وردت الآية الكريمة بسورة الأحزاب آية رقم 32 في الآية الكريمة يصف الله عز وجل النبوة، أهم يقسمون رحمة ربك في وضعهم لها حيثما شاءوا فنحن قسمنا بينهم معيشتهم أي أغنينا بعضهم وأفقرنا الآخر في عملية الرزق فكل يرزق من عند الله والله يقسم الأرزاق حيثما شاء فكيف نفوض إليهم أمر عظيما كأمر النبوة وهم على حالهم ليس بأمرهم شيء فيما يرزقون وعطايا الله لا لفضل لهم عليه وإنما فضل ومنة من الله على عباده يعطى من يشاء وينزع ممن يشاء ورفع بعضهم درجات فوق غيرهم أيضا من منح الله عليهم وهو قادر علي قلب الأمور بمشيئته فهو الله تعالى خالق كل شيء وإليه الأمر من قبل ومن بعد ووضح الله تعالى أن وجود المال والزينة في الدنيا لا يساوى شيئا فى الآخرة وإنما هي فتنة لتتأثر بها قلوب الذين ظلموا ووقع الفتنة علي ما ملكه الخاسرين وفراغ أيدي الأبرار ولكن وعد الله حق عليهم فى الآخرة وليتبين الحق فى صبر الإنسان وحمده لله تعالى وقد اختار الله تعالى لعباده الأبرار الآخرة وحسنها وليحمد الله على ذلك فالآخرة خير للذين اتقوا والاستهزاء هنا بمعناه استهزاء الغنى بالفقير لفقره ولضعف حيلته وذلك أمر مكروه لذوى النعم وليس فيه من الأخلاق شيئا بل صفة يذم بها وأجاب الله تعالى في ختام الآية ورحمة ربك خير مما يجمعون أي مما يجمعون ويملكون من متاع الدنيا فرحمة ربك خيرا فكلهم سيدفن في التراب ولا ينفعه إلا عمله هو الأبقى إليه وجزاؤه وإثابته في الآخرة عند الله الوهاب على حسن أو سوء عمله فيما أعطاه ورحمة ربك تتلخص في العبادات والفرائض والمعاملات والعمل الصالح وورد الجزء الأخير من الآية ورحمة ربك خير مما يجمعون في كثير من الآيات بمعاني أخرى ففي قوله تعالى في سورة آل عمران ( وَلَئِن قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللّهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ ) ففى الاية يوضح الله تعالى أن المقتول والقاتل فى سبيل الله ينال الرحمة والمغفرة خيرا مما يجمع من حطام الدنيا والمعني أن رحمة ربك وثوابه للمتقين خيرا مما في الدنيا مهما بلغ إتساعه والله خير الراحمين .