بلد كان ولا يزال يطمح في تنظيم كأس أمم إفريقيا وهو غير قادر على ضمان السير الحسن لعملية بيع التذاكر ! "المافيا" فعلت فعلتها من جديد على حساب المناصر البسيط الذي يبقى ذنبه الوحيد أنه يعشق الاتحاد ولم يرغب في تفويت هذا الحدث التاريخي، 10 آلاف تذكرة تنفذ في نصف ساعة، مناصرين اشتروها من السوق السوداء من أمام الشبابيك بأضعاف مضاعفة لسعرها الحقيقي، آخرون قالوا لنا أنهم بعد شراء التذكرة (ما رجعولهمش الصرف) .. يا ترى إلى جيب من ستدخل هذه الأموال المغشوشة ؟ وإلى متى سيظل سماسرة التذاكر يستثمرون في بعض النجاحات الكروية لبلورة دسائسهم الدنيئة ؟ لكن وبما أن الصداع يأتي دوما من الرأس، فإن "رأس المشكل" من دون شك تبقى هيئة عيسى حياتو التي أكدت للمرة الألف هشاشة قاعدتها وبلاهة مسؤوليها، منذ البداية كان لا بد من وضع قوانين عامة حتى لا تترك المجال لأي زلات تنظيمية، على أن تشترط مثلا على كل فريق يبلغ نهائي دوري الأبطال أن يستقبل في ملعب لا تقل سعته عن 30 أو 40 ألف متفرج، أو اشتراط اللعب في الملعب الرئيسي في عاصمة البلاد أو غيرها من الحلول الجذرية .. في أسوأ الحالات كان يمكن استدعاء مسؤولي منشطي نهائي 2015 والاتفاق على خوض المباراتين في صرح كبير (بما أن لكل منهما ملعب صغير)، لكن يبدو أن متعة وجمال الكرة الإفريقية أصبحت من آخر اهتمامات "مماتو"، لاسيما بعد أن وجدت بنيته المرفولوجية الضخمة راحتها في كرسي بلاتير الفخم، تاركا أمور النهائي الإفريقي رهينة الحسابات الضيقة لمسؤولي الفريقين، والنتيجة مناصرون يبيتون في العراء أمام ملعب 5 جويلية وآخرون يتعرضون لاعتداءات وعندما تحدث الكارثة يتنصل الكل من المسؤولية. على كل مسؤولي الإتحاد من حقهم احاطة لاعبيهم بكل الظروف التي تساعدهم على ضمان أحسن نتيجة ممكنة ردا بالمثل، مادام أن التسيب هو سيد الموقف في "الكاف" التي "تشطار" فقط في العقوبات التي تذهب ضحيتها الكرة الجزائرية أكثر من غيرها، وفي النهاية لنا أمنيتين لا ثالثة لهما، أولا السيطرة على الوضع في ملعب عمر حمادي وما جاوره لأن أرواح شبابنا أسمى من أي تتويج وأهم من كرة القدم ككل، وثانيا كل التوفيق لـ "صقور" الإتحاد على قهر "غربان" مازيمبي وإهداء الكأس لأولاد البهجة، خاصة الذين لم يتسن لهم الظفر بتذكرة النهائي حتى يعوضون لهم حسرتهم سرورا.