تعيش المؤسسة الاستشفائية المتخصصة “حمدان بختة” بمدينة سعيدة وضعية كارثية هذه الأيام، حيث وقفت “الخبر”، ليلة أمس الأول، على معاناة المواطنين ونسائهم اللواتي يوشكن على الولادة، وما يعانينه نتيجة افتراشهن الأرض وحملهن قارورات مادة “السيروم” بأيديهن وغيرها من الظواهر الخطيرة.
أصبحت مرافق هذه المؤسسة الصحية العمومية لا تخضع لمقاييس النظافة في غياب تام لأبسط ظروف الراحة النفسية والبدنية للنساء الحوامل.
وأبدى أهالي النساء تذمرهم لتفاقم الوضع على مستوى هذه المؤسسة، حيث سبق أن طرحوا هذه المشاكل خلال شهر رمضان على رئيس مصلحة الإدارة والوسائل بمديرية الصحة لولاية سعيدة، الذي كان مطلعا على ما يحدث في هذه المؤسسة. وأرجع حينها الإشكال إلى نقص التأطير الخاص بالقابلات المشرفات على عمليات التوليد. مع العلم أن عيادتي الأمومة الثانويتين ببلديتي أولاد إبراهيم وعين السخونة تشتغلان، إلا أن كثيرا من الأهالي يفضلون إدخال الحوامل إلى عيادة “حمدان” بختي، ما يفرض عليها ضغطا كبيرا. ويبدو أن المشكل سيستمر إلى غاية إنجاز العيادة الجديدة التي اختيرت لها الأرضية، إلا أنها لا زالت تراوح مكانها. واتخذ المدير الجديد للصحة لولاية سعيدة إجراءات مؤقتة لرفع الضغط، منها استرجاع بعض مكاتب النقابات وقاعات العلاج والموظفين وتحويلها للعلاج. لكن يبدو أن هذا الحل أصبح دائما ولم يف بالغرض، حيث مازالت الحوامل يفترشن الأرض في الأروقة. ويتساءل سكان مدينة سعيدة متى تستفيق الجهات المعنية لإغاثتهم. علما أن وزير الصحة، عبد المالك بوضياف، كان قد عاين هذه الوضعية خلال زيارته للولاية السنة الماضية. وللتذكير، سبق لعمال هذه المؤسسة أن شنوا احتجاجات، بداية السنة الجارية، للتنديد بالظروف التي يمارسون فيها مهنتهم بفعل الاكتظاظ وتوافد المرضى من مختلف بلديات الولاية، ونقص الأطباء الأخصائيين.