فهذه الخلية وضعت في العين لتكون جزءاً من جهاز الرؤية لدى الإنسان، وتلك الخلية سافرت بعيداً باتجاه الدماغ لتكون جزءاً من المنظومة العصبية مهمتها تخزين المعلومات، وخلية ثالثة وضعت في الأذن لتحويل الصوت إلى إشارات كهربائية للمساعدة على السمع... وهكذا مئة وعشرين تريليون خلية كل منها له مهمة محددة قبل أن تخلق!!
هذا الجنين كان بالأصل عبارة عن خلية ملقحة وخلال عدة أشهر تشكلت آلاف المليارات من الخلايا كلها تسير وفق برنامج محدد مرسوم بدقة.. على الرغم من التطور العلمي الكبير فإن البشر عاجزون إلى يومنا هذا عن معرفة سر هذا البرنامج أو كيف يعمل وكيف تنقسم الخلايا وكيف تتشكل خلايا اللحم أو العظم ولماذا؟ ... سبحان الله!
إن عقل الملحد لا يتقبل أن يرى جهاز كمبيوتر من صنع الإنسان يصمم برنامج من دون مصمم أو يرسم صورة من دون برمجة مسبقة... لا أدري كيف يتقبل عقل هذا الملحد أن هذا العدد الهائل من الخلايا يعمل بكفاءة عالية من دون مشغّل أو مشرف أو مصمم أو مبرمج...
إنه الله القائل عن نفسه: (بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (101) ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (102) لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ) [الأنعام: 101-103].