في مباراة سيدخلها أشبال الناخب الوطني "وحيد حليلوزيتش" بشعار الفوز ولا بديل عنه في ظلّ النتائج التي حققها حتى الآن بمعية المنافسين، فمنتخبنا كان قد مني بخسارة في ثاني جولة من التصفيات أمام المتصدر الحالي منتخب مالي بثنائية مقابل هدف وحيد، ناهيك على أن هذا الأخير فاز أوّل أمس على رواندا بعقر دارها زاد به الضغط على "الخضر"، وبالتالي، فإن الفوز صار ضروريا لمنتخبنا الوطني سهرة اليوم إن أراد الزحف نحو ريادة المجموعة.
فوز مالي يزيد من الضغوط لكنه يُحفّز على الفوز
ولعل ما يجعل منتخبنا أمام حتمية تحقيق الانتصار في لقاء اليوم هو الفوز الذي عاد به المنتخب المالي أول أمس الأحد من خرجته إلى رواندا بثنائية مقابل هدف وحيد، وهو الفوز الذي سمح لها بالتربع على عرش ريادة المجموعة، ما سيزيد الضغوط على منتخبنا من أجل الفوز، غير أن فوز مالي أمر محفز لأشبال البوسني حتى يأخذوا الأمر مأخذ الجد، وعدم تضييع فرصة استضافة البينين لتدعيم الرصيد بثلاث نقاط إضافية تُبقيهم في السباق من أجل ورقة التأهل.
حذار من استصغار البينين بدون نجومها
وإن كان عاملي الأرض والجمهور في صالح منتخبنا الوطني سهرة اليوم، إلا أن هذا لا يعني أن المهمة ستكون سهلة وأنّ النقاط الثلاث باتت في المتناول مسبقا، بالعكس، فإن المهمة ستكون صعبة للغاية أمام منافس لم ينهزم حتى الآن، بعد أن حقق انتصارا ثمينا داخل الديار على حساب مالي وعاد بنقطة تعادل ثمينة من خرجته الوحيدة إلى رواندا، كما أن استصغار الضيف البينيني الذي حل بأرض الوطن منقوصا من نجمين من نجومه في صورة "سيسينيون" و"بوتي" سيكون أكبر خطأ قد يرتكبه زملاء الوافد الجديد سفير تايدر، لأن هذا المنتخب يمتلك عناصرا يمكنها تعويض الغائبين وتقديم أفضل مستوى لإقناع المدرب والظفر بمكانة أساسية في تعداد المنتخب البينيني، وبالتالي، فأخذ الأمور مأخذ الجدّ سيكون الحل الوحيد لتفادي أي مفاجأة غير سارة قد تخلط كل الأوراق.
الفوز يرفع المعنويات بعد نكسة جنوب إفريقيا وقبيل خرجتي جوان
ومن المهمّ جدّا أن يحقّق منتخبنا اليوم الانتصار بالأداء والنتيجة من أجل رفع المعنويات بعد نكسة جنوب إفريقيا الأخيرة، عندما غادر "الخضر" الدورة القارية في دورها الأول وهو الذي دخلها في ثوب أحد المرشحين لنيل التاج الإفريقي، نكسة لن يمحوها سوى فوز يعيد السكينة والطمأنينة للمجموعة التي اهتزت مؤخرا بسبب التصريحات المتبادلة والرسائل المشفرة بين اللاعبين ومدربهم، وهذا قبيل مواجهتين حاسمتين ستلعبان في جوان المقبل أمام المنتخب البينيني والرواندي في عقر ديارهما.
التشكيلة الأساسية في محلّها وجبور أمام ساعة الحقيقة
وكما كشفنا عنه في عدد أوّل أمس الأحد، فإن البوسني قد اختار تشكيلته الأساسية التي ستواجه منتخب البينين، وهي التشكيلة التي عرفت العديد من التغييرات مقارنة بالتشكيلة التي أقحمها في مباريات "الكان" الأخيرة، إذ قرر توظيف غلام لأول مرة على الجهة اليسرى، والدفع بتايدر مكان لحسن المعاقب وبراهيمي مكان قادير الذي تراجع أداؤه، وإعادة جبور إلى منصب رأس الحربة مكان المهاجم إسلام سليماني، ما سيجعل المسؤولية كبيرة جدا على هدّاف الدوري اليوناني رفيق جبور الذي سيكون أمام ساعة الحقيقة اليوم، وهو الذي طالما ندّد بأنه يتعرض دوما للظلم سواء من طرف "الكاف" التي عاقبته عقب أحداث لقاء ليبيا بالدار البيضاء أو من طرف كتابات الإعلاميين التي تحمله دوما مسؤولية العقم الهجومي للمنتخب، وفرصة كالتي سيحصل عليها اليوم ستجعل جبور أمام الأمر الواقع، وهو قيادة الخط الهجومي وهزّ مرمى المنافس للرد على منتقديه من جهة، وإثبات ذاته حتى يكون أيضا في مستوى الثقة التي يضعها فيه البوسني.
