تحول تساقط الأمطار بالجزائر إلى "نقمة" كلما وقع اضطراب جوي، نتيجة ما تخلفه من خسائر مادية وبشرية وعزل للقرى والمداشر بفعل سياسة "البريكولاج" التي ما تفتأ تنتهجها السلطات المحلية، وانعدام مخططات للحماية أو رؤية إستراتيجية واضحة المعالم للتخفيف من مخاطر الكوارث الطبيعية.
وأعادت الاضطرابات الجوية الأخيرة إلى الأذهان صور فيضانات باب الوادي التي خلفت خسائر مادية وبشرية، حيث أسفرت عن مقتل أكثر من 60 شخصا حسب الإحصائيات الرسمية التي قدمتها مصالح الحماية المدنية والدرك الوطني، في حوادث مرور وانهيار مبان وتساقط أشجار إلى جانب الاختناقات وحوادث الغرق.
وكشفت التقلبات الجوية عدم وجود أي مخطط للحماية عكس ما تتبجح به الحكومة سنويا بخصوص اتخاذ تدابير وإجراءات وقائية تتعلق بتطهير الأودية وقنوات الصرف، حيث تسبب تساقط زخات من المطر وكميات قليلة من الثلوج في شل حركة المرور وقطع للطرقات وعزل للقرى والمداشر في مشاهد تتكرر في كل موسم شتاء، ما يطرح تساؤلات حول الأسباب الحقيقية وراء تكرر الكوارث، ومن يتحمل مسؤولية سقوط ضحايا وتشريد العائلات.
ويطرح تراكم مياه الأمطار وتساقط الأشجار علامات استفهام حول محل السلطات الولائية والمصالح المحلية من أشغال تهيئة الشوارع وتطهير القنوات واتخاذ التدابير الوقائية بعد ما أضحت خطرا على حياة المواطنين، في ظل تقاذف المسؤولية بين الولاة ورؤساء البلديات الذين يؤكدون في كل مرة عدم امتلاكهم الإمكانيات اللازمة.
وحسب الأرقام الصادرة فإن 51 شخصا لقوا حتفهم الأسبوع الماضي وجرح أزيد من 400 آخر في حوادث مرور، فيما أحصت مصالح الحماية المدنية هلاك 8 أشخاص على الأقل نتيجة الاختناقات وغرق قارب في العاصمة، كما تسببت الثلوج في عزل مداشر وقرى بأكملها في ولايات برج بوعريريج والبويرة وتيزي وزو وميلة، وفيضانات أخرى بولايات أخرى على غرار عنابة والبليدة وبومرداس.
وفي سياق متصل، اتهم رئيس نادي المخاطر الكبرى، عبد الكريم شلغوم في تصريح لـ"الشروق" الحكومة باتباع الحلول "الترقيعية والقرارات الارتجالية" في معالجة المشاكل التي تتخبط فيها المدن، مشيرا أن ما يحدث تحصيل لغياب سياسة وقائية ومخططات لمواجهة الفيضانات، مشيرا أن جل المشاريع بالجزائر تنجز بطرق عشوائية ودون العودة إلى دراسات دقيقة، وأفاد المتحدث أن المشكل يتكرر بسبب انعدام التهيئة العمرانية نتيجة التسيب واللامبالاة، معتبرا انه لا وجود لنية لدى الحكومة لإيجاد حلول جذرية، كون مختلف المخططات التي أعلنت عنها في السابق طرحت فقط للاستهلاك الإعلامي.
وحمل شلغوم مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع إلى القرارات السياسية التي لا تنم عن دراسات ومخططات، مشيرا أن ما يحدث جاء نتيجة تواجد غالبية المشاريع السكنية على أراض هشة وعلى ضفاف الأودية.
أجواء باردة وغائمة الأحد
تتوقع مصالح الأرصاد الجوية بداية من مساء اليوم السبت أجواء غائمة إلى مغشاة مع تسجيل انخفاض محسوس في درجات الحرارة على معظم ولايات الوطن، بينما ستبقى الولايات الشرقية والصحراوية مغشاة بغيوم وسحب دون فعالية، وستتراوح درجات الحرارة بالمدن الساحلية الوسطى والغربية بين 10 و18 درجة، أما بالولايات الشمالية الشرقية فتتراوح بين 8 و20 درجة، فيما تتراوح بين 6 و15 درجة شمال الصحراء على غرار بشار وغرداية، فيما تسجل أعلى درجة ببرج باجي مختار بـ28 درجة، ومن المتوقع أن يعود الصفاء إلى الولايات صباح يوم الاثنين.