ففي رمضان؛ أنت تمسك عن الطعام والشراب والجماع النهار بطوله.. لماذا؟ تجوع وتعطش.. لماذا؟ تسهر وتتعب.. لماذا؟ أصناف الطعام بين يديك والماء البارد بين عينيك فلا تمدّ يديك إليه؛ لماذا؟ ماذا تريد من كل هذا؟ ما هو الهدف؟ إلى أي شيء تريد أن تصل؟ ربما حدثتك نفسك فقالت: لماذا الله أمرنا بالصيام؟ ولماذا فرض علينا شهر رمضان؟
فنقول؛ حاشا لله عز وجل أن يكون مراده تجويعنا وتعطيشنا وإتعابنا وهو أرحم الراحمين، وهو أرحم من الأم بولدها، بل إن الله قال في آخر آيات الصيام "يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر" (البقرة/185)
وربما تقول: إننا نصوم رمضان لأن الله أمرنا بصيامه، فتجب الطاعة والاستجابة لله بما أمر.
فنقول: نعم إن الاستجابة لله ورسوله أمر واجب على كل مسلم ومسلمة، ولو لم تتبين لنا الثمرة والحكمة من هذا الأمر، فنحن أسلمنا واستسلمنا لله جل وعلا، فيجب علينا طاعة الله، فإن الخير كل الخير فيما أمر الله ورسوله به، لتكن هناك ثمرة وغاية عظيمة بيّنها الله عز وجل من شهر الصيام بقوله: "يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون" (البقرة/183)
إذًا، فالغاية الأولى والهدف الأسمى من صيام رمضان.. هي إعداد القلوب للتقوى ومراقبة الله.
فالصوم يجعل القلوب لينة رقيقة، يجعلها ذات شفافية وحساسية، يجعلها وجلة حية.. يوقظ القلوب، فإذا فسد الناس في زمن من الأزمان فإن صلاحه لا يكون بالتشدد والتنطّع، فليبدأ الصلاح بإعداد القلوب وبث حرارة الإيمان فيها، وخوف الله ومراقبته، فالإسلام لا يقود الناس بالسلاسل إلى الطاعات، إنما يقودهم بالتقوى ومراقبة الله والخوف منه.
كلمات دلالية :
رمضان