بيلي: "أطلب من الشعب البرازيلي أن يستقبل الجزائر بقلب كبير"

"لو سيُسعد كلامي الجزائريين سأقول إنني أتمنّى نهائيا بين البرازيل والجزائر"

بيلي
نشرت : الخميس 20 يونيو 2013 00:00

للإقتراب من بيلي يجب أن تكون محظوظا جدا وهذا الحظ كان بجانبنا في إحدى القاعات الجميلة لملعب "مورومبي" في "ساو باولو"، ففي هذه المدينة واحد من أفضل المدافعين في تاريخ كرة القدم الذي نتستر عن ذكر اسمه الآن منحنا موعدا لأجل محاورته (الحوار سيُنشر لاحقاً في الهدّاف). "سأنشط ندوة صحفية مع كارلوس ألبيرتو ووزير الشباب والرياضة لأجل الدعاية لكأس العالم. بعدها مباشرة سأكون تحت تصرفكم لمدة ربع ساعة" هكذا قال لنا محدثنا في مكالمة هاتفية جمعتنا به. كانت الساعة تشير إلى 10:30 لما وصلنا إلى ملعب "مورومبي" لأجل استخراج بطاقة الاعتماد وانتظار نهاية الندوة الصحفية التي كانت مقرّرة بداية من الساعة 11:00 حتى سمعنا أصوات تتعالى في البهو صاحبها تدفق للمصورين وهنا مثلنا مثل الحضور سارعنا لمعرفة ما يحدث حتى كانت مفاجأتنا كبيرة لما وجدنا أنفسنا وجها لوجه أمام أفضل لاعب في تاريخ كرة القدم. نعم بيلي بنفسه كان هنا رفقة وزير الشباب والرياضة البرازيلي. كان بمقدورنا فقط طرح سؤالين عليه حسب ما قيل لنا لكن الفرصة كانت كبيرة حتى نكتفي بهذا القدر وأصررنا على طرح 3 أسئلة.
"أتمنّى أن تكون الجزائر حاضرة في مونديال البرازيل"
لمّا عرّفنا بأنفسنا بعد أن تمكنا من الوصول إلى "بيلي" فإن هذا الأخير سألنا مباشرة عن مشوار الجزائر في تصفيات كأس العالم، ومباشرة بعد علمه بتأهل الجزائر إلى الدور التصفوي الأخير وكرجل يملك خبرة ردّ علينا قائلا: "حذار، أنتم لم تتأهلوا بعد إلى المونديال، لكني أتمنى من صميم قلبي أن يكون منتخبكم حاضرا في كأس العالم، كل الفرق التي تحب كرة القدم والاستعراض مرحبا بها في بلدنا".
"أطلب من الشعب البرازيلي أن يستقبل الجزائر بقلب كبير"
"بيلي" الذي سبق له الحضور إلى الجزائر في مناسبتين للعب لقاءين وديين بألوان البرازيل و"سانتوس" يتذكر جيدا الاستقبال الذي خصه به الجزائريون في وقتها وقال: "لهذا السبب أطلب من الشعب البرازيلي أن يفتح قلبه للجماهير والمنتخب الجزائري، أفعل كل هذا بسعادة شديدة ولو تريدون أن أسعدكم أكثر فإني أتمنى نهائيا بين البرازيل والجزائر". مباشرة بعد نهاية هذا الجملة دوّت تصفيقات حارة من الحضور في القاعة.
"تمنّيت بقاء نايمار في سانتوس مثلما فعلتُ"
ومثلما كان متوقعا فإن السؤال الذي يحرق شفاه الصحفيين هو المتعلق بما إذا كان نايمار قد أحسن الاختيار بالتوقيع لفائدة "برشلونة"وهنا كان رد "بيلي": "لقد طلبت دائما من نايمار البقاء سنة إضافية في سانتوس من أجل لعب كأس العالم قبل الرحيل إلى الخارج لكن للأسف لم أتمكن من إقناعه. افهموني جيدا أنا لاعب سابق ومناصر لـ سانتوس وكنت حتما أتمنى بقاءه في هذا النادي. أعترف في المقابل بأن برشلونة خيار جيد بالنسبة له لأنه هناك سيكون إلى بجانب لاعبين رائعين. أنا حزين لـ سانتوس الذي خسر لاعبا كبيرا وأيضا سعيد لـ نايمار الذي التحق بـ برشلونة حيث المستوى مرتفع جدا".
"ألم تسأموا مقارنتي مع اللاعبين رقم 10 الأرجنتينيين؟"
لما كان يصول ويجول في الملاعب فإن "بيلي" كان لاعبا يحبّذ المراوغات، لكنه مع الصحفيين أكثر من ذلك حتى لو أنه في بعض المرات كان يصعب جدا عليه أن يخفي تذمره أمام بعض الزملاء مثلما كان الأمر عليه مع صحفي يشتغل في قناة تلفزيونية أرجنتينية - برازيلية والذي ذهب إلى منحه قميصا لـ "البارصا" برقم 10 وباسم "ميسي" قائلا له: "متى سترتدي هذا القميص"؟ لتكون إجابة الملك: "لن أرتديه أبدا لأني توقفت عن ممارسة كرة القدم منذ فترة طويلة. لكن إذا أردت رأيي أقول لك أن هذا القميص هو ملك للاعب كبير"، قبل أن يضيف: "ألم تسأموا مقارنتي مع اللاعبين الأرجنتينيين الذين يحملون الرقم 10؟ لقد قارنتموني مع سيفوري الذي كان لاعبا كبير في جوفنتوس، دي ستيفانو واحد من أساطير ريال مدريد بعدها كان الحال مع مارادونا والآن مع ميسي. أنتظر الآن اللاعب الخامس الأرجنتيني الذي سيحمل الرقم 10 والذي ستقومون بمقارنتي به".
الوزير هو من أقنعه بالحضور إلى "مورومبي"
في اليوم الذي سبق هذا اللقاء الكبير مع "بيلي" كان هناك لقاء بين الصحافيين والملك في "بيلي" في "ساو باولو" وهذا من أجل رعاية أحد محلات "فولسفاڤن"، لكن كل طلباتنا لأجل حضور هذا اللقاء قوبلت بالرفض، وهنا يجب التأكيد على أنه لم يكن مقررا أبدا أن يحضر "بيلي" إلى ملعب "مورومبي" في اليوم الموالي لأنه في سن الـ 73 ولم تعد لديه رغبة قوية في التنقل من مكان إلى آخر، غير أن هذه المرة وزير الشباب والرياضة بنفسه هو من اتصل به لإقناعه بالقيام بدعاية لكأس العالم مع لاعبين آخرين وهذا بصفته سفيرا لمونديال 2014. ولهذا الغرض نستغل الفرصة كي نوجه شكرا خالصا لمعالي الوزير الذي سيسمح لملايين الجزائريين بالاستمتاع بمطالعة الحوار الذي خصّنا به "بيلي".
"البرازيليون هم جزائريون أو تقريباً كذلك"
لما طلب من البرازيليين أن يستقبلوا جيدا الجزائريين في مونديال 2014، "بيلي" كان يعرف جيدا أن مواطنيه كانوا مضيافين مثلنا، وكان يعلم أيضا أنهم مجانين بعشق كرة القدم مثلنا أيضا، لكن بالنسبة له المقارنة تقف عند هذا الحد. "بيلي" لم يكن يعرف أن كلامه حقيقي لأن ما وقفنا عليه منذ حلولنا بالبرازيل قبل 3 أسابيع من الآن هو أن شعب هذا البلد مثل الجزائريين أو تقريبا مماثل له، بدنيا مثلا هم يشبهوننا كثيرا وقد شاهدنا أشخاصا لهم نفس ملامح الوجه مثل سعيد عمارة، مصطفى غير هاك، هلال سوداني أو حتى المواطن البسيط الذي نراه في شوارع العاصمة أو وهران. لما تحاول أن تتجاوز برازيليا بالسيارة فإنه يكون عنيداً ويفعل كل شيء كي يمنعك من ذلك. البرازيليون يبصقون على الأرض ولن تصدقوا إذا قلنا لكم إنه يوجد فيهم حتى من يتبوّل في الشوارع، وهي العادة التي تخلصنا منها تقريبا في أحيائنا وشوارعنا. هناك أمر آخر وهو أن البرازيليين لا يردّون دائما على الاتصالات الهاتفية التي تأتيهم وهم لا يحترمون مواعيدهم إلاّ في مرات نادرة. البرازيلي يمكن له أن يرمي قارورة "كوكاكولا" التي يشربها من سيارته حين قيادته لها وهو التصرف الذي لا يفاجئ أحدا. في النهاية لما يكونون متفقين على شيء معين فإنهم يقولون عبارة "إيييه" التي ينطقونها مثلنا تماما، ولو أن معناها يختلف مقارنة بما هو الحال عليه في الجزائر أين عبارة "إيييه" هي مستخلصة من كلمة "إفرادي" ويقصد بها: "صحيح".
"لم تتبق لهم إلاّ الكؤوس البلاستيكية للقهوة في الشوارع"
وتبقى للبرازيليين عادات أخرى تبدو جزائرية خالصة من بينها التجول في الشوارع بكأس بلاستيكي به القهوة قبل أن يتم رميها في النهاية حتى إن كان الأمر وسط ازدحام شديد للسيارات في الطرقات، وهنا يجب فقط تجنب الشجار لأنه في أغلب الأحيان تنتهي الشجارات بطلقة نارية على مستوى الرأس. رغم كل هذا فإن التشابه كبير بيننا وبين "ريو" أو "باهيا" وهما المقاطعتين اللتين تتميزان بنمط عيش قريب لما هو في البلدان الإفريقية، لأن في "ساو باولو" أو "بورتو أليڤري" فإن الناس هم أكثر أوروبيين في تصرفاتهم لكن هناك تفسير لكل هذا وهو أن "ساو باولو" و"بورتو أليڤري" كانت الوجهة المفضلة للمهاجرين الألمان، اليابانيين، الإيطاليين والسوريين واللبنانيين.
