إنها إشارة ربانية لأولئك الذين تركوا بعض الأعمال الصالحة كالإنفاق في سبيل الله بأن الله غني عنهم وعن نفقاتهم, كما في الآية (وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ).
وفي الآية تقرير وتهديد بالاستبدال الرباني لمن فرط في باب النفقة في سبيل الله تعالى, والقلب المؤمن يخشى من الدخول في أولئك القوم الذين عناهم الله بقوله: (يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ).
وهذا الاستبدال دليل على أن الله لا يريدهم ولم يفوزوا برضوانه ومحبته حيث قال: (ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ).
يا الله، أي ظلال نستوحيه من هذه الآية ؟! وأي تهديد يمس القلوب الخاشعة من هذا التهديد الرباني "يستبدل"؟!.
إن الموقف لو كان في إدارة صغيرة كمؤسسة أو شركة وسمعت أن المدير سيأتي بموظف آخر غيرك بسبب تفريط بدا منك فإنك ستشعر بالأسى والحزن، وقد تحاول إرسال الوجهاء لإقناعه بتغيير رأيه وإبقاءك مكانك في تلك الإدارة.
إن هذا الموقف لن يستغربه أحد لأن كل واحد منا يشعر بحاجته إلى وجوده في تلك الإدارة أو الشركة, ومن الصعب أن يأتي بديل في مكانه، لأن هذا دليل على أن لدينا خلل وتقصير في عملنا, إذن كيف إذا كان الذي أراد استبدالك هو الله تعالى (يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ) ولن يكون هذا منه سبحانه إلا بسبب تفريط وتخاذل منا في منازل العاملين الصادقين.
وإذا كان الله تعالى قرر أن يستبدل من قصر في باب النفقة فقط فكيف بمن كانت حياته كلها تقصير وتفريط وإعراض عن مراضي الرب تبارك وتعالى ؟
إنها همسة لي ولك: الزم باب العمل لله وابذل جهدك ومالك ووقتك في سبيل الله حتى لا تكون ممن عناهم الله بقوله: (يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ).