أندريا بيرلو: "لن أعتزل في السنتين القادمتين وسأكرر تجربة غيغز مع اليونايتد"

أندريا بيرلو

مختلف جماهير العالم، حيث تطرق في هذا الحوار لسر هذا الحب ولغز مواصلته التألق رغم تقدمه في السن، كما تكلم عن بالوتيلي، حظوظ المنتخب الإيطالي، غيغز لاعب مانشستر يونايتد وغيرها من القضايا سنكتشفها خلال عرضنا الكامل لهذا الحوار الشيق.

أندريا سنحتاجك في البرازيل، عليك المحافظة على طاقتك وإلا سوف تستنفذها كلها الآن، ألا تعتقد أنك تشعر بنوع من الإرهاق مع نهاية الموسم ؟

أي لاعب سيشعر بالإرهاق مباشرة مع انتهاء كل مباراة يلعبها بغض النظر عن نهاية موسم أو بدايته، لكنني جاهز -بصفة عامة- لأقوم بواجبي مع المنتخب في البرازيل أيضا، لدينا ما يلزم لنذهب بعيدا في المونديال والجميع يدرك ذلك في غرفة ملابس المنتخب، سنركن للراحة فترة معينة لاسترجاع إمكانياتنا ثم سنعود للعمل من جديد لنكون في تمام الاستعداد لهذا الحدث العالمي الذي ينتظره كل الإيطاليين، زد إلى ذلك حدث مثل كأس العالم سيجعلك تنشط حتى لو نفذت كل طاقاتك (يضحك).

لكن إيطاليا واجهت بعض الصعوبات في المباريات التحضيرية هذا العام، ما رأيك ؟

أعتقد أن هناك قلقا مبالغا فيه، بعد "الأورو" الأخير قدمنا بطولة كبيرة في كأس القارات أين لعبنا المباراة النهائية وتأهلنا إلى كأس العالم بنتائج مشرفة نادرا ما تتحصل عليها إيطاليا في التصفيات، صحيح أننا تعثرنا في المباريات الودية، لكن كان هناك حاجه للراحة وإضافة عناصر جديدة للفريق، لا يزال هناك وقت للتحسن، لا أدري لماذا يضخم الجميع كل شيء ولا يرى إلا السلبيات فقط، إيطاليا حققت نتائج باهرة في التصفيات لم يحققها حتى جيلها الذهبي، لذلك لا شيء يدعو للقلق على ما أعتقد، على الإيطاليين أن يدعمونا بكل ما أوتوا من قوة فقط وسنكون عند حسن ظنهم.

مجموعتكم تعتبر من أصعب المجموعات في المونديال، هل أنتم جاهزون لإقصاء أحد الفرق الكبيرة مثل إنجلترا أو الأوروغواي؟

المجموعة صعبة فعلا والجميع يعرف ذلك، لكننا سنلعب في أجواء أحبها، تمت معاملتي بشكل رائع في البرازيل ولازلت أتذكر بفخر كبير الترحيب الذي حظيت به عندما لعبنا في ملعب "ماراكانا"، سنبذل كل ما في وسعنا للإطاحة بهذه المنتخبات الكبيرة، إنجلترا لها باع طويل في المشاركات الدولية والأوروغواي كذلك لأنه سبق لهما التتويج بهذه الكأس لكن سنعمل على نقاط ضعف كل منتخب، في الوقت الحالي أنا متفائل بمشاركتنا في البرازيل وسننظر ما سيحدث حينها.

أنت تحظى بالتقدير أينما ذهبت، حدث ذلك أيضا في مدريد في الودية الأخيرة مع منتخب إسبانيا، صف لنا هذا الشعور ؟

من الرائع أن تحظى بالتقدير في الخارج لا يمكنني إنكار ذلك، عندما تشعر أن الأطفال تهتف باسمك تدرك أنك حققت شيئا كبيرا في مسيرتك، هذا أقصى ما يتمناه أي لاعب في العالم وهو عشق الجماهير له، أتذكر تلك المباراة في إسبانيا وذهلت لما رأيته حينها كما شعرت بالفخر أيضا، حقيقة هو شعور غير عادي بالمرة يحسسك بالعظمة.

بالنسبة لـ ماريو بالوتيلي، رغم مشاكله الكثيرة في كل الأندية التي حل بها إلا أنه يتمتع بمكانة خاصة في المنتخب الإيطالي، هل صحيح أن المنتخب يعتمد عليه؟

بشكل جزئي نعم، لأننا جميعا مهمون ونعتمد في المنتخب على روح الجماعة ولا يوجد لتأثير لاعب فردي على روح الفريق ككل، ماريو أصبح أكبر الآن ولا حاجه لتقديم النصائح له، إنه يعرف كيف يتصرف ويدرك ما عليه فعله، عليه أن يكون في حالة جيدة عند حلول المونديال ويركز ويترك أي شيء آخر، عندها فقط سترون الموهبة والوجه الحقيقي لـ بالوتيلي، إنه لاعب بإمكانيات كبيرة بإمكانه قيادة إيطاليا إلى المجد، الجميع يدعمه ويقف إلى جانبه لأننا ندرك أنه لاعب صالح عكس ما يروجه عنه الإعلام الإيطالي وحتى العالمي، صحيح أنه شاب ولكنه نضج بما فيه الكفاية.

