بعد محاولات عدة مع ناديين عملاقين هما بايرن ميونيخ ومانشستر سيتي وبوجود أفضل اللاعبين تلت فوزه بها في مناسبتين مع برشلونة قبل أزيد من عشر سنوات، لكن في النهاية وصوله للنهائي لم يغير شيئا والنتيجة واحدة ... الفيلسوف يفشل في الظفر بذات الأذنين مرة جديدة في مسيرته.
في وقت ظهر لأغلبية المتتبعين وكأن غوارديولا قد تعلم من أخطائه السابقة وبات جاهزا هذه المرة للفوز بالنهائي وهو الذي دخل أصلا مرشحا للإطاحة بكتيبة نظيره توماس توخيل، عاد المدرب الكتالوني ليكون وفيا لعاداته وتقاليده وفضل الرجوع إلى هوايته المفضلة وهي التغيير في المباريات الكبيرة والحاسمة، فأجرى تغييرين في الوسط والهجوم ودخل بالخطة الأنسب لكن ليس لفريقه بل لمنافسه توخيل فأهداه شوطا أولا كاملا وأفقد فريقه التوازن رغم محاولاته للتدارك خلال المرحلة الثانية والتي جاءت متأخرة أمام فريق صلب كـ البلوز.
"الفيلسوف" ... تسمية حصل عليها بيب غوارديولا بالنظر لأطباقه التكتيكية التي لطالما متع بها محبيه ومحبي الفرق التي أشرف على تدريبها، لكنها تسمية استعان بها منتقدوه أيضا في إشارة إلى مبالغته في الكثير من المناسبات في التغيير واتخاذ قرارات غير مفهومة من خلال الاعتماد على خطط لا تخطر على بال أحد ... مبالغة جعلته يدفع الثمن غاليا طيلة المواسم الماضية في رابطة أبطال أوروبا، قبل أن يدفع الثمن الأغلى على الاطلاق هذا الموسم بخسارته اللقب وهو على بعد خطوة من كأس تأمل فيها طيلة 90 دقيقة.
غوارديولا ورغم الأخطاء التي لاحظها الجميع حتى قبل انطلاق المباراة وبمجرد رؤية التشكيلة الأساسية، إلا أنه لم يعترف بأنه وراء خسارة اللقب، واكتفى بكلمات ظل يكررها عند كل إخفاق أوروبي من خلال الحديث عن تجديد المحاولة في الموسم المقابل، مستفيدا من صبر لا يضاهيه صبر لملاك النادي الذين صرفوا الملايير تلبية لجميع طلباته دون استثناء.
بيب الذي غادر منصة التتويج وهو يقبل ميداليته أظهر للجميع وكأنه مقتنع بما حققه في المنافسة الأوروبية الأغلى وراض كل الرضا عن الموسم الذي عاشه مع السيتي، لكن رأيه لن يكون أبدا نفس رأي جماهير مانشستر سيتي التي لن تغفر له الأخطاء التي ارتكبها في يوم الحسم.
كلمات دلالية :
الهداف الدولي