بلد آمن لكن مع وضع اليد في الجيب دائماً
البرازيليون الذين التقينا بهم هنا بمن فيهم مصورنا "كلاوديو" فعلوا كل شيء من أجل إقناعنا بأن البرازيل أصبحت بلداً آمناً ومسالماً وهذا بفضل الحملة التي استهدفت الأحياء الفقيرة منذ عهد الرئيس السابق "لولا"، إذ أنه بعد أن تم اجتياح هذه الأحياء والبنايات الفوضوية المتواجدة بكثرة في الجبال التي تحيط بالمدن الكبرى البرازيلية، فإن الشرطة تمكنت من توقيف عدة عصابات مختصة في المتاجرة بالمخدرات وقامت بعد ذلك بتشييد مراكز للشرطة في قلب هذه الأحياء الفقيرة. وهناك فرقة من الشرطة تملك تصريحا لإطلاق رصاص حي على المجرمين الخطيرين. ورغم كل الجهود التي تقوم بها قوات الأمن إلا أنّ مخلفات العنف والعصابات التي شهدتها البرازيل في السنوات الفارطة مازالت موجودة حتى الآن.
يجب فقط معرفة المكان الذي تضع فيه قدميك
سائح ألماني مثلا قاده فضوله لدخول أحد الأحياء الفقيرة وأصيب بالرصاص فيها. لماذا؟ لأنه لمّا رأى شخصا يحمل سلاحا أراد أن يأخذ صورة تذكارية معه لكن مفاجأته كانت كبيرة لما تصرف معه حامل السلاح بطريقة لم تخطر على باله فمباشرة وجّه له طلقة نارية. القنوات التلفزيونية البرازيلية تتحدث كل صبيحة عن حوادث مماثلة. نحن في يوم من الأيام وبينما كنا نائمين سمعنا طلقات نارية في حدود الساعة الثالثة صباحا، وفي صبيحة اليوم الموالي فإن الحي الذي قضينا فيه الليلة بـ "ريو دي جانيرو" وجدناه يعج برجال الشرطة وصدقوني أن الأمر كان صحيحاً وليس مجرد خبر بثه التلفزيون. مثال آخر من أجل تفادي الاعتداءات والسرقة يتمثل في ضرورة عدم استخراج مبلغ 800 ريال برازيلي (حوالي 300 أورو) من موزع آلي، هذا الأمر لا يعني أنّ الإنسان ليس آمنا في البرازيل لكن يجب فقط أن يعرف أين يضع قدميه.
160 مليون نسمة = 160 مليون مدرّب ... ليست فقط مقولة شهيرة
نعود قليلا إلى كرة القدم ونتكلم عن المقولة التي تقول إنه وراء كل برازيلي هناك إمكانية لرؤيته مدرب. في عالم كرة القدم سمعنا أخباراً كثيرة تتحدث عن قساوة الصحافة البرازيلية تجاه الناخب الوطني في كل مرة حتى وصل الأمر بالناخب الشهير "ماريو زاڤالو" للقول بعد نهائي كأس العالم 1974: "في البرازيل هناك 100 مليون نسمة و100 مليون مدرب". هذه المقولة الشهيرة لم يسرقها البرازيليون لأننا طيلة فترة تواجدنا في المدن البرازيلية تأكدنا من أن المواطن البسيط في "ريو" أو "ساو باولو" قادر على تحليل مباراة في كرة القدم مثل أي تقني. هنا وسائل الإعلام خاصة منها قناة "ڤلوبو تي في" الشهيرة تقوم بصخب إعلامي عندما يتعلق الأمر بمنتخب "السامبا" وهو يجعل صعبا على كل واحد أن لا يتعلم كرة القدم. هناك محلّليو بأسماء عالمية يستدعون وكل اللقاءات تحلل بكل تفاصيلها. لقاء البرازيل - فرنسا الأخير الذي جرى يوم 9 جوان الحالي مثلا شرعت القنوات التلفزيونية في الحديث عنه من الساعة الثامنة صباحا حتى الواحدة من صبيحة اليوم الموالي. هذا الصخب الإعلامي الكبير لا يمكن أن يجعل أياً كان يعتقد أن البرازيليين سئموا الأخبار المتعلقة بكرة القدم بل على العكس من ذلك تماما.
"رونالدينيو"... قرار إبعاده من المنتخب لم يهضمه أحد حتى الآن