هل سيكون ذلك كافيا للتفوق على ميسي والبقية؟

في الواقع الجميع يملك الفنيات والفرديات وحتى النهج والتكتيك اللازم، لذا فالمباريات الكبيرة تحسمها جزئيات صغيرة وهذا ما نؤمن به، علينا أن نتسلح بالقوة والإرادة اللازمة إن أردنا تقديم كأس عالم قوية ومشرفة للإيطاليين، أما بالنسبة للأرجنتين فهي من الفرق المرشحة بالنسبة لي، إنها من بين الفرق الأربعة الأقرب للقب مع البرازيل أصحاب الأرض، إسبانيا وألمانيا، ستكون المنافسة على أوجها بين المنتخبات التي لها باع في هذه المنافسات الكبرى.

إذا واجهنا هذه الفرق الكبيرة نتمنى أن نحصل على الكثير من الركلات الحرة لأنها بالنسبة لك مثل ضربات الجزاء، أليس كذلك؟

لدي الكثير من الحلول، يمكنني التسديد فوق الجدار أو تحته أو أن تدور الكرة بجانبه، الأمر يتوقف على كيفية تسديد الكرة وما يهم أن تصل إلى الشباك، أحاول أن أطور من نفسي دائما لذلك أعمل على الارتقاء بمستواي أكثر لكي أكون في لياقة جيدة لمونديال البرازيل، سنرى ما الذي يمكننا القيام به هناك.

ربما لا تريد أن تكشف الكثير عن أسرارك، لكن ميهايلوفيتش صاحب الرقم القياسي في الضربات الحرة سيفعل ذلك، ما رأيك؟

صحيح، نحن متقاربان أكثر وأكثر لكن لدينا طريقتان مختلفتان ومهما حصل سيبقى ميهايلوفيتش ملك الضربات الحرة، أتذكر عندما لعب في لازيو كان يسجل أهداف خيالية من وضعيات صعبة، على كل سأحاول تجاوز رقمه لأن هذا يعني لي الكثير على المستوى الشخصي ولمحبي الكرة الإيطالية.

غدا المنتخب لكن اليوم جوفنتوس، ركلتك في مرمى ليون جلبت لكم التأهل وجعلتكم تواجهون بنفيكا في نصف النهائي، ما هو تعليقك ؟

ليون أظهر مقاومة لا بأس بها وأكد أن تأهله لذاك الدور لم يكن بداعي الحظ، كما أكد أن جميع الفرق التي تلعب في الدوري الأوروبي ليست سهلة كما يعتقد الكثيرون، حتى الآن كل الفرق المتبقية في البطولة تستحق التتويج لأنها فرق قوية، بنفيكا يقدم موسما جيدا حتى الآن ولديه إمكانات فردية قوية، كما لديه مدرب محنك يعرف كيفية توظيف لاعبيه بدليل أنه يسير نحو التتويج بلقب الدوري البرتغالي وهذا ما ينذر بقوة المنافس، لكني أتأسف لهم لأنهم وقفوا في طريقنا، سنحاول تجاوزهم مبكرا كي لا نقع في فخهم.

هل ترى أن المنافسة على مستويين مختلفين سيفقدكم التركيز في اللحظات الحاسمة، حيث لا يبدو أن روما سيفرط في أي نقطة ضمن الدوري ؟

إذا كان هناك من يفكر هكذا فهو مخطئ، لدينا هدف واضح منذ خروجنا من دوري الأبطال، نريد أن نصل لأبعد حد في الدوري الأوروبي، وما يدفعنا ويحفزنا أن النهائي سيكون في تورينو، وهذه البطولة ليست تشتيتا لأننا نريدها مثل الدوري بالضبط، لم يتبق سوى مباراتان لنلعب النهائي على ملعبنا، لذا سنقدم ما بوسعنا للعودة أوروبيا من باب هذه البطولة التي يستصغرها الكثيرون، أما بخصوص الدوري فلا أعتقد أن المنافسة من روما ستعيقنا قاريا، بقيت بعض الجولات وسنحاول تسييرها كما ينبغي لتجاوز أي مفاجأة قد تحدث مستقبلا.

أنت تتحدث وكأنك تملك طاقة لا تنتهي، لكن مع كامل احترامي أنت لم تعد شابا بعد، كيف تتمكن من المحافظة على طاقك طوال الموسم في ظل كل هذه الاستحقاقات؟

أعيش كل يوم كأني في الملعب، الأمر صعب جدا ولكن هذه هي الطريقة المثلى، أذهب للنوم مبكرا وآكل بشكل صحي، عليك أن تعيش حياة الرياضي، هذا هو السر الوحيد وإن كان ليس سرا، صحيح أن لاعب كرة القدم يقل نشاطه وإنتاجه مع التقدم في العمر غير أن هذا ليس حجة كافية، أنظر فقط إلى توتي، ديل بيرو، زانيتي وغيغز وسترى الجواب الكافي حول هذه النقطة بالذات.

رؤيتك في هذه الحالة والنظر إلى وجود نجم كـ غيغز يلعب حتى سن الأربعين يجعل جماهير جوفنتوس وإيطاليا تهدأ وتهنأ، أليس كذلك؟

إذا كنت تتحدث عن موعد اعتزالي فإنها فكرة لم تخطر في ذهني أبدا، ليس وأنا أملك هذه الطاقة وهذه الرغبة، لا أرغب في الاعتزال على الأقل خلال السنتين القادمتين وسأبقى مع جوفنتوس حتى الاعتزال النهائي، ولما لا الاستمرار مع إيطاليا للعب منافسات أخرى مستقبلا، على الجماهير أن تدعمنا دائما وتواصل دفعها لنا فقط، وسنحاول أن نكون عند حسن ظنهم.

عن صحيفة "لا غازيتا ديلو سبورت" الإيطالية