فكم في رمضان من تكفير السيئات ومغفرة الخطيئات وكم في رمضان من رفعة الدرجات وزيادة الحسنات، ولكن في خضم هذه الأجواء الإيمانية وفي ظلال تلك النفحات الربانية لازالت دهاليز بعض الفضائيات تروج بضاعتها وتبث سمومها وتشيع رذيلها بأثمان باهظة، وإن تعجب فعجب قولهم: حصرياً في رمضان فلم لا يكون حصرياً في شعبان؟! لم لا تعرض تلكم المشاهد في شهر سوى رمضان؟! هل أصبح شهر رمضان مرتعاً خصباً للمشاهدة؟!.
أما علم هؤلاء المشاهدين أن ليلة من رمضان هي فرصة عظيمة للعتق من النيران، أما علم هؤلاء المتفرجين أن لحظة من رمضان هي غنيمة باردة للفوز بالجنان ألا فاغتنموا شهركم وأعدوا له عدته واقدروا له قدره "رغم أنف ثم رغم أنف ثم رغم أنف قيل: من يا رسول الله؟ قال : من أدرك رمضان فلم يغفر له"، لكن رجاءنا وطمعنا أن يصبح إعلامنا الإسلامي إعلاماً نبيلاً ينشد له الجماهير، وينجذب له الملايين ولن يكون كذلك إلا بمسابقة الزمن، وتحدي المصاعب، وسمو المقاصد عندها سوف نرى ما تقر به العين ويفرح به الفؤاد، ونحن مع ذلك كله مؤمنون أن المدافعة بين الحق والباطل من سنن الله الكونية وأقداره الحتمية، وصدق الله إذ قال : (والله يريد أن يتوب عليكم ويريد اللذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلاً عظيماً).