إذ أن روعتها تكمن في استشعار القارئ لها بمعية وقرب الله منه وسرعة الاستجابة، وما أحوجنا جميعاً إلى تلك الاستجابة الإلهية لدعواتنا بالليل والنهار وعلى الدوام. لكن من المهم مع هذا الاستشعار بالمعية والقرب الإلهي من السائل أو الداعي، تمام الإدراك أن المطلوب منا كمخلوقين هو العبادة بالدعاء وغيره، وانتظار ما تقتضيه حكمته سبحانه فيما يتعلق بالإجابة، فإما أن تكون الإجابة فورية، أو تتأخر إلى حين من الدهر طال أم قصر، أو يتم ادخارها إلى يوم يكون السائل أحوج ما يكون إلى لفتة ربانية إليه. من المهم أيضاً وأنت تتدبر معاني هذه الآية الكريمة عدم الاستعجال في إجابة الله لك، فإن البعض يستعجل ويستعجل ولا يجد مراده فيتوقف عن الدعاء، وهذا مما لا يجب أن يكون وأنت تتعامل مع خالق عظيم فعال لما يريد وقتما يريد وبالكيفية التي يريدها سبحانه. في الحديث الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما على الأرض مسلم يدعو الله بدعوة إلا آتاه الله إياها، أو صرف عنه من السوء مثلها، ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم.. فقال رجل من القوم: إذاً نُكثر، قال: الله أكثر، من المهم كذلك حسن الظن واليقين التام وأنت تدعو الله، وأنه سيستجيب لك بشكل وآخر، طالما أنك تستجيب له سبحانه وتطيعه وتؤمن إيمانا صادقاً به.. إنه سبحانه يجيب المضطر ويعطي السائل ويغفر للمستغفر، ويرحم طالب الرحمة، ويغني من يسأله فضله ويغيث الملهوف، إلى آخر قائمة طويلة من الناس وتنوع مطالبهم وحاجاتهم. كل ما عليك أن تسأله بإخلاص وصدق وتحسن الظن وتوقن بالإجابة، فإن من أسمائه الحسنى السميع العليم مجيب الدعوات سبحانه.