قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: (من قال سبحان الله العظيم وبحمده غرست له نخلة في الجنة) وكم من أصبع سيعض ندما في الجنة علي النخيل الذي ضاع من بين يديه،وقد كان بوسعه أن يغرسه بفضل لسانه ولكنه زهد في نخيل الجنة،وصدق النبي صلي الله عليه وسلم حين قال : ليس يتحسر أهل الجنة علي شيء إلا علي ساعة مرت بهم ولم يذكروا الله عز وجل فيها .
إذا أنت لم تزرع وأبصرت حاصدا ندمت علي التفريط في زمن البذر...ما أرحم الله بنا !! ما احلم الله بنا ما ألطف الله بنا.أعطانا نعمة اللسان ليكفر بها عنا السيئات ، ويمحوا الخطيئات، وندخل الجنة ، فهلا عرفنا الحكمة من خلق اللسان يا سادة حتى نعمل بها لا بعكسها ؟! وهل يا تري ستكون أخي القارئ من القليل الذي عناه النبي عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث :"خصلتان لا يحافظ عليهما عبد مسلم إلا دخل الجنة ألا وهما يسير ومن يعمل بهما قليل يسبح الله في دبر كل صلاة عشرا ويحمده عشرا ويكبر عشرا فذالك خمسون ومائة باللسان وألف وخمسمائة في الميزان ويكبر الله أربعا وثلاثين إذا اخذ مضجعه ويحمده ثلاث وثلاثين ويسبح ثلاث وثلاثين فتلك مائتين وخمسون باللسان وألفان وخمسمائة في الميزان فأيكم يعمل في اليوم والليلة ألفين وخمسمائة سيئة.
قال مخلد بن الحسين : ما تكلمت بكلمة أريد أن اعتذر منها منذ خمسين سنة.
والسابقون والسابقون
• قص إنسان شارب معروف الكرخي فلم يفتر عن الذكر فقال : كيف أقص.قال أنت تعمل وأنا أعمل.
• قال حجام لأحد السلف سكن شفتيك قال : قل للزمان حتى يسكن.
• كان داوود ابن أبي هند يحدث الفتيان فيقول لهم أخبركم لعل بعضكم أن ينتفع به..كنت وأنا غلام أتردد علي السوق فإذا انقلبت إلي بيتي جعلت علي نفسي أن اذكر الله إلي مكان كذا وكذا فإذا بلغت ذالك المكان جعلت علي نفسي أن اذكر الله كذا وكذا حتى آتي المنزل .
ب-اللسان نقمة:
وقد يكون اللسان نقمة حين يكون سببا في دخول النار بكلمة قالها أو لفظة تلفظ بها قال رسول الله عليه الصلاة والسلام :إن الرجل ليتكلم بالكلمة لايدري بها باسا يهوي بها في النار سعين خريفا.
هذه الكلمة وإن استخف ها قائلها تعكر الصفو وتغضب الرب وتجلب السخط ولهذا لما عيرت السيدة عائشة صفية رضي الله عنهما بكلمة تعني أنها قصيرة تغير وجه النبي عليه الصلاة والسلام وقال لها لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته.
عون من ابن عون !!
ولهذا حرص الصالحون علي ملك ألسنتهم لا تودي بهم إلي قعر جهنم وسراديب النار.فعن خارجة بن مصعب: صحبت ابن عون أربعا وعشرين سنة فما أعلم أن الملائكة كتبت عليه خطيئة بل كان ابن عون لا يغضب فإذا أغضبه رجل قال له: بارك الله فيك.
وقد فضل البعض الصمت على الكلام، و فضل بعضهم الكلام على الصمت لكن الحسن البصري حسم المقارنة بقوله: " إملاء الخير خير من الصمت، والصمت خير من إملاء الشر".
لطيفة:
اغتاب رجل أخا له عند إياس بن معاوية المزني قاضي البصرة فسأله إياس أغزوت الروم ؟!قال لا أغزوت السند قال لا قال أغزوت الترك قال لا قال: سبحان الله.. سلم منك كل هؤلاء ولم يسلم منك أخوك المسلم.
م.