أليساندرو نيستا: "رحيل أليغري أحزنني وسيدورف يملك الخبرة لإعادة ميلان إلى السكة الصحيحة"

نيستا أو كما كان يلقب بـ "المدافع الأنيق" ولد يوم 19 مارس 1976 بـ روما، لم يلعب لأندية كثيرة، حيث بقي في لازيو 9 سنوات، وحمل بعدها ألوان ميلان 10 سنوات، لينتقل سنة 2012 إلى فريق "مونريال إيمباكت" الكندي الذي قضى معه موسما واحدا فقط ليعلن اعتزاله الكرة نهائيا في 2013، وتحدث صاحب 37 عاما في حواره لشبكة "ميدياسيت" الإيطالية عن العديد من القضايا الكروية، وتطرق لمسيرته في لازيو وميلان، إضافة لحديثه عن بالوتيلي وسيدورف وأفضل المدافعين والمهاجمين، دون نسيان المنتخب الإيطالي وفرصه في كأس العالم، كما ركز على محاور أخرى سنكتشفها في العرض الكامل لهذا الحوار.

 

 

أهلا بك أليساندرو، افتقدناك بعد ابتعادك عن الأضواء لوقت طويل، لنبدأ بطفولتك وبداية انضمامك لفريق لازيو؟

أهلا بالجميع، الكل يعلم أن طفولتي بكاملها هي كرة القدم فقط، كنت بمجرد العودة من المدرسة أسرع للعبها حتى يحل الظلام برفقة زملائي من المدرسة، وهذا لعشقنا الكبير للكرة، عندما بلغت 7 سنوات ضمني والدي لفريق الحي "سينيسيتا" المرتبط ذلك الوقت بفريق روما، وبعد عدة أشهر شاهدني كشافون من نفس النادي وسألوا والدي عن اهتمامه بأن ألعب معهم، لكنه رفض عرضهم وهذا راجع لتشجيعه فريق لازيو، وبعدها بأشهر قليلة انضممت لنادي "النسور" تلبية لرغبة والدي الذي بدا سعيدا جدا لذلك.

 

ولكن كيف انتقلت إلى ميلان بعدها، رغم تألقك مع نادي العاصمة وحتى عائلتك ساندتك بشكل كبير للبقاء هناك؟

كان انتقالي إلى ميلان غريبا جدا، الأمر حصل في اليوم الأخير من فترة الانتقالات، حضرت للتدريب في مقر لازيو ثم دعاني رئيس النادي في ذلك الوقت "كرانيوتي" للحديث خارج الملعب وأخبرني بانتقالي إلى ميلان، في البداية لم أرفض الفكرة ولا العرض لأن الجميع كان يعلم بالمشاكل التي يمر بها النادي، وفي مساء نفس اليوم وجدت نفسي في ملعب "سان سيرو" أما 60  ألف مشجع، صدمت للأمر لأنني لم أستوعب ما حدث، لكن بعد مرور الوقت أصبحت على دراية بالمجريات ووفقت مع الفريق.

 

نفهم من حديثك أنك كنت ترفض فكرة الانضمام إلى ميلان؟

لا ليس هذا بالضبط، ولكن طريقة رحيلي حيرتني وجعلتني أقف مستغربا، لعدم الأخذ برأيي، وبعد إخباري بذلك لم أرفض ميلان لدرايتي بقيمة النادي قاريا ومحليا، اللعب لـ "الروسونيري" يعني أشياء كثيرة على المستوى الشخصي لأي لاعب في العالم، ولهذا قبلت العرض وأدركت أن التجربة ستكون مشوقة ومغايرة ولابد من الخوض فيها، هذا ما قصدته في الإجابة عن سؤالك الأول.

