الجواب:
معاشرة الناس تحتاج إلى صبر وحلم وتجاوز وذكاء اجتماعي، وكذلك تحتاج إلى مراقبة التصرفات، ومراجعة النفس، والوقوف على الأشياء التي يمكن أن تكون سببا في إثارة المشاكل، فربما كان في سلوك الإنسان ، أو أخلاقه ، أو معاملاته مع الناس : ما يجلب له عداوتهم، أو شيئا من ضغائنهم وأحقادهم عليه؛ فليعتن اللبيب بسد باب ذلك عنه، وأن يعامل الناس بما يحب أن يعاملوه به فإن لم يكن كذلك، وكان ما يصيبه منهم : لونا من البغي ، أو الحسد، أو أهواء النفوس : فاللبيب من وقى نفسه شر الأحقاد ، والضغائن ، وعافاها من التجرد للعداوات، والمشاحنات؛ وليس أنفع للعبد في ذلك كله من أن يقابل إساءتهم بإحسان منه، وعدوانهم، بحسن التخلق، والصبر الجميل؛ قال الله تعالى (ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم * وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم)، وقال تعالى (فمن عفا وأصلح فأجره على الله). وروى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال (ما نقصت صدقة من مال، وما زاد الله عبدا بعفو، إلا عزا ، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله).