامدا بالنسبة لهم؟

هذه هي طريقتي في العمل، بالنسبة لي هناك كلمة تلخص كل شيء في العمل وهي الاحترام، احترام عملي، احترام الطاقم المساعد، الصحفيين وحتى أولئك الذين يقومون بتنظيف غرف تغيير الملابس، على اللاعبين أن يحترموا الجميع وعليهم أن يكونوا راضين بالتدرب واللعب، ومن خلال هذا الطريق بإمكاننا كل شيء يصبح ممكنا، والمنتخب الروسي يتحسن من أسبوع لآخر لأنه ليس في الجحيم كما يصوره البعض.

هل الأمر في الأندية مختلف عن المنتخبات؟

مختلف جدا، لأن العمل في الأندية يجعلك تعدل الأمور في الميدان، خارجه، بالإضافة إلى العديد من النقاط الأخرى التي يتوجب عليك معالجتها ودفع الفريق للتقدم من أسبوع لآخر، بالإضافة إلى العمل على إيجاد حلول جديدة للاعبين، في المنتخبات الصعوبة تكمن في إيجاد التناسق بين اللاعبين.

هل النجوم بالنسبة لك لا يتواجدون؟

في الفريق الجميع مهم والجميع عليه أن يعمل من أجل المجموعة، مع الأخذ بعين الاعتبار أن اللاعبين الكبار هم من يصنعون الفارق، لكن السؤال الذي يطرح نفسه، إذا كنت نجما فهذا يعني أن أعامل بطريقة خاصة؟ إجابتي هي دائما لا، لأنه إذا كنت ترى نفسك لاعبا كبيرا فعليك أن تظهر ذلك على أرضية الميدان، لكن لا يتوجب عليك أن تشترط غرفة كبيرة وامتيازات أخرى لأن هذا الأمر لا يمكن أن يحدث معي.

حتى مع إبراهيموفيتش في جوفنتوس؟

نعم، حتى بالنسبة له، وهذا الأمر لم يكن محل سؤال وقتها، ولكن حتى يكون في علمك فإنه في الكثير من الحالات اللاعبون الكبار قليلا ما يكونون متطلبين كثيرا، النجوم الكبار إذا كانوا يريدون حقا أن يروا أنفسهم على هذا النحو فإنهم لا يطلبون منك هذه الأمور.

إبراهيموفيتش قال إنك رجل حددي، ما تعليقك؟

هذا أمر صحيح، كنت أطلب منه نفس الأشياء التي أطلبها من بوفون أو ديل بيرو، لماذا أقول بتصرف مغاير معه؟ لأن الاختلاف يكون على أرضية الميدان بالنسبة للجمهور، المدرب، زملائك وجميع أعضاء النادي، لأن المطالبة بمعاملة مميزة يعتبر تصرفا أحمق.

حتى ولو كنت لا تفرق في المعاملة بين اللاعبين إلا أنك تبقى صارما، حيث قال عنك ريو فيرديناند إن العمل معك في المنتخب الإنجليزي كان أشبه بالسجن.

سجن؟ عندما توجهنا إلى كأس العالم بجنوب إفريقيا في 2010 زرنا العديد من الأماكن، لقد كنا في مكان رائع، حيث قمنا بجولات سفاري ولعبنا الغولف، المشكل أننا كنا في منطقة بعيدة عن وسط المدينة، في كأس العالم الأخيرة كانوا في قلب "ريو دي جانيرو"، ومع ذلك انظر إلى النتيجة التي حققها المنتخب الإنجليزي، لم تكن أفضل من النتيجة المحققة في جنوب إفريقيا )الإقصاء من الدور الأول(، كانت أمام الشواطئ، النساء،... ومع ذلك كانت الكارثة بالنسبة لهم، إنه الشيء الأكثر سخافة، عندما نخسر فإننا نحاول دائما إيجاد أعذار قبيحة.

في المنتخب الروسي منعت اللاعبين من كتابة تغريدات على "تويتر"، لماذا؟

هذا الأمر يشتت تركيز اللاعبين ويخلق المشاكل، مثلما حدث مع صديقي بالوتيلي.

أنت من بين عشاق الرسم المعاصر على غرار لوحات كاندينسكي الذي درس في موسكو، ما هي المراحل التي ساهمت حسبك في تطوير كرة القدم؟

بالنسبة لي كانت هناك ثلاثة مراحل رئيسية في تاريخ كرة القدم ساهمت في تطوير اللعب، أبرزها هو ما قام يوهان كرويف في هولندا من خلال اللعب بالضغط على المنافس.

)نقاطعه( لكن ألا ترى بأنك أهملت ما قام به المنتخب المجري في سنوات الخمسينات؟

أتحدث عن الأوقات التي ظهر فيها النقل التلفزيوني بالألوان للمباريات، نعود لـ هولندا وأجاكس، لعبت أمامهم وأعجبت كثيرا بطريقة لعبهم لأنهم فاجؤونا، لكن بعد ثلاث سنوات باقي الأندية فهمت طريقة لعبهم وعرفوا كيف يوقفونهم، لكن ومع ذلك كانت طريقة لعب مذهلة وقد حاولت العديد من الأندية استنساخها، ثم بعدها ظهر نموذج جديد من خلال العمل الذي قام به أريغو ساكي مع ميلان، ولقد تم فهمه هو الآخر وإيجاد الطريقة المثلى للتصدي له، وماذا حدث مع برشلونة؟ فعندما يحصل مدافعك على كرة القدم فإنه يتعرض لضغط كبير من قبل لاعبيهم، والحل لذلك كان في تمرير الكرة مباشرة إلى الأمام للتغلب عليهم، وبذلك تم إيجاد الحل لطريقة لعب البارصا.

 

من هو برأيك الفريق الذي سيكون مبتكر طريقة اللعب الجديدة؟

هو الفريق الذي سيستطيع إيجاد طريقة لعب جديدة، أي الضغط على حامل الكرة والتوجه بسرعة نحو الهجوم، وأرى أن ريال مدريد هو الفريق الذي سيكون صاحب المرحلة الجديدة، بعد كأس العالم اجتمع العديد من المدربين وأجمعنا على أن النسخة الأخيرة هي الأقوى على مر التاريخ، بسبب السرعة الكبيرة في اللعب التي لم يسبق لي رؤيتها.

لنتحدث قليلا عن السياسة، الاتحاد الأوروبي الذي يضم إيطاليا فرض عقوبات على روسيا، هل تسبب لك هذا في بعض المشاكل؟

العقوبات التي فرضت على روسيا كانت بالنسبة لي خطأ كبيرا، لأنه بالإمكان إيجاد حلول سياسية، هذه العقوبات تسبب مشاكل لـ روسيا ولكن في الوقت نفسه للاتحاد الأوروبي، لأن روسيا كانت تستورد الكثير من الأشياء من أوروبا والآن ستتوجه إلى دول أخرى، لذا فإن العقوبات كانت تصرفا غبيا.

ما تعليقك على طلب بعض نواب البرلمان الروسي استجوابك؟

أنا في الانتظار، وهذا الأمر يشعرني بالسعادة لأنني سأكون أول إيطالي يتم استجوابه أمام البرلمان الروسي.

ألا يزعجك أن تدرب في بلد يديرها فلاديمير بوتين؟

في وقت حكم موسولوني بـ إيطاليا كنا نجبر على القيام ببعض الأشياء، لكن الآن في روسيا أقول ما أريد، أنا حر ولا يوجد مشاكل.

هل صحيح أنك لم تتحصل على أجرك في آخر ستة أشهر؟

نعم، هذا صحيح.

لماذا وافقت على الاستمرار في العمل هنا؟

أنا منضبط ومحترف، لدي علاقات قوية مع لاعبي المنتخب والاتحاد الروسي، لذلك لن أرحل من هنا لمجرد أنني لم أتقاض أجري.

لكن الوضع من الممكن أن يطول؟

لا أريد التعليق على هذا الأمر.

هل أنت نادم لأنك لم تتمكن من تدريب المنتخب الإيطالي؟

لا، لأنني قلت من قبل إني لا أريد تدريب المنتخب الإيطالي.

لأنك تريد أن تعيش في هدوء؟

في هذه المهنة لا يمكن العيش بهدوء في أي مكان.

عن صحيفة "ليكيب" الفرنسية

آخر الأخبار


تابعوا الهداف على مواقع التواصل الاجتماعي‎

الملفات

القائمة
12:00 | 2021-08-01 أديبايور... نجم دفعته عائلته للانتحار بسبب الأموال

اسمه الكامل، شيي إيمانويل أديبايور، ولد النجم الطوغولي في 26 فيفري عام 1984 في لومي عاصمة التوغو، النجم الأسمراني وأحد أفضل اللاعبين الأفارقة بدأ مسيرته الكروية مع نادي ميتز الفرنسي عام 2001 ...

07:57 | 2020-11-24 إنفانتينو... رجل القانون الذي يتسيد عرش "الفيفا"

يأتي الاعتقاد وللوهلة الأولى عند الحديث عن السيرة الذاتية لنجم كرة القدم حياته كلاعب كرة قدم فقط...

23:17 | 2019-09-13 يورغن كلوب... حلم بأن يكون طبيبا فوجد نفسه في عالم التدريب

نجح يورغن كلوب المدرب الحالي لـ ليفربول في شق طريقه نحو منصة أفضل المدربين في العالم بفضل العمل الكبير الذي قام مع بوروسيا دورتموند الذي قاده للتتويج بلقب البوندسليغا والتأهل إلى نهائي دوري أبطال أوروبا، وهو ما أوصله لتدريب فريقه بحجم "الريدز"...

خلفيات وبوستارات

القائمة

الأرشيف PDF

النوع
  • طبعة الشرق
  • طبعة الوسط
  • طبعة الغرب
  • الطبعة الفرنسية
  • الطبعة الدولية
السنة
  • 2021
  • 2020
  • 2019
  • 2018
  • 2017
  • 2016
  • 2015
  • 2014
  • 2013
  • 2012
  • 2011
  • 2010
  • 2006
  • 2003
  • 0
الشهر
اليوم
إرسال