أنا وأنت لن نعيش معصومين من الذنوب؛ دل على ذلك هذا الحديث الصحيح: (لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون فيغفر الله لهم ).
أنا وأنت من بني آدم وأبونا آدم عليه السلام أذنب وأخطأ ولكنه تاب؛ ومن شابه أباه فما ظلم.
أنا وأنت من العباد الضعفاء ورب العالمين يخبرنا عن ضعفنا فيقول في الحديث القدسي: (يا عبادي إنكم تخطئون في الليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعاً فاستغفروني أغفر لكم).
أنا وأنت لن نسلم من نزغات الشيطان ووسوسته وإغراءاته، فهذا نبي الله آدم تسلط عليه الشيطان ووسوس له.
أنا وأنت أصحاب ذنوب وسيئات فيا ترى ما هو الحل وما هو المخرج ؟ يا ترى ما هو الدواء لضعفنا وتقصيرنا ؟.
إن الحل والدواء في أمور:
1- لا تقنط من رحمة الله، وأبشر بمغفرة الله تعالى: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا).
2- ارفع يدك إلى الغفور الغفار واعلم أنه يغفر الذنوب (( إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ ).
3- ابتعد عن كل سبب يوقعك في الذنوب حتى لا يتكرر منك الذنب مرة أخرى.
4- احزن على ذنبك وابك على خطيئتك لعل الله أن يرى دموعك الصادقة فيرحمك رحمة واسعة.
5- اجعل ذنبك أمام عينيك واجعل حسناتك خلف ظهرك لتبقى دائماُ مسابقاً للخيرات ومبادراً إلى الحسنات.
6- لا تحتقر معصية ولو كانت صغيرة، فلعلها تكون كبيرة عند الله ((وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ ).
7- اجلس مع نفسك وحاسبها وعاتبها لعلها تتعظ وترتدع ورضي الله عن عمر لما قال: "حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا ".
8- كن متوازناً بين الخوف والرجاء، وليكن خوفك وأنت في الحياة أكثر من رجائك كما قال السلف، لكي تجتهد في الطاعات وتترك الذنوب والسيئات.
9- احذر من الإصرار على الذنوب فالإصرار على الذنب يجعله من الكبائر حتى لو كان ذلك الذنب من الصغائر، وربنا يقول في عباده المتقين: ((وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا).
10- اجعل ذنبك كالجبل فوق رأسك الذي تخشى أن يسقط عليك، ولا تجعله كذباب مر على أنفك وذهب.
11- اقرأ في حياة السلف وكيف كانوا يحذرون الذنوب.
12- أبشر برحمة الله ومغفرته وعليك بدوام الاستغفار وستجد من الله التوبة والغفران (( وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ ) (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى).
فسبحانه يغفر الكثير من الزلل ويقبل اليسير من العمل، وسبحانه ما أرحمه بعباده وما أحلمه على من عصاه وما أقربه ممن دعاه.
13- ليكن ذلك الذنب طريقاً ليعرفك بنفسك المقصرة وليكن درساً لك بأنك فقير إلى ربك ولا تستغني عن حفظه ورعايته وتوفيقه لك (( يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ) فأنت ضعيف ومسكين وليس لك حول ولا قوة إلا به سبحانه وبحمده.
اللهم ارحم ضعفنا وتب علينا فإنا تائبون ومعترفون بذنوبنا (( رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ).