خافيير ماتالاناس:
وأنا هنا لأذكر الإنجليز بأن اسم سيميوني ارتبط خلال الأشهر القليلة الماضية بقيادة أكثر من ناد أوروبي كبير، وبعروض خيالية من هذه الأندية، لكنه لم يأبه لهذه العروض، وأعتقد بأنه لن يهتم أيضا بعرض مانشستر سيتي مهما كانت قيمته.
عليهم أن يتأكدوا بأن سيميوني لن يغادر تدريب الأتلتيكو لسنوات طويلة قادمة، وسيكون مثلما قال الرئيس توماس رونسيرو نسخة جديدة من أليكس فيرغسون، لأنه وجد وسيجد كل الظروف التي تغريه للبقاء هنا في مدريد، فهناك حالة وئام، استقرار وتفاهم يعيشها المدرب مع إدارة النادي من جهة ومع اللاعبين والجماهير من جهة أخرى، هذا التناغم والانسجام بين هذه الأطراف جميعها لم تأت من فراغ، فالعمل الذي قام به سيميوني منذ قدومه لتدريب الفريق جعل منه أحد أنجح المدربين في تاريخ النادي إن لم يكن أفضلهم، حيث حقق خمسة ألقاب في أقل من أربعة مواسم وبات رقما صعبا جدا محليا وأوروبيا.
سيميوني ساهم في تعزيز شهرة أتلتيكو مدريد عالميا، حيث كسب الفريق ملايين العشاق حول العالم للإنجازات التي حققها والمتعة التي يقدمها مع اللاعبين، بعد أن طبع المدرب الأرجنتيني آداء أتلتيكو مدريد بطابعه الخاص المبني على الدفاع المتين والندية في اللعب بالاعتماد على التدخلات الجسدية القوية.
سيميوني يقدم مستويات رهيبة في ظل ميزانية متواضعة ومجموعة من اللاعبين أصبحوا نجوما تحت قيادته، وببساطة هو وجد المناخ الملائم لتقديم فلسفة كروية خاصة به، وفي ظل كل هذه المعطيات، فإنه من الصعب جدا أن يغادر سيميوني أتلتيكو مدريد قريبا لا لـ "السيتي" أو أي فريق أوروبي آخر.