مورينيو: "في إسبانيا يشتكون كثيرا وهنا أجد العداوة لكن باحترام"

أجرت صحيفة "الغارديان" البريطانية حوارا مع البرتغالي جوزي مورينيو مدرب نادي تشيلسي الإنجليزي،

نشرت : الهدّاف الجمعة 18 أكتوبر 2013 23:56

وتحدث المدرب فيه عن العديد من الأمور المهمة سواء المتعلقة بناديه وأحوال الكرة بشكل عام، كما قارن بين الدوريين الإسباني والإنجليزي، وتحدث عن نوعية اللاعبين الذين يحب تدريبهم في النادي الذي يشرف عليه، بالإضافة للعديد من القضايا.

 

انتهت العطلة الإجبارية وسيعود كل اللاعبين لأنديتهم بعد مشاركتهم مع منتخبات بلادهم، هل أنت متحمس لمواصلة العمل؟

أنا أعمل دائما ولا أتوقف عن ذلك، ولست من المدربين الذين يطلبون من مساعديهم تولي تدريب ثلاثة لاعبين أو أربعة ممن لم يلتحقوا بمنتخبات بلادهم وأذهب في عطلة، ثم إنني أشعر بالملل خلال هذه الفترات لأني أحب التواجد مع اللاعبين دائما، وقد تنقلت خلال الأيام الماضية نحو مختلف البلدان التي لعب فيها لاعبو تشيلسي حتى أراقبهم عن قرب، أما الذين لم أتمكن من حضور مبارياتهم فقد تابعتها عبر التلفاز، وأنا متحمس لعودتهم لمواصلة العمل.

 

أنت تشرف على تدريب تشيلسي للمرة الثانية، ففي الأولى وجدت فريقا لم يحقق أي لقب ونلت معه الكثير، لكن الوضع مختلف الآن لأنك عدت إليه بعد تتويجه قبل عامين بكأس رابطة الأبطال الأوروبية وبعدها بكأس الدوري الأوروبي، وهو يحقق نتائج متذبذبة الآن، ما الذي تغير؟

إن الفريق يمر بمرحلة انتقالية في الفترة الحالية، وهذا أمر طبيعي تعيشه جميع الأندية، لكن يجب ألا تطول هذه المرحلة وأنا أبحث عن لاعبين مهاريين من أجل وضع أسلوب لعب ثابت نعتمد عليه في ترتيب الخطة للتركيز على الخصم أكثر مما نركز على أنفسنا.

 

ماهي الحلول التي تضمن عودة الإنجازات التي حققتها سابقا؟

لا أنكر أن هناك بعض النقائص التي يعاني منها النادي، فنحن نملك تشكيلة شابة وأغلب اللاعبين صغار، لكن في الوقت ذاته نملك لاعبين كبارا والجمع بينهما جيد للفريق، بما أن الخبرات ستنتقل بين اللاعبين ولن يكون هناك تفاوت في المستوى من حيث اكتساب الخبرة المطلوبة، وهو ما نعمل عليه من خلال شراء لاعبين شباب والاحتفاظ بالقدامى حتى نستعيد التوازن.

 

إذن لاعبان مثل فرانك لامبارد وجون تيري مهمان في الفريق لتحقيق الانسجام الذي تبحث عنه بين أجيال الفريق؟

إنهما لاعبان جيدان ووجودهما في الفريق أمر رائع، وأعتبرهما العمود الفقري لنجاح هذا المشروع.

 

تعرض "تيري" لعدة هزات جعلته مختلفا عن اللاعب الذي لعب تحت إشرافك في العهدة الأولى، فقد تمت معاقبته بعد حادثة أنطوان فيرديناند، بالإضافة لفقدانه الثقة بعد مجيء رافاييل بينيتيز الذي استغنى عنه تماما، هل تراه قادرا على استعادة الثقة التي فقدها بعد الفترات الصعبة التي عاشها؟

تحدثت معه كثيرا وهو في الطريق الصحيح، إنه يعمل بشكل مستمر لاستعادة الثقة في نفسه، حيث أخبرني أنه لم يلعب كثيرا في السابق، وهو ما سبب له هذه المشاكل التي يعاني منها، كما عانى من مشاكل في خارج الملعب وتعرض للإصابة عدة مرات، ولم يحظ بمدرب يزرع فيه الثقة من جديد، وبدا لي بعدها أن مسيرته تتجه نحو النهاية بشكل خاطئ.

