النّوافل هي العبادات الزائدة عن الفريضة التي فرضها الله سبحانه وتعالى علينا، وهي عبادات زائدة نقوم بها للتقّرب من الله جلّ وعلا، والنافلة لغة هي الزيادة عن المقدّر.
تقسّم النوافل إلى قسمين أساسين، وهما: أوّلاً: والقسم المطلق والغير مقيّد بوقت معيّن لأدائها، وثانياً: القسم الغير مطلق والمقيّد بوقت معيّن لأدائها. ومن الأمثلة عليهما، فإنّ صلاة الاستخارة أو صلاة الحاجة هي نوافل مطلقة ويمكن أدائها في أيّ وقت من اليوم، بينما صلاة الضحى، أو صلاة قيام اللّيل، أو صلاة الكسوف والخسوف، أو صلوات الرّواتب فهي جميعها صلوات مقيّدة بوقت معيّن لأدائها يرتبط بها.
وهناك أنواع كثيرة من النّوافل والعبادات التي يمكن أن يقوم بها المسلم في سبيل طاعة الله عزّ وجل، ومن هذه النّوافل الصلوات. حيث أنّ هناك كثير من الصلوات المندوبة والمستحبة، ومن هذه الصلوات صلاة الرواتب والسنن، وهي الصلوات التي تكون قبل الصلوات المفروضة وبعدها، حيث أنّ نافلة صلاة الفجر ركعتان قبل الفرض، ونافلة صلاة الظهر ركعتان أو أربع قبل الصلاة المفروضة وبعدها، والعصر لا نافلة لها، والمغرب نافلتها بعد الصلاة المفروضة ركعتان، أمّا العشاء فنافلته بعد الصلاة المفروضة. ومن الصلوات النوافل أيضاً هناك صلاة الضّحى التي تصّلى في وقت الضّحى من النهار، وصلاة قيام الليل، وصلاة التراويح في شهر رمضان، وهناك أيضاً صلاة الاستخارة، وصلاة الحاجة، وصلاة العيدين، وصلاة التوبة، وغيرها من الصلوات التي يمكن أن يصلّيها الإنسان المسلم للتقرّب من الله سبحانه حتّى يعينه على قضاء حاجته.
ولا تقتصر النّوافل على الصلوات فقط، وإنّما الصيام في غير شهر رمضان من النّوافل أيضاً. فصيام تاسوعاء وعاشوراء، وصيام ست أيام من شهر شوّال، وصيام عرفة لغير الحاجّ، وصيام يومي الاثنين والخميس كلّ أسبوع، وصيام الثلاثة البيض من كل شهر قمريّ، وغيرها من الأيّام التي يستحب الصيام فيها تعتبر من صيام النّوافل.
ولا تقتصر النّوافل على الصلاة والصيام، وإنّما تشمل كل أنواع العبادات الأخرى، والذكّر أيضاً من النّوافل التي يحبّها الله سبحانه وتعالى، كقراءة القرآن الكريم وحفظه، والدّعاء، والاستغفار، والتّسبيح، وغيرها من أفعال ذكر الله سبحانه وتعالى. كما ّأنّ الصدقة بكل أنواعها من النّوافل المحبّبة لله تعالى، والتخلّق بالأخلاق الحسنة أيضاً.
يقول رسولنا الكريم في جزاء من يفعل النّوافل ويكثر منها: "إنّ الله قال: مَن عادى لي وليِّاً فقد آذنتُه بالحرب، وما تَقَرَّبَ إليَّ عبدي بشيء أَحبَّ إليَّ مما افترضتُهُ عليه، وما يزال عبدي يَتَقَرَّبُ إليَّ بالنوافل حتى أُحِبَّه؛ فإذا أحببتُه كنتُ سَمْعَه الذي يَسمعُ به، وبَصَرَهُ الذي يُبصِرُ به، ويَدَهُ التي يَبطِشُ بها، ورِجْلَه التي يَمشِي بها، وإنْ سألني لأُعطِيَنَّه، ولئن استعاذ بي لأُعيذنَّه، وما تَرددتُ عن شيء أنا فاعلُه تَردُّدِي عن نَفْسِ المؤمن؛ يَكره الموتَ وأنا أَكره مَساءتَه".