الهجوم لا بدّ أن يرد الاعتبار لنفسه
الحديث عن جبور لوحده لا يعني فقط أن المسؤولية سيتحملها وحده اليوم، بل أن كل لاعبي الخط الأمامي سيكونون أمام ضرورة طرد النحس الذي لازمهم في مباريات "الكان"، وإن نجح "الخضر" في تسجيل ثنائية لا معنى لها في لقاء كوت ديفوار الأخير، إلا أن الفرص الضائعة في لقاءي تونس وطوغو تجعل المهاجمين اليوم أمام ضرورة رد الاعتبار لأنفسهم، وطمأنة الجميع بأن أحوال خط الهجوم بخير، والكلام هنا موجه لهدّاف المنتخب سوداني وفغولي وكل من سينشطون في الأمام.
الأنظار تتّجه إلى غلام، تايدر وبراهيمي
وستكون الأنظار اليوم موجّهة إلى عدد من اللاعبين الجدد الذين سيقحمهم "حليلوزيتش" لأوّل مرة منذ التحاقهم بالمنتخب الوطني، والأمر يتعلق بكل من غلام، تايدر وبراهيمي الذين توحي كل المؤشرات إلى أنهم سيكونوا أساسيين اليوم، وبخصوص الظهير الأيسر غلام، فإن مباراة اليوم ستكون فرصة له لتعويض ما فاته في ظل غياب المصاب مصباح، وهو الذي كان يرغب في البروز في نهائيات كأس إفريقيا بجنوب إفريقيا لولا أن "حليلوزيتش" فضل إشراك مصباح يومها، وها هي الفرصة تأتيه وما عليه إلا التأكيد على أنه الظهير الأيسر المستقبلي لـ"الخضر"، نفس الشيء بالنسبة لتايدر المحظوظ جدّا لأن انضمامه الحديث للمنتخب تزامن مع عقوبة لحسن، وبالتالي فهو أمام فرصة من ذهب لفرض نفسه مبكرا والاندماج سريعا في تشكيلة المنتخب إلى جانب ڤديورة في وسط الميدان الدفاعي، وكذلك ينطبق الأمر على براهيمي الذي سيعوض قادير على الجهة اليمنى، والآمال ستكون معلقة عليه لإعطاء الإضافة اللازمة في الهجوم بفضل النزعة الهجومية التي يمتلكها.
سليماني، جابو، غيلاس وقادير أوراق مُربحة
وإن كان منتخبنا قادرا على حسم الأمور لصالحه بفضل التركيبة الهجومية التي سيدخل بها دون الحاجة إلى تغييرات هجومية كثيرة، إلا أنه تبقى بحوزة البوسني على مقعد البدلاء أوراق مربحة من شأنها أن تغيير مجرى اللقاء في حال مواجهة أي مشكل، والأمر يتعلق بإسلام سليماني، وعبد المومن جابو الذي قاله عنه "حليلوزيتش" أنه لاعب 10 دقائق فقط، وفؤاد قادير وكذلك الوافد الجديد غيلاس إن تواجد طبعا ضمن قائمة 18، لأن البوسني كان قد قال أنه استدعاه كي يندمج سريعا في المنتخب.
هيبة تشاكر، الجمهور سيكون قياسيا والشعب بحاجة إلى فرحة لا إلى نكسة
وفي النهاية، يبقى أن نؤكد أن كل العوامل ستكون هذه المرة في صالح أشبال "حليلوزيتش"، وهيبة ملعب مصطفى تشاكر المعروفة ستكون في صالحهم لإضافة ضحية جديدة على هذا الملعب، ناهيك على أن حضور الجماهير سيكون قياسيا لمؤازرتهم، والكرة في ظل هذه العوامل ستكون في مرمى اللاعبين لإعادة البسمة للشعب الجزائري، الذي وعوض أن يعدّ الإنجازات بات يعدّ النكسات، وكم هي كثيرة هذه النكسات كعدم التأهل لنهائيات كأس إفريقيا 2012، الفشل في المرور إلى أولمبياد لندن 2012، الفشل في اجتياز الدور الأول في نهائيات كأس إفريقيا 2013 والفشل في المرور إلى الدور الثاني في نهائيات كأس إفريقيا 2013 لفئة أقل من 20 سنة.
كلمات دلالية :
المنتخب الوطني