الجواب:
الثابت في الكتاب والسنة أن أصحاب البلاء لهم عند الله الأجر العظيم والمنزلة الكبيرة إن هم صبروا واحتسبوا، ذلك أن المريض – سواء كان مرضا طارئا أم إعاقة دائمة – يَحتمل من الآلام التي كتبها الله عليه ما يكون سببا في تكفير سيئاته، فالله عزّ وجل لا يجمع على العبد المؤمن الصابر عذابين في الدنيا والآخرة، وهو سبحانه يحب الصابرين، ويوفيهم أجورهم بغير حساب، وعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "مَا مِنْ مُصِيبَةٍ تُصِيبُ الْمُسْلِمَ إِلاّ كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا عَنْهُ حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا" رواه البخاري ومسلم.
وعَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ عَنْ نَبِيِّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ قَالَ: "مَا مِنْ عَبْدٍ يُصْرَعُ صَرْعَةً مِنْ مَرِضٍ إِلا بَعَثَهُ اللَّهُ مِنْهَا طَاهِرًا"، وإذا كان هذا حال من أصيب بمرض عارض أو ألم طارئ، فما بالك بالذي ابتلي بإعاقة دائمة تصاحبه إلى مماته، لا شك أن مَن هذا حاله فهو يتقلّب في الأجر والثواب، وينغمس في رحمة الله عز وجل، إن هو صبر على ما ابتلاه الله به، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "مَا يَزَالُ الْبَلاءُ بِالْمُؤْمِنِ وَالْمُؤْمِنَةِ فِي نَفْسِهِ وَوَلَدِهِ وَمَالِهِ حَتَّى يَلْقَى اللَّهَ وَمَا عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ".