لم تعد ظاهرة السرقة العلمية، مقتصرة على الوسط الجامعي، بل تعدت حدود الوسط الأكاديمي، لتتفشى بين مسؤولين سامين، حيث فجّر، أستاذ برتبة بروفيسور بجامعة وهران 2 قنبلة من العيار الثقيل، باتهامه وزيرا سابقا في الحكومة الجزائرية بسرقة مقال خاص به، ونسبه إلى نفسه، إذ وقعه باسمه الخاص بدون "خجل" بحسب الأستاذ المشتكي.
وذكر الأستاذ أوسوكين عبد الحفيظ، مدعما كلامه، بوثائق تثبت كلامه ـ اطلعت "الشروق" على نسخة منها ـ، أنه قام منذ 10 سنوات؛ وبالضبط في تاريخ 26 جويلية 2005، بنشر مقال له في جريدة ناطقة باللغة الفرنسية يحكي عن تاريخ منطقة مسيردة بتلمسان منذ القِدم، وإلى عصرنا هذا، مضيفا أن وزيرا سابقا استغل هذا المقال لحسابه ونشره في نفس الجريدة؛ وذلك بعد 10 سنوات أي بتاريخ 11 أفريل 2015، مع توقيعه باسمه وعدم ذكر المصدر متجاهلا صاحب المقال.
وقال البروفيسور أوسكين، إن هذا الوزير السابق، الذي يقدم نفسه على أنّه أكاديمي متحصل على شهادة الدكتوراه في الاقتصاد، ومختص في العلوم الاجتماعية والثقافية، وحتى في علم الأصول يجب أن يكون أدرى بالأخلاقيات والضوابط الواجب احترامها في المقالات العلمية.
وهاجم البروفيسور، الوزير السابق قائلا: "إذا ظننت أن المجلة الإفريقية، التي توقفت عن الصدور منذ 50 سنة لن يقرأها أحد، ولن يتعرف على هذه السرقة العلمية فأنت مخطئ، فإذا كان في اعتقادك أن ذوي حقوق المؤرخ الفرنسي أوديسيو لن يقاضوك فإن البروفيسور أوسكين لن يسكت عن هذه السرقة".
وأضاف أوسوكين، أن ذات الوزير قام بسرقة مقال آخر للمؤرخ الفرنسي جابريال أوديسيو حول قبائل مسيردة، والمنشور في الصفحة 71 من المجلة الإفريقية عام 1927؛ والتي اطلعت "الشروق" على نسخة منها.
واعتبر ذات المتحدث أن هذا الفعل ينافي الأخلاقيات والضوابط الواجب احترامها عند نشر الأبحاث والإنتاج الفكري، كما أن السرقة العلمية تعتبر جنحة يعاقب عليها القانون، وأن الفكر والإبداع يحميهما قانون الملكية الفكرية، مؤكدا أنه سيقوم برفع القضية أمام العدالة للمطالبة بتعويضه.