 

لكن فيما بعد الكثير من مشجعي لازيو اعتبروك خائنا للأمانة باعتبارك رمزا للفريق آنذاك، وطريقة خروجك في اليوم الأخير من الميركاتو أغضبت الجماهير؟

الجماهير تعلم جيدا أن الرئيس فكر ببيعي منذ سنوات، النادي كان يواجه مشاكل مالية ولم تدفع رواتبنا لمدة 6 أشهر وعرفت أنه عاجلا أم آجلا يجب الرحيل لعلمي بقدرتي كلاعب على جلب الأموال للنادي، وهذا ما جعلني على الأقل لا أعتبر نفسي خائنا، الجماهير دائما تحكم بالعاطفة رغم معرفتها المسبقة بخلفيات طريقة بيعي، استفاد النادي بعد انتقالي واستطاع التخلص من بعض الديون الكبيرة التي كانت عليه، ولهذا أرى بأنني سبب انفراج أزمة النادي المالية.

 

عايشت حقبة رائعة لـ ميلان ولعبت مع كبار اللاعبين والمدافعين في العالم، ومن بينهم كوستاكورتا، مالديني، تياغو سيلفا وغيرهم من العمالقة، من استمتعت أكثر باللعب بجانبه؟

لا أستطيع اختيار اسم واحد فقط، لأنني سعيد باللعب معهم جميعا، ولكل لاعب منهم صفات فريدة، فعلا كانوا الأفضل آنذاك، لا تنس ستام، كافو وكالاتزي وغيرهم، لطالما ضم ميلان خيرة المدافعين في العالم، نلنا كل شيء مع ذلك الجيل، فعلا هي حقبة ذهبية.

 

حدثنا قليلا عن طريقة مغادرتك لـ "الروسونيري" لتضعنا في الصورة أكثر؟

في سنواتي الأخيرة مع ميلان تغيرت الكثير من الأمور، سواء من ناحية الأشخاص أو العقلية، بصراحة لم أعد أشعر بالراحة وعليه يكون التغيير هو الحل، مررنا بفترة حرجة تضرر منها الجميع، وبالتالي بدأنا نغادر الواحد تلو الآخر من صفوف الفريق، وعليها قررت الرحيل وترك مكاني نظيفا.

 

ما رأيك في ميلان الحالي، ألا تعتقد أنه يمر بنفس المرحلة التي تركته فيها ؟

في نظري لا يمكن للنادي إنفاق الكثير من الأموال حاليا كما كان عليه الحال سابقا، وبكل بساطة إذا لم تدفع لا تحلم بمكان وسط ثلاثي القمة، وهو الشيء الذي يعاني منه ميلان حاليا.

 

هل ترى أن التشكيلة التي يضمها النادي اللومباردي حاليا سيئة رغم امتلاكه لاعبين يمكن اعتبارهم نجوما ؟

صحيح، ميلان يملك لاعبين كبارا، لا أقصد أنهم ليسوا في المستوى، ولكن يجب دائما موازنة جميع الخطوط، الفريق يعاني في بعض المناصب، ولهذا عليه التركيز في هذا النقص بدل انتداب لاعبين في نفس المراكز، "الروسونيري" لحد الآن لم يصل إلى الكمالية التي أشرت إليها، وعليه مراجعة حساباته في الأماكن المفترض تدعيمها في أقرب وقت، إذا أراد العودة مجددا إلى مصاف الكبار محليا وقاريا.

 

هل كثرة الإصابات في "ميلانيلو" تعود لأسلوب أليغري التدريبي أو مجرد صدفة ؟

لا أعتقد أن مسألة الإصابات مرتبطة بالمدرب أليغري، في السابق أيضا حدثت العديد من الإصابات، ربما مجرد صدفة أو ربما لا، من يدري، ولكن لا يجب التوقف عند هذا الحد.

 

ما الذي يمكنك أن تقوله عن أليغري المقال من منصبه لسوء النتائج، وهل تحمله مسؤولية ما وصل إليه النادي؟

لدي ذكريات رائعة معه، فهو شخص رائع داخل الملعب وخارجه ومتأسف لما حدث له، من الصعب أن يتقبل أي محب لـ ميلان ما وصل إليه النادي، أين بات التغيير ضرورة ملحة لدى الجميع، لا أحمله أي مسؤولية، بل بالعكس استطاع مساعدة ميلان بفريق شبه ميت طيلة السنوات الماضية وأعاد له الحياة، له أسلوب خاص، ولكن الحظ في الأمتار الأخيرة عاكسه وعانده، كما أن التغيير جاء منطقيا نظرا للنتائج المحققة.