160 مليون نسمة جميعهم أو تقريبا غالبيتهم متفقون على أن قرار الناخب الوطني "فيليبي سكولاري" بإبعاد "رونالدينيو" من المنتخب قرار غير صائب. "روني كان قادرا على أن يحرر نايمار. نايمار وحده لا يمكنه أن يتحمل كل مسؤوليات القائد". هكذا حلّل القرار سائق سيارة أجرة مولع بمنتخب سنة 2002 الذي كان يضم رونالدو، ريفالدو، كافو، روبيرتو كارلوس والبقية. "المنتخب الحالي لا يعادل منتخب 2002. لا أرى لاعبا قياديا في المجموعة في وقت أنه في 2002 كان هناك الكثير من اللاعبين القياديين. أؤكد لكم أني بكيت من الفرح لما شاهدت كافو يرفع كأس العالم في اليابان لأننا ربحنا ولأننا أيضا قدّمنا كرة قدم استعراضية".
في هذا الوقت "رونالدينيو" يواصل تقديم لقاءات رائعة
قرار إبعاد "رونالدينيو" قوبل وكأنه إهانة لكل البرازيليين. "هو مطالب بمتابعة لقاءات السليساو في التلفزيون لأنه مطالب بخوض لقاءات الدوري المحلي مع ناديه أتليتيكو منيرو. لو كان في أوروبا لكان قد تنقل لقضاء عطلته مثلما هو الحال عليه مع كاكا". هكذا صرح لنا أحد الإعلاميين في البرازيل الذي لم يفهم سبب التخلي عن لاعب مثله. "رونالدينيو" الذي استعاد شبابه وبريقه في مسقط رأسه "بورتو أليڤري" يواصل تقديم لقاءات رائعة لكن هذا الأمر لم يرض "سكولاري". لقد حضرنا حصة تدريبية لـ "روني" مع ناديه "الأتلتيكو" وبدا لنا أنه غير متأثر تماما من قرار إبعاده من منتخب بلده. صحيح أنه لم يعد يملك السرعة التي كانت لديه عندما كان في برشلونة لكن هي متعة حقيقية في كل مرة يلمس فيها الكرة وكل هذا مصحوب بابتسامة عريضة وكأنه أراد أن يقول بها لـ "سكولاري": "صحيح أنك فضلت لاعبين شبان للمشاركة في كأس القارات لكني تحت تصرفك دائما متى أردت فيها خدماتي خلال المونديال المقبل". تحية أخرى موجهة لـ "سكولاري" كانت عن طريق تسجيله ثنائية وتمريرة حاسمة بالصدر في لقاء تطبيقي حضرناه خلال تلك الحصة التدريبية. بالنسبة للذين يعرفون "رونالدينيو" فإنّ كأس العالم فقط هي التي تهمّه لأن كأس القارات ليست هدفه والآن أمامه سنة فقط لإقناع "سكولاري" باستدعائه للعب المونديال.
بالنسبة للبرازيليين فإنّ إسبانيا هي المرشّح فوق العادة
الـ 160 مليون مدرب ليسوا حتما كلهم ضد قرار "سكولاري" بإبعاد "رونالدينيو" لكن كثيرين منهم متأكدون بأن المنتخب الحالي لا يملك الإمكانات للفوز بكأس القارات الجارية الآن وأكثر من ذلك كأس العالم السنة المقبة. "النجم الوحيد الذي نملكه الآن في المنتخب مازال لم يبلغ مرحلة النضج". لقد كانوا يتكلمون بطبيعة الحال عن "نايمار". اللاعبون القدامى يؤكّدون بدبلوماسية أنه في كل مرة يكون فيها البرازيل غير مرشحا فإنه يفوز بكأس العالم وهو ما سيكون الأمر عليه السنة القادمة. هم يقولون هذا الكلام ومقتنعون حقا هذه المرة أنهم ليسوا الأفضل حتى أن أصحاب الألسنة الطويلة يخشون الكارثة. وكخير مثال على ذلك فإن منتخب إسبانيا عند قدومه إلى مدينة "رسيفي" قابلته الجماهير البرازيلية بهتافات "إسباهنا...إسباهنا (هكذا ينطقون إسبانيا باللغة البرتغالية). "في البرازيل نحن نعشق اللعب الجميل والاستعراضي واليوم إسبانيا تمتعنا وتلعب بالطريقة البرازيلية" هكذا اعترف لنا مشجع برازيلي وهذا قبل أن يذكره مشجع آخر بـ: "لا تنسى ڤوارديولا بنفسه أكد أنه عاين المئات من أشرطة الفيديو للقاءات البرازيل سنوات السبعينيات والثمانينات حتى يأتيه الإلهام منها. اليوم إسبانيا هي البارصا التي دربها ڤوارديولا والبارصا هي البرازيل وهم من قاموا بنسخ طريقة لعبنا". النقاش انطلق وحتما لم يكن لينتهي في وقت قصير بين المشجعين.
50 سنة كعامل في "ماراكانا" دون أن يشاهد أي لقاء فيه
