قال موسى أبو مرزوق، نائب رئيس المكتب السياسي في حركة المقاومة الفلسطينية حماس وعضو الوفد الفلسطيني الموحد في مفاوضات وقف إطلاق النار، إن انتصار المقاومة في غزة كان سببا رئيسيا في تشكيل الوفد الفلسطيني الموحد وذهابه إلى القاهرة، مؤكدا أن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة ينتظر من هذا الوفد أن يحقق ما كان يصبو إليه شعبنا.
ورفض أبومرزوق، في حواره لصحيفة "الشروق" إرسال رسالة إلى الحكام العرب، مؤكداأنهم أنهم يعرفون بالتأكيد واجباتهم، ويعرفون مسؤولياتهم، والتاريخ سيكون هو الشاهدوهو الحكم على تصرفات الجميع تجاه القضية الرئيسية والمركزية لشعبنا الفلسطيني.
دكتور، كيف ترى تواجد الوفد الفلسطيني الآن بالقاهرة من مختلف الفصائل الفلسطينية؟
الوفد الفلسطيني هو ممثل لكل الفصائل الفلسطينية، ودعني أقول إنها المرة الأولى أن يكونالفلسطينيون على قلب رجل واحد نهضوا لمهمة إنهاء هذه الحرب وتحقيق ما يصبو إليهالشعب الفلسطيني، وهذه بحد ذاته فرصة جيدة، ومن ناحية ثانية أعتقد أنها إحدى ثمار هذاالإنتصار العظيم، وهذا الصمود الكبير الذي عاشه شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة، مما أنتجحالة فلسطينية فيها وئام وفيها وحدة وهذا الشيء جميل.
بعد إعلان التهدئة، إلى أي مدى ترى أنه قد يلتزم الجانب الصهيوني بهذه الهدنة؟
هناك شرط لاستمرار هذه التهدئة، أو وقف إطلاق النار، بأن يلتزم، وإذا خرق هذه التهدئةسندافع عن أنفسنا وسنرد الإعتداء بآخر، ولا نستطيع أن نصبر على المزