رغم مرور11سنة على صدور قرار فرض الحكومة إلزامية تأمين المنازل والبيوت من الكوارث الطبيعة، إلا أن ذلك لم يجسد لحد الساعة على أرض الواقع مما جعل 6 ملايين منزل غير مؤمن في الجزائر، وهو أمر حسب المختصين خطير، مع تزايد النشاط الزلزالي والتغيرات المناخية في بلادنا مقارنة بسنوات ماضية واحتمال وقوع كوارث طبيعية سنة 2015، أكثر خطورة حسب بعض المتخوفين من الارتدادات الزلزالية لمنطقة حمام ملوان بالبليدة.
رصدت الشروق من خلال جولة استطلاعية في الشارع أراء بعض الجزائريين الذين يسكنون بيوتا وعمارات هشة في العاصمة، حيث قال السيد عثماني نور الدين ناقل عمومي، إنه لا يثق في شركات التأمين، خاصة وأنه لا يفهم جيدا طريقة تأمين المنازل من الكوارث الطبيعية والمخاطر، وأردف قائلا "إذا وقع زلزال أو فيضان فإننا نموت أو نرحل لسكنات اجتماعية جديدة، فلما نبذر أموالنا ونحن محتاجين إليها".
وقالت السيدة "نعيمة.م" كاتبة ضبط في محكمة بالعاصمة، للشروق إنها فكرت في تأمين منزلها الواقع ناحية الحراش من الكوارث الطبيعية لكنها استبعدت أن ينهار منزلها مما يجعلها تذر أموالا في عدة سنوات وقد تجد نفسها خسرت مبلغا معتبرا، وهي في حاجة إليه، أما فيما يخص التأمين عن المخاطر والتي تخص السرقة والكسر أو الإتلاف، فرد أغلب الذين استجوبتهم الشروق حول الموضوع"عافانا الله من أولاد الحرام ..لا نظن أن شركات التأمين تصدقنا وما الذي يثبت أن ذلك غير مفتعل".
ومن جهته، كشف حسان خليفاتي الرئيس العام لالياس للتأمينات للشروق، أن تأمين السكنات حول الكوارث الطبيعية لا يتعدى 10 بالمائة، أما فيما يخص تأمين المنازل من المخاطر كالسرقة والكسر فالنسبة أقل من 7 بالمائة، حيث أن 6 ملايين سكن في الجزائر يقول خليفاتي يوجد فقط 600 ألف سكن مؤمن من الكوارث الطبيعية و200 ألف سكن من المخاطر، وهي أرقام ضعيفة مقارنة بتزايد النشاط الزلزالي وانهيارات المباني والفيضانات التي ضربت مؤخرا بعض الولايات.
وأشار خليفاتي إلى أن مسؤولية نشر ثقافة تأمين البيوت من المخاطر والكوارث تتحملها كل شركات التأمين والسلطات العمومية، حيث أوضح أن الجزائريين تعوّدوا على"كرم" الدولة الخاص بالترحيل لسكنات اجتماعية بعد أن يفقدون منازلهم جراء الفيضانات أو الحرائق أو الزلزال، مشيرا إلى أنه حان الأوان لشد الحزام، حيث سينتهي زمن منح السكنات الاجتماعية على حد قوله، ولا يجد المواطن من يعوّضه عن مسكنه خاصة الذين يملكون فيلات أو سكنات فاخرة.
قال حسان خليفاتي الرئيس العام لالياس للتأمينات، إن شركات التأمينات خلال 2015 ستتبع خطوات جديدة لتطوير تأمين البيوت والمحلات والتحرر من قبضة تأمين السيارات فقط، حيث تتخذ على عاتقها أيضا، تعويض التجار والحرفيين المؤمنين من عمليات التخريب والحرق جراء الاحتجاجات، وأضاف قائلا"هناك شقق قديمة لا تحتاج سوى لـ5 ألاف دج سنويا".