 

عدت في الوقت المناسب لإحياء عزيمة هذا اللاعب وإعادته لسابق عهده مثلما عرفته جماهير تشيلسي؟

عند عودتي تساءلت ما الذي حدث لهذا الرجل؟، هل يعاني من مشاكل نفسية أم مادية؟، أنا سعيد جدا لأنني أعمل على استعادته مثلما كان عليه في السابق، والتأكيد على أنه لاعب كبير لم ينته بعد.

 

هل أنت متأكد بأن "تيري" سيعود لأن الجميع يتخوف من مواصلة الاعتماد عليه، وقد يدفع تشيلسي الثمن بخسارة الرهان عليه؟

مازال قادرا على العطاء بالنسبة لي، ونحن نتفق على أن المدافع المحوري قد يواصل اللعب لعدة سنوات حتى مع تقدمه في السن، إلا أن الكثيرين يرون أن جون تيري قد كبر ولم يعد قادرا على العطاء، لكني عندما أشاهده في الملعب أجده يتحرك بشكل جيد، حيث يعتمد على التمركز الجيد ويعرف قراءة اللعب والجري في المكان المناسب، لا أظن أن الرهان عليه قد يشكل خسارة  لـ تشيلسي، وهناك العديد من الأندية الكبيرة التي واجهناها تملك لاعبين من هذه النوعية، لدينا كارلوس بويول في برشلونة، وريو فيرديناند في مانشستر يونايتد، وقبله كان كاراغير في ليفربول، وأنا أعتقد أن تواجد هذه النوعية من اللاعبين مهم في الفريق.

 

هل يعني هذا أننا لا نتصور تشيلسي من دون جون تيري؟

"جون" مازال قادرا على العطاء، وهو يثبت جودته كمدافع باعتراف الكثيرين، ومن خلال ما فعله مع تشيلسي في السنوات الماضية أعتقد أنه يستحق فرصة أخرى ليكون على الطريق الصحيح من جديد.

 

لديك أيضا فرانك لامبارد في الوسط التي تعتمد عليه كثيرا في الوقت الحالي رغم أنه كان قريبا من المغادرة قبل مجيئك؟

إنه من طينة اللاعبين الذين أحبهم، مازال هو الآخر يقدم مستوى جيدا، ويؤكد يقول أنه مازال يتعلم رغم سنه ويكتسب خبرة جديدة في كل مباراة، رغم أننا نراهم لاعبين يملكون الخبرة لنستفيد منهم ويستفيد منهم اللاعبون الشباب، أعتقد أنه على حق، فرغم أني في الخمسين من العمر، إلا أني أتعلم خبرة جديدة في كل مباراة، إنه لاعب بعقل متفتح مما يجعله دائم العطاء.

 

كيف تقيمه كلاعب فوق الملعب؟

إنه يستطيع الحفاظ على توازن الفريق داخل الملعب، ويركز دائما على اللعب والعمل على تحقيق النتائج الجيدة، كما أجده مهما في فريقي لأنه يعرف كيفية التعامل مع اللاعبين الشباب المحيطين به، حيث يمنحهم النصائح ويساعدهم على التأقلم، وقد كان سعيدا بعودتي لأن مستوى الثقة بيننا كبير ونعرف كيفية التعامل مع بعضنا.

 

هل تعتبره اللاعب رقم واحد في الفريق؟

أنا اتخذ قراراتي بناء عليه، وأعتمد عليه دائما في الملعب، لكني لا أحمله أكثر من طاقته فأخرجه في الدقيقة 70 وأدخله احتياطيا في بعض الأحيان، لكنه يبقى ركيزة بالنسبة لي، ومن المهم أن يكون لديك لاعب مثله.

 

هذا تقييمك له كلاعب، ماذا عن تقييمك له كشخص؟

إنه لاعب هادئ جدا وبسيط، ما يعجبني فيه أكثر أنه لا يتسرع ويتصرف بهدوء وبتركيز عال، وأعتقد بأنه كان بحاجة إلى شخص يقف إلى جانبه خلال الفترات الماضية، وأنا هنا الآن للقيام بهذا الدور.

 

بعد هذا الثنائي هناك أيضا أشلي كول، فهم يشكلون صورة لحقبة جميلة بالنسبة لـ تشيلسي، أليس كذلك؟

نعم، إنهم يعكسون صورة رائعة لتاريخ تشيلسي وإنجازاته، وكل هذا سيبقى في الذاكرة.

 

الأمر الجيد في هذه الصورة أنهم لاعبون في المنتخب الانجليزي أيضا؟

نعم، أحب هذه النوعية من اللاعبين، وأعتقد بأن تواجد اللاعبين الإنجليز في فريقي أمر واجب علي، أنا أحترم البلد الذي أعمل فيه في طريقة عملي سواء في البرتغال، إسبانيا أو إيطاليا وإنجلترا، وذلك بتكوين لاعبين قادرين على إعطاء الإضافة وصنع الفارق، كما أن إضفاء أسلوب اللعب العام في المنتخب داخل فريقك أراه أمرا جيدا، لأن ذلك سيسمح لنا بعدم التسبب في ضياع أسلوب اللعب المحلي الذي تختص به كل منطقة.

 

هل يعني هذا أن أسلوب البلد الذي تلعب فيه يفرض نفسه أحيانا على خياراتك في تحديد أسلوب لعب فريقك؟

نعم، هذا واقع وموجود، وأرى بأن هناك جيلا من المدربين يقول بعضهم: "آه، يجب على فريقي أن يلعب مثلما تلعب برشلونة أو بايرن ميونيخ.."، على كل حال كل شخص حر في تحديد خياراته، لكني أعتقد بأنه مفهوم خاطئ، علينا أن نحترم ثقافة اللعب المنتشرة في البلد الذي نعمل فيه هذا كل شيء.

 

أنت تحب الولاء لطريقة اللعب الإنجليزية، وتحبذ تطبيقها في فريقك؟

لا أحب الولاء فقط، بل أحب أيضا اللاعبين الذين يتم استقدامهم من خارج إنجلترا حتى تكون لديك تركيبة منوعة من اللاعبين متعددي الثقافات، حيث يزيد هذا من خيارات اللعب لديك، ثم إن تواجد لاعبين من إنجلترا أمر أحبه لأنهم يتكفلون بشرح طريقة العمل هنا ويساعدون اللاعبين الجدد على التأقلم، فعلى سبيل المثال أن تلعب ثماني مباريات في 3 أسابيع وخلال عيد رأس السنة أمر عادي بالنسبة للاعب الإنجليزي، لكنه يشكل صدمة للاعب أجنبي، لذلك أنت بحاجة للاعبين محليين من أجل الحفاظ على التوازن في المعتقدات، وعندما يصل كل من لامبارد وتيري لسن التقاعد سأحزن كثيرا لأنني لن أجد من يعوضهما لأنه صعب جدا.

 

حسب رأيك لن يكون هناك لاعبون إنجليز في ناديك مستقبلا بعد ذهاب لامبارد وتيري بسبب كبرهما في السن؟

لا، لدينا لاعبون شباب إنجليز وهم الآن معارون لبعض الأندية الأخرى، ثم إنهم غير مستعدين للعب في هذه المرحلة لأن سنهم لا يتجاوز 21 سنة، وهم بحاجة للمنافسة قبل العودة إلينا، كما أننا مقبلون على بطولات وكؤوس خاصة بالشباب والفئات العمرية الصغيرة، ويجب علينا تكثيف العمل لإيجاد لاعبين يملكون المهارة اللازمة.

