لكن وجه ومستوى فريقه القبيحين يفضحان معاناته... إنريكي يعاني فعلا ولم ولن يقدر على إيجاد الحلول في غياب ميسي وإنييستا.
رغم أن الرجل يستحق أن نقف إلى جانبه في مثل هذه الظروف الصعبة، إلا أن قول الحقيقة وتحليل الأمور بمنطقية يبقيان أمرا مهما جدا في عملنا، إنريكي وحده يتحمل ما حصل معه من الألف إلى الياء.
لقد اتخذ قرارات خطيرة الصيف الماضي، في وقت يعلم فيه أكثر من أي شخص آخر نقاط قوة وضعف فريقه، ويعلم أيضا العقوبات المفروضة على النادي من "الفيفا"، ومع ذلك منح موافقته بشكل غريب جدا على قرار الاستغناء عن اثنين من أهم أبناء المنظومة الحديثة لـ "البلاوغرانا"، واللذين ساهما في صناعة الأمجاد الجديدة في عصر "التيكي تاكا".
ربما عرفتم من أقصد بحديثي، بالفعل، قرار التخلي عن تشافي وبيدرو بتلك السهولة كان مقامرة خطيرة يدفع إنريكي وبرشلونة ثمنها غاليا اليوم، لا يمكن لأحد أن يشكك في أن ذلك القرار كان ضربا من الجنون، على فريق لا يستطيع جلب أي لاعب قبل "الميركاتو" الشتوي بحكم عقوبة "الفيفا".
الآن مع غياب ميسي، ومع إصابة إنييستا ورافينيا (وهي إصابات مؤثرة جدا لأنها ضربت عقل الفريق وروحه) تعطلت المنظومة عن العمل، وخصوصا في خط الوسط، ووجد إنريكي نفسه في ورطة حقيقية، ومضطرا إلى التغيير في كل مرة والبحث عن فلسفة وحلول جديدتين قد تنقذان ما يمكن إنقاذه... لكن الأمور لا تسير ـ حتى الآن على الأقل- مثلما يريد "اللوتشو".
على إنريكي ألا يلوم إلا نفسه، كان بإمكانه إقناع تشافي بالبقاء حتى جانفي، وكان أيضا قادرا على منع بيدرو ـ العاجز في تشيلسي- عن الرحيل، كل شيء كان بيده، لأنه يملك الورقة البيضاء من إدارة لم تكن مركزة إلا على الحفاظ على سلطتها، لكنه اتخذ في الأخير قرارات سيئة وغير مدروسة وعليه اليوم أن يعترف بأخطائه.