رغم عشقهم الجنوني لكرة القدم إلا أن البرازيليين للأسف الشديد لا يملكون جميعا الإمكاناات من أجل الذهاب إلى الملعب. لما يلعب منتخب "السليساو" فإن ثمن التذكرة دائما غال ويفوق إمكاناتهم. رجل متقدم في السن عمل في ملعب "ماراكانا" 50 سنة كاملة لكنه لم يتمكن من متابعة أي لقاء لمنتخب البرازيل فيه. سيكون له ربما شرف القيام بذلك على هامش كأس القارات الجارية حاليا لأن المسنين (من يتعدون 60 سنة) دخولهم الملعب مجاني. لن نعلم إن كان صديقنا هذا وبعد أن ضيع فرصة مشاهدة أكبر اللاعبين والمباريات في السنوات السابقة سيرضى الآن بدخول ملعب "ماراكانا" كمتفرج والجلوس في المدرجات التي قام بتنظيفها لمدة نصف قرن. هذه هي المفارقة البرازيلية.
مازال يحتفظ بتذكرة لقاء لُعب يوم 21 مارس 1982
هناك العامل في "ماراكانا" الذي سيمكن له مشاهدة لقاءات "السليساو" مجانا في كأس القارات لكن هناك مناصر آخر من نوع خاص، هو مسن أصر على التنقل إلى ملعب "ماراكانا" بعد إعادة ترميمه والذي دشّن في اللقاء الودي بين الربازيل أمام إنجلترا (2/2) بعد 31 سنة. هذا المناصر الذي كان يرفع تذكرة لقاء البرازيل - ألمانيا الذي لعب يوم 21 مارس 1982 وحضره يومها، قام هذه المرة بصبغ لحيته باللونين الأخضر والأصفر سرد علينا قصته الغريبة: "المرة الوحيدة التي تمكنت فيها من دخول هذا الملعب الرائع كنت قد حضرت فيها لقاء استعراضيا عندما هزمنا ألمانيا بهدف دون رد حمل توقيع جونيور. من يومها لم أشاهد السليساو إلاّ في التلفزيون والآن مادام الدخول مجانا في كل اللقاءات فإني أعود إلى ماراكانا بعد 31 سنة".
مباريات كرة القدم قلّت كثيراً في شواطئ البحر
في البرازيل نتكلم كثيرا عن "فتبول برايا" وهي اللقاءات التي لا تنتهي على شواطئ البحر في الرمال الذهبية لـ "كوبا كابانا"، "إيبانيمو" أو "فلامينڤو"، لكن لذكر الحقيقة فإن هذه اللقاءات لم نشاهد منها الكثيرة في المرة. "الكاميرامان" الذي اصطحبناه معنا ويدعي "أندرسون" قدم لنا إجابة بدت لنا مقنعة حين قال لنا: "بعد تشييد الملاعب الجوارية في كل أنحاء البلاد فإن الشبان أصبحوا يفضلون اللعب في الملاعب المعشوشبة طبيعيا". صحيح نوعا ما كلام محدثنا لأنه في شواطئ "ريو" فإن اللقاءات كانت قليلة جدا. لقد فاجأنا منتخب "بوتافوغو" لكرة القدم الشاطئية في حصته التدريبية ووقتها وقفنا على أنّ التدريبات التي كان يقوم بها الشبان كانت تقتصر على لقاءات "تنس - بالون" أو كرة الطائرة. البرازيليون ما يحبونه هو الاعتناء بأجسادهم لأنه في كل يوم جيوش بشرية تخرج إلى الشوارع للركض أو القيام بجولة عن طريق الدرجات أو التنقل إلى قاعات تقوية العضلات التي توجد في الهواء الطلق غالبيتها وهي مجانية. مع 11 شهرا يقضيها البرازيليون والشمس تسطع فوق رؤوسهم فإنه من الضروري أن يستعرض الشبان عضلاتهم في الشواطئ التي تمتد على طول السواحل البرازيلية.
"زيدان كان يُفترض أن يلعب لمصلحة الجزائر"
كرة القدم الجزائرية في كل هذا؟ البرازيليون يملكون فكرة غير واضحة عنها. اللقاءات الأربعة بين الجزائر والبرازيل من بينها واحدا في نهائيات كأس العالم لا تذكّرهم بشيء كبير. "نحن نتذكر المنتخبات التي تنجح في هزمنا، ومادام هي تحتسب على أصابع اليد الواحدة فإننا لا نعرف منتخبات كثيرة". هكذا كان يداعبنا البرازيليون. وعلى العكس من ذلك فإن كل البرازيليين الذين تحدثنا معهم يعرفون أن زيدان من أصول جزائرية وهم تمنّوا أن يلعب لمصلحة الجزائر. "لولاه لكنا قد فزنا بكأس عالم أخرى". (يقصدون مونديال 1998 الذي خسره البرازيل في النهائي أمام فرنسا) فرغم أن منتخبهم يملك 5 نجوم إلا أن البرازيليين مازالوا جائعين وهذه ربما نقطة قوتهم الكبيرة.
م. ساعد

