الأمر محير حقا، أنفقوا أموالا كبيرة دون أن يضمنوا مستقبل فريقهم الذي لم يدخل في عملية تغيير دماء ومازال اللاعبون المهمون في صفوفه هم ذاتهم الذين صنعوا تاريخه قبل سنوات قليلة، بحثت منذ أيام قليلة عن أعمار لاعبي مانشستر سيتي، فأصابني ذهول كبير عندما اكتشفت أن متوسط أعمارهم يبلغ 28.5 سنة، وهذه مشكلة كبيرة تهدد مستقبل "السيتي" وترعب جماهيره أكثر من أي شيء آخر، يمكننا الجزم بأن كل الأموال الضخمة التي تم إنفاقها حتى الآن لم تستطع الحصول على مواهب شابة للتألق لاحقا، لا أشك في أن المدرب بيليغريني يعرف جيدا أن مستقبله بات غامضا لذات السبب، وأكثر من ذلك، كنت أتوقع منه أن يقوم بثورة في سياسة الفريق "الأزرق السماوي" بعد مجيئه قبل سنتين، فتاريخه يتحدث عنه، ولطالما كان في كل الأندية التي دربها سابقا في إسبانيا مع مبدأ الاعتماد على الشباب وتكوينهم ليصبحوا نجوما، لكنه وحتى في ريال مدريد، تم طرده بسبب خلافاته مع الرئيس فلورنتينو بيريز حول نفس المبدأ، لكن بيليغريني تغير بمجرد وصوله إلى مدينة مانشستر وإشرافه على "السيتي"، مبادئه الكروية تميعت داخل سياسة الإدارة الخليجية التي لا يبدو عليها الذكاء الذي يشتغل به القطريون في باريس سان جرمان، فلا مجال للمقارنة بين ما يفعله الخليفي في الفريق الفرنسي وما تصنعه إدارة الشيخ منصور بن زايد في "السيتي" الذي سيكون عليه الإنفاق ببذخ كل صيف لجلب نجوم جديدة.