 

من المعروف عنك أنك تملك فلسفة مختلفة في التدريب وعشت مراحل مختلفة في تجاربك وحياتك والجميع يتطلع ليصبح مثلك، لكنك في المقابل محاط بالغموض، كيف يمكن للجيل القادم أن يتعرف عليك أكثر ويعرف تفاصيل عملك ونجاحك؟

آمل يوما ما وعند كبري في السن أن أجد الفرصة الملائمة للحديث مع الأجيال القادمة وأروي لهم طرق عملي وأساعدهم على النجاح، وأنا سعيد جدا بالحديث مع المدربين، باب مكتبي مفتوح للجميع من دون استثناء، وأنا أتفهم فضولهم ورغبتهم في معرفة تفاصيل العمل والنجاح، كما إني مستعد في كل وقت لتقديم النصائح.

 

تزامنت عودتك مع رحيل أليكس فيرغسون، هل تظن بأن الدوري الإنجليزي افتقدك؟

لا أظن بأن الدوري الإنجليزي افتقدني بحق، لأنه دوري كبير وممتاز والعمل فيه أمر رائع وهو أكبر من أن يفتقد شخصا.

 

ماهو الفرق في طبيعة تشجيع الجماهير في الدوري الإسباني وهنا في إنجلترا؟

هناك في إسبانيا يطلقون عليك عبارات مشينة ولا يقدرون العمل الذي تقوم به، أطلقوا علي عدة ألقاب لا أستطيع ذكرها، لكن عندما تلعب في إنجلترا تتلقى الشكر والثناء، ولا يحدث أي شيء عندما تخسر، من الصحيح أنك تتعرض للكره والعداء لكنك تجد الاحترام في المقابل.

 

هل تشعر بشيء مميز هنا في إنجلترا؟

نعم، وأعطيك مثالا على ذلك، عندما تأهل المنتخب الإنجليزي لكأس العالم في ملعب ويمبلي الجميع يقفز من الفرح أما أنا فلا، لكنني بداخلي كنت سعيدا جدا وفرحت لذلك لأني أشعر أني أنتمي إليهم، أنتظر عودة لاعبي وسأجدهم في معنويات عالية مما سيسمح لي بالاستفادة من ذلك، لأن تفكيرهم لن يكون حول مباريات منتخبهم شهر نوفمبر بعد ضمانهم للتأهل.

                                        عن صحيفة "الغارديان" البريطانية

كلمات دلالية : جوزي مورينيو

آخر الأخبار


تابعوا الهداف على مواقع التواصل الاجتماعي‎

الملفات

القائمة
12:00 | 2021-08-01 أديبايور... نجم دفعته عائلته للانتحار بسبب الأموال

اسمه الكامل، شيي إيمانويل أديبايور، ولد النجم الطوغولي في 26 فيفري عام 1984 في لومي عاصمة التوغو، النجم الأسمراني وأحد أفضل اللاعبين الأفارقة بدأ مسيرته الكروية مع نادي ميتز الفرنسي عام 2001 ...

07:57 | 2020-11-24 إنفانتينو... رجل القانون الذي يتسيد عرش "الفيفا"

يأتي الاعتقاد وللوهلة الأولى عند الحديث عن السيرة الذاتية لنجم كرة القدم حياته كلاعب كرة قدم فقط...

23:17 | 2019-09-13 يورغن كلوب... حلم بأن يكون طبيبا فوجد نفسه في عالم التدريب

نجح يورغن كلوب المدرب الحالي لـ ليفربول في شق طريقه نحو منصة أفضل المدربين في العالم بفضل العمل الكبير الذي قام مع بوروسيا دورتموند الذي قاده للتتويج بلقب البوندسليغا والتأهل إلى نهائي دوري أبطال أوروبا، وهو ما أوصله لتدريب فريقه بحجم "الريدز"...

خلفيات وبوستارات

القائمة

الأرشيف PDF

النوع
  • طبعة الشرق
  • طبعة الوسط
  • طبعة الغرب
  • الطبعة الفرنسية
  • الطبعة الدولية
السنة
  • 2021
  • 2020
  • 2019
  • 2018
  • 2017
  • 2016
  • 2015
  • 2014
  • 2013
  • 2012
  • 2011
  • 2010
  • 2006
  • 2003
  • 0
الشهر
اليوم
إرسال