قال مصدر دبلوماسي جزائري أنّ السلطات الجزائرية تشعر بامتعاض عميق من التصريحات التي أدلى بها الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي أثناء زيارته إلى تونس.
المصدر أشار إلى أنّ السلطات الجزائرية ترفض إبداء موقف حول زيارة ساركوزي، لأن لتونس مطلق الحرية في دعوة واستضافة من تشاء من الشخصيات.
ولكن المصدر أشار في ذات الوقت إلى أن السلطات الجزائرية تحتفظ بحقها في قراءة دلالات هذه الزيارة.
وذكر المصدر الدبلوماسي أن وزارة الخارجية طلبت من السفارة الجزائرية في تونس إفادتها بتقرير مفصل حول فحوى وسياق تصريحات ساركوزي.
وعن حديث ساركوزي عن سوء موقع تونس بين ليبيا والجزائر اعتبر المصدر الجزائري أن هذه التصريحات تنمّ عن جهل بالتاريخ وما قامت عليه علاقات الأخوّة التونسية ـ الجزائرية من تضحيات متبادلة، علاوة على أن تصريحات ساركوزي تكاد تخفي إشارات تحريضية واضحة.
وفيما يتعلّق بواقع العلاقات التونسية ـ الجزائرية أشار المصدر إلى أن هذه العلاقات التاريخية يمكن أن تكون أفضل ماهي عليه وأن الجزائر لم تنفك تعبّر عن عزمها على مساعدة تونس ودعمها.
وأضاف المصدر بأن قيام الرئيس بوتفليقة اليوم بالتوقيع على قرار منح قرض بقيمة 100 مليون دولار لتونس أفضل دليل على دعم الجزائر لتونس المتواصل و الكامل وأنها تقف فعليا إلى جانب الشعب التونسي لتجاوز الوضعية الدقيقة التي تمرّ بها تونس حاليا.
إقرأ أيضا: ساركوزي يعد الجزائر بخراب مثل "ليبيا"!
هذا و تواجه قيادة حزب نداء تونس وابلا من تهم التواطؤ مع رئيس فرنسا السابق جراء التصريحات المنسوبة إليه، ما دفع بالأمين العام للحزب محسن مرزوق إلى إصدار بيان توضيحي ترجّى فيه “التثبت ممن يريد خلط الأوراق وبث الإشاعات والدسائس والتهويل وتصديق ما نسمع ونرى لا ما يبث من الأقاويل الفارغة علما أن تلك المحاولات سيكون مصيرها الفشل الذريع لأن علاقاتنا مع الجزائر الرسمية والشخصية كما غيرها من الدول في أفضل حالاتها”.
وتضمن توضيح محسن مرزوق دفاعا مستميتا عن موقف ساركوزي حين يؤكد أنه “عبر عن رأيه الخاص وهو يجيب على سؤال صحفي موجه بصدد تونس وجوارها مسمّيا ليبيا والجزائر حيث المسألة يجب أن تطرح من منظوره كفرنسي في إطار منظومة البحر المتوسط “.
إقرأ أيضا: بعد تصريحات ساركوزي .. "التوانسة" يردون على ساركوزي ويطالبون رئيسهم "السبسي" بتوضيح الأمور للجزائريين