كلمات دلالية : الحوار

آخر الأخبار


تابعوا الهداف على مواقع التواصل الاجتماعي‎

الملفات

القائمة
12:00 | 2021-08-01 أديبايور... نجم دفعته عائلته للانتحار بسبب الأموال

اسمه الكامل، شيي إيمانويل أديبايور، ولد النجم الطوغولي في 26 فيفري عام 1984 في لومي عاصمة التوغو، النجم الأسمراني وأحد أفضل اللاعبين الأفارقة بدأ مسيرته الكروية مع نادي ميتز الفرنسي عام 2001 ...

07:57 | 2020-11-24 إنفانتينو... رجل القانون الذي يتسيد عرش "الفيفا"

يأتي الاعتقاد وللوهلة الأولى عند الحديث عن السيرة الذاتية لنجم كرة القدم حياته كلاعب كرة قدم فقط...

23:17 | 2019-09-13 يورغن كلوب... حلم بأن يكون طبيبا فوجد نفسه في عالم التدريب

نجح يورغن كلوب المدرب الحالي لـ ليفربول في شق طريقه نحو منصة أفضل المدربين في العالم بفضل العمل الكبير الذي قام مع بوروسيا دورتموند الذي قاده للتتويج بلقب البوندسليغا والتأهل إلى نهائي دوري أبطال أوروبا، وهو ما أوصله لتدريب فريقه بحجم "الريدز"...

خلفيات وبوستارات

القائمة

الأرشيف PDF

النوع
  • طبعة الشرق
  • طبعة الوسط
  • طبعة الغرب
  • الطبعة الفرنسية
  • الطبعة الدولية
السنة
  • 2021
  • 2020
  • 2019
  • 2018
  • 2017
  • 2016
  • 2015
  • 2014
  • 2013
  • 2012
  • 2011
  • 2010
  • 2006
  • 2003
  • 0
الشهر
اليوم
إرسال