 

ماذا عن ماريو بالوتيلي، الجميع متذمر من شخصيته المزاجية وفي نفس الوقت يعقد عليه آمالا كبيرة للنهوض بالفريق؟

يقولون بأن ماريو شخصية مزاجية للغاية، ولكن الكاميرات والإعلام يظهران شيئا ومعرفة اللاعب عن قرب أمر آخر، إنه مهاري ومن الناحية البدنية هو مناسب لـ ميلان وإيطاليا ككل، كما أنه من اللاعبين النادرين في العالم بهذه الصفات، لكنه ما يزال شابا والمستقبل أمامه، على الجميع المشاركة والاستثمار في موهبته قبل أن تنحرف عن أصلها.

 

المدرب الجديد كلارنس سيدورف كان زميلك على أرضية الملعب، هل تراه قادرا على إرجاع ميلان لمكانته الأصلية؟

سيدورف أكثر شخص على دراية معمقة بمحيط ميلان سواء على مستوى اللاعبين أو الإدارة، لديه شخصية قوية وهو محبوب من طرف الجميع، أظن أنه سيقدم مساعدة كبيرة وسيشكل إضافة نوعية للفريق، لم يمض وقت طويل على توقفه لعب الكرة، ما يجعله على اطلاع وصلة بهموم اللاعبين، مشاكلهم ومتطلباتهم كذلك، باختصار هو لاعب فاز بألقاب عديدة  في كل مكان ومع كل الأندية التي لعب لها، وبالتأكيد سيكرر تلك الإنجازات كمدرب مع ميلان.

 

ما هي توقعاتك لحظوظ فريقي العاصمة لازيو وروما في الدوري؟

روما كانت رائعا هذا الموسم وبالتالي شد انتباه الجميع بلعبه الجميل، أما لازيو فلا يمر بفترة جيدة، أرى أن جوفنتوس سيحكم قبضته على الدوري الإيطالي في السنوات القليلة المقبلة، أما فرق العاصمة فلا تزال متأخرة قليلا.

 

ما رأيك في المدافع الشاب لـ ميلان دي تشيليو؟

لعبت مع دي تشيليو خلال عامي الأخير في ميلان وهو مدافع رائع، إنه واحد من القلائل الذين يصعب تجاوزهم، أعتقد أنه سيتطور وسيسير على خطى كبار المدافعين الإيطاليين.

 

حدثنا عن أجمل ذكرياتك مع كأس العالم 2006؟

كنت سعيدا للغاية عندما فازت إيطاليا بكأس العالم، ولكن عدم لعب المباراة النهائية شيء مخيب جدا بالنسبة لي.

 

هل يمكن لـ إيطاليا أن تفوز بكأس العالم 2014 بالبرازيل الصيف المقبل؟

من الصعب فوز إيطاليا بكأس العالم القادمة، البرازيل المرشحة الأولى، هناك اختلافات كثيرة بين المنتخب الإيطالي لسنة 2006 والمنتخب الحالي، وأكبرها أن مجموعة 2006 لعبت مع بعضها لفترة طويلة وهذا هو الأهم.

 

لو خيروك بين الخسارة أمام فرنسا في نهائي كأس أمم أوروبا لعام 2000 والخسارة أمام ليفربول في نهائي رابطة الأبطال الأوروبية بـ إسطنبول سنة 2005، فأيهما يؤلمك أكثر؟

ربما الخسارة أمام فرنسا في نهائي الأمم الأوروبية عام 2000، فقد كانت الأكثر وقعا لأني وقتها لم أفز بأي لقب دولي خلال مسيرتي الكروية.

 

من هو أفضل مهاجم واجهته خلال مسيرتك كمدافع؟

بكل تأكيد هو البرازيلي رونالدو، كان ظاهرة حقيقية وأفضل من الجميع.

 

                              نقلا عن شبكة "ميدياسيت" الإيطالية