بلاتير: "تفاجأت بإعلان ميسي أفضل لاعب في المونديال وهناك من يستحقها أكثر منه"

بلاتير

في البداية هل يمكنك أن تطلعنا على رأيك في حصول ليونيل ميسي على جائزة أحسن لاعب في المونديال، لقد أثيرت زوبعة كبيرة من الانتقادات حول هذا الموضوع؟

 

كيف تريدون مني أن أجيبكم، هل تريدون الصراحة أم تفضلون أن أكون دبلوماسيا؟

نريد الصراحة...

نعم هي لكم، سأكون صريحا معكم، تفاجأت عندما تم اختيار ميسي كأفضل لاعب في المونديال مثلكم تماما، كان هناك العديد من المرشحين يستحقونها أكثر منه.

بحكم أنك رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، ما هو تقييمك الأولي للتنظيم في كأس العالم من قبل البرازيل؟

أريد أن أتوجه بالشكر لـ البرازيليين الذين استقبلونا بصدر رحب، رئيسة الدولة ديلما روسيف، وسائل الإعلام التي غطت الحدث وكذلك المنتخبات المشاركة التي منحتنا فرصة مشاهدة كأس عالم فريدة من نوعها.

وكمناصر أو متفرج لكرة القدم، ما هو تقييمك؟

كنت سعيدا جدا بالتواجد في البرازيل، كوني رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم فهذا يمنحني امتيازات كثيرة (يضحك)، كانت لي فرصة زيارة كل المدن البرازيلية والملاعب التي احتضنت المباريات، كنت لاعبا لكرة القدم وأعشق دائما التمتع بالمباريات من الملاعب، شاهدنا أجواء احتفالية رائعة خاصة في النهائي بين ألمانيا والأرجنتين.

نعلم أن بابا الفاتيكان وجه لك رسالة بعد النهائي، ما الذي جاء فيها؟

لم يقل لنا شيئا كثيرا، أعلم أنه لم يكن سعيدا بالنتيجة، فقد كان يتمنى فوز الأرجنتين (لأنه أرجنتيني)، لكنه قال لي إن الدورة كانت جيدة ووحدت جميع الشعوب.

هل حدثت بعض الأمور خلال المونديال عكرت عليك صفو الأجواء، هل رأيت أشياء لم تعجبك خلال المونديال؟

هناك أمران لم أكن راض على الإطلاق بهما، كنا نريد أن نبعث برسالة سلام للعالم أجمع أثناء المنافسة، لكننا رأينا بعض العنف في الملاعب، أما النقطة الثانية فهي العنصرية، لم أكن راض عن الطريقة التي حاربنا بها هذه الآفة، كنا نلقي خطابات تحسيسية للجمهور قبل بداية كل المباريات لكن يبدو أن هذا لم يكن كافيا، علينا أن نبذل المزيد من الجهد لمحاربة العنصرية في الملاعب، سنبدأ ذلك في روسيا 2018 أين آمل أن تكون الأمور مغايرة، لقد كانت لي الفرصة للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وتحدثت معه مسبقا في هذا الأمر.

من خلال حديثك عن مونديال البرازيل نشعر وكأنك تعتقد بأنها كانت الأفضل على مر التاريخ هل تؤكد لنا الأمر؟

الأمور لا تسير على هذا النحو، لا نستطيع مقارنة هذه الدورة بدورات أخرى، كانت استثنائية وهذا صحيح، إنها العاشرة بالنسبة لي كرئيس للاتحاد الدولي لكرة القدم وهذا ما جعلها مميزة لي من الناحية الشخصية، أما أن أقول إنها الأفضل فهذا سيكون ظلما في حق الآخرين.

وما هو تقييمك للمونديال البرازيلي من الناحية الفنية؟

ما يجعله مميزا، وهو ما تشعرون به من خلال حديثي، هو جودة الآداء بالنسبة للمنتخبات المشاركة، لقد لعبت بطريقة جيدة، الرغبة في الفوز كانت حاضرة وكل المنتخبات كانت تريد ترك بصمة في التاريخ، طريقة اللعب كانت هجومية خاصة في الدور الأول وهذا ما لم نره في النسخة الأخيرة في 2010، لكن في الأدوار الإقصائية اختلف الأمر نوعا ما، شاهدنا ندية كبيرة من كل المنتخبات، كما شاهدنا مباريات أشبه بمسلسلات الدراما مثل مباراة هولندا والمكسيك.

كانت هناك العديد من الانتقادات للتحكيم في هذا المونديال ومنذ المباراة الافتتاحية بين البرازيل وكرواتيا، ما هي وجهة نظرك في هذه النقطة؟  

نحن لا ننظر للأشياء من الزاوية التي يراها الأنصار أو الإعلام، ما يهمنا أننا حافظنا على سلامة اللاعبين بفضل التحكيم، لم نر إصابات كثيرة أو على الأقل خطيرة خلال المنافسة، تبقى هناك بعض الأحاديث عن أنه كان يجب علينا منح المزيد من البطاقات للاعبين، هذا الأمر بيد الحكام.

ما هي أفضل لحظة عشتها في البرازيل منذ انطلاقة كأس العالم؟

أجمل لحظة عشتها هي المباراة الافتتاحية، أحسست أننا سنغير شيئا ما في البرازيل عن طريق كرة القدم، قلت لكم إن الدورة كانت مميزة بالفعل، علمت أنها ستكون كذلك بداية من المباراة الثانية بين هولندا وإسبانيا (فازت هولندا 5-1)، هناك أدركت أن كل الموازين ستنقلب في هذه المنافسة، وهذا ما حصل.

واحدة من أكثر القرارات التي أثارت ضجة كبيرة في هذا المونديال هي عقوبة "الفيفا" على لويس سواريز، ما تعليقك على الحادثة؟

عقوبة سواريز واحدة من القضايا التي تمت معالجتها عن طريق لجان وغرف مستقلة في الاتحاد الدولي لكرة القدم، أعتقد أنها عقوبة مؤلمة للغاية، ولكن كرئيس لـ "الفيفا" علي أن أتقبل القرارات الصادرة عن اللجان المستقلة لنا، أتمنى له العودة سريعا إلى الملاعب لأنه لاعب كبير وأظهر إمكانيات فنية جيدة، أرى أن تصرفه لم يكن جيدا وليس له علاقة بكرة القدم، إنه الآن في برشلونة أحد أحسن الأندية في العالم.

إلى أي مدى يمكن أن نقول إن مونديال البرازيل ناجح، هل اقترب من المثالية؟

المثالية لا توجد في العالم بأسره، وكرة القدم جزء من العالم لذا لا يمكن أن نحصل على شيء مثالي فيها، لابد وأن الكل استفاد بطريقة أو بأخرى من كأس العالم فهو أكبر تظاهرة رياضية، لا أدري ربما عن طريق اكتساب الخبرة، المتعة أو حتى المداخيل، بالنسبة لنا في "الفيفا" كان يهمنا أن تسير التظاهرة في أجواء تنظيمية وأن يسود الأمن، وهذا ما حصلنا عليه.

كان هناك حديث كبير عن الفساد، تم إيقاف أحد شركاء "الفيفا" متهم ببيع التذاكر في السوق السوداء، أيضا كان هناك حديث عن بعض المباريات المرتبة ألا تعتقد أن هذه الحوادث أنقصت من قيمة المونديال؟

في بداية الأمر، لا نستطيع أن نلقي بالاتهامات هكذا إلى الناس، علينا أولا أن نجمع الأدلة ثم نتحدث إذا كنا نريد إثبات أمر ما أو إثبات وجود الفساد، لا نستطيع الحديث هكذا عن أمر بمثل هذه الخطورة إذا لم تكن لدينا أدلة، علينا أولا أن نجمعها، وإذا كانت هناك أدلة أعدكم أن كل المتورطين في الفساد سيلقون جزاءهم.

ما هي النقطة التي يمكنك أن تمنحها لـ البرازيل بعد نهاية المونديال؟

كنت أقوم ببعض الحسابات قبل النوم في الأيام الأخيرة، أعتقد أنني سأمنحهم نقطة 9.25، تطورنا كثيرا بعد نقطة 9 التي منحناها لـ جنوب إفريقيا في 2010، وكما قلت لكم فإنه لا يمكننا أن ندرك المثالية لأنها غير موجودة في عالمنا، الطلبة الذين يحصلون على نقاط 10/10 فهم متفقون مع أساتذتهم.

قبل بداية المونديال، تحدثت رفقة الأمين العام جيروم فالكي عن إرث سوف تتركه "الفيفا" لـ البرازيل بعد نهاية المنافسة، ما هو هذا الإرث يا ترى؟

أظن أنهم اكتسبوا الآن مزيدا من المسؤولية التي سيكونون بحاجة إليها لبناء بلد كبير مثل البرازيل، حصلنا على 17 ملعبا لاحتضان مباريات كأس العالم واللجنة المنظمة اقتنعت بـ 12 منها، بعضها جديد وبعضها الآخر تم تجديده، هذا أمر جيد لـ البرازيليين أيضا ويدخل في إطار البنى التحتية، نتمنى أن يستعمل البرازيليون هذه الملاعب الجديدة في تطوير كرة القدم لديهم، فهي أصبحت فعلا بحاجة لذلك، أتمنى أن يستغلوا جميع هذا الإرث وليس كما حصل في جنوب إفريقيا، 3 ملاعب هناك غير مستعملة على الإطلاق، سنتحدث أيضا مع السلطات الروسية ونرى إذا كان بإمكانهم إقامة الدورة في 2018 بـ 12 ملعبا، ويجب علينا أيضا أن نتأكد من أن الاستثمارات ستترك إرثا آخر بالنسبة لهم.

                                               نقلا عن الندوة الصحفية لـ جوزيف بلاتير