إن القول بأننا أصبحنا الآن أضحوكة أمر يجانب الصواب، ولكن الحقيقة هي أن منافسينا في كأس العالم لم يعودوا يخشون مواجهتنا، فإقصاء المنتخب الإنجليزي لم يكن مفاجئا لهم، وعبرت عبر عمودي هذا في فترة سابقة عن خشيتي من عدم قدرة المنتخب الإنجليزي على التأهل، وتمنيت أن أكون مخطئا ولكن هذا لم يحدث وتأكد حدسي بمواجهتنا للمنتخبات الجيدة "إيطاليا بيرلو" و"أوروغواي سواريز".
هنا في ريو دي جانيرو سألني كثير من الأجانب: "ما الذي يحدث لدفاع منتخبكم؟ إنه دفاع مسخرة" نعم وهو كذلك، فخط الدفاع إنجلترا لم تكن في المستوى المطلوب، ولكن أيضا لم يكن هناك لاعبون قادرون على إنهاء الهجمات بشكل سليم، كما كانت هناك مشاكل في وسط الميدان، كان هناك افتقاد للثقة حول كامل الميدان لأن القادة لم يكونوا حاضرين.
كان المدرب هودسون محصورا بين نهجين بمزجه بين عنصري الخبرة والشباب، حيث قام بالاستغناء عن لاعبين أمثال مايكل كاريك وأشلي كول واكتفى بـ ستيفن جيرارد ليقود اللاعبين الشبان وحده، التشبيب أمر رائع خصوصا أننا قلنا بأن هؤلاء اللاعبين سيشاركون في هذا الحدث لاكتساب بعض الخبرة، فلأمر ذاته حدث لي عندما شاركت في كأس العالم 1998 وأنا طفل.
ولكن المشكلة هذه المرة تكمن في بطولتنا الوطنية، حيث أنه لا يوجد فيها ما يكفي من اللاعبين المحليين، فمع كامل احتراماتي للاعبين 23 في التشكيلة، بمن فيهم اللاعبون المخضرمون الذين أبلوا بلاء حسنا مع أنديتهم وأيضا اللاعبون الشبان، نحن نملك مواهب كثيرة أمثال رحيم ستيرلينغ، داني ويلباك، دانييل ستوريدج، روس باركلي ولوك شاو وأليكس أوكسلاد تشامبرلين، هذا نصف من دزينة من اللاعبين الأقل سنا من 24 عاما، ولكن علينا أن نقارن حالنا بأمم مثل كوستاريكا التي يبلغ عدد سكانها 5 ملايين نسمة أو كرواتيا أو البوسنة والهرسك أو الأوروغواي، وعندها سيتضح لنا تماما بأن هناك شيئا ما لا يسير كما ينبغي مع المنتخب الإنجليزي، إنجلترا مهد كرة القدم، البلد التي قننت كرة القدم والتي يبلغ عدد سكانها 53 مليون نسمة غير قادرة على تكوين منتخب كرة قدم جيد، فنحن نفتقد إلى المرافق والمدربين على جميع المستويات، كما أن الفرص لا تمنح للاعبين الشبان للعب في المستوى العالي واكتساب الخبرة، كما أننا نفتقد للمدربين، ففي إسبانيا يوجد 25 ألف مدرب بشهادات من المستوى الأول أو الثاني، ألمانيا تملك 35 ألفا، أما في إنجلترا فيوجد 6 آلاف فقط، كما أنه في ألمانيا أو هولندا فإن مدربا شابا بمقدوره تقاضي 40 ألف جنيه إسترليني سنويا (45 حوالي ألف أورو) لأنها مهنته، أما عندنا فيتقاضى حوالي 16 ألف جنيه إسترليني (حوالي 20 ألف أورو) سنويا وكأنها هوايته، وكل شخص لا يرى علاقة بين هذه العوامل والآداء المتراجع للمنتخب الإنجليزي عليه أن يعلم بأنه يمزح.
كلمات دلالية :
المنتخب الإنجليزي.