غير أن هناك مِنَحَاً إلهية التفريط فيها أقبح وأقبح، فهو خسارة غير مجبورة، فلنتأمل مثلاً في الحديث التالي: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( وللهِ عُتَقَاءُ مِنَّ النار، وذلك كلَّ ليلة ) وروى ابن ماجه عن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إنَّ للهِ عندَ كُلِّ فِطْرٍ عُتَقَاءُ وذلك في كلَّ ليلة ).
يا أخي القارئ.. ويا أختي القارئة: لو سأل كلٌ منا نفسه: هل أنا ممن فاز بهذه المنحة الربانية، ولو لليلةٍ واحدةٍ من الليالي المنصرمة ؟!، بالتأكيد أنَّ أحداً منا لا يدري عن ذلك، ولكن مطلوب من المسلم والمسلمة أن يبذل الأسباب التي تجعله مهيأً لهذه المنحة الكبرى، ويكون ذلك بالأعمال الصالحة، ومجاهدة النفس في الكف عن السيئات، إنَّ كلَّ واحدٍ مِنَّا أدرى بنفسه، وأعلم بتقصيره، فما عليه إلا أن ينظر في موضع الخلل ويبادر بإصلاحه، سواءً أكان تفريطاً في حقوق الله، أو تضييعاً لحقوق الناس، وليحسن فيما بقي، فإنَّ الأعمال بالخواتيم، فإن كان الختام سيئاً فذلك علامةُ الرد، ولا حول ولا قوة إلا بالله. وإن كان ختام الشهر طيباً، كان كلُّ العمل طيباً، نسأل الله التوفيق والقبول.