يناقش كاتب البي بي سي أمراً يعتبره معظمنا بديهياً، ولكن تبين أنه لا جواب عليه حتى الآن. لماذا معظمنا يستخدم يده اليمنى في الكتاب والطعام والأعمال الأساسية؟ وهل نشأت هذه الظاهرة حديثاً أم مع نشوء الإنسان نفسه، وهل كان الإنسان القديم يستخدم يده اليمنى؟ مع العلم أن معظم البشر يستخدمون اليد اليمنى ونسبة قليلة جداً من البشر تستخدم اليد اليسرى.
حسب موقع BBC فإن الكشوفات الأثرية دلت على أن الإنسان القديم كان يستخدم اليد اليمنى في عمليات الصيد ونحت الحجارة وغير ذلك.. ويعتقد العلماء أن الجانب الأيسر من المخ، على سبيل المثال، قد يكون تطور بحيث يؤدي عمليات روتينية في أشياء من قبيل البحث عن الطعام، بينما أبقي على الجانب الأيمن حراً ليتولى مهمة كشف التحديات غير المتوقعة في البيئة والتصرف بسرعة إزاءها، من قبيل اقتراب حيوان قاتل.
وهكذا توجد الكثير من الظواهر التي لم يجد لها العلماء تفسيراً، وأهمها:
كيف تعلم الإنسان اللغة والكلام؟ وكيف تعلم البشر اللباس وكيف تعلم الضحك والبكاء... وأشاء أخرى لم تتمكن بقية المخلوقات على وجه الأرض من تعلمها... فلو كان هناك تطور كما يدعي بعض العلماء، لكانت النتيجة أن نجد بشراً يستخدمون اليد اليمنى وآخرين يستخدمون اليد اليسرى حسب مبدأ الاحتمالات!
ولكننا كمسلمين لدينا جواب من كتاب الله تبارك وتعالى عن سر اليد اليمنى! فالقرآن يركز على أهمية اليد اليمنى يوم القيامة.. قال تعالى: (فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ (19) إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ (20) فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ (21) فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ) [الحاقة: 19-22].
فهذه الآيات تدل على أهمية اليد اليمنى، ولذلك جعل الله معظم البشر يستخدمون هذه اليد في أعمالهم، ونبينا عليه الصلاة والسلام كان يحب التيامن وكان يستخدم يده اليمنى في الطعام والشراب وتناول القرآن والبدء بالوضوء والسلام وغير ذلك من أعمال البرّ.
حتى إن الله تعالى جعل اليد اليمنى صفة خاصة به في إمساكه بالسماء والأرض.. قال تعالى: (وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ) [الزمر: 67]...
هل هناك تطور بالفعل؟
لو كان هناك تطور كما يعتقد كثير من علماء الغرب، فكيف تطورت قدرة البشر على الكلام.. طبعاً ليس هناك أي جواب منطقي من أي عالم أحياء، وهذا يؤكد أن الإنسان خلق من تراب ونفخ الله فيه من روحه، وكرمه على بقية الكائنات وقال في حقه: (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا) [الإسراء: 70].
ولو أن بعض علماء المسلمين تأثروا بنظرية التطور وأصدروا كتباً يعتقدون فيها أن هناك مخلوقات من البشر قبل سيدنا آدم.. وأن آدم ليس أبو البشر.. وهذا يناقض صريح القرآن في العديد من الآيات وذلك في عبارة (بَنِي آَدَمَ)، فإذا كان لآدم أب فلا يصح أن يُقال (بَنِي آَدَمَ)، وهذا يعني أن آدم عليه السلام هو أول إنسان على وجه الأرض..
إن هذه الاكتشافات العلمية تؤكد يوماً بعد يوم صدق كلام الحق تبارك وتعالى الذي خلق الإنسان وكرمه وأسجد له ملائكته وهو القائل: (إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ * فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ) [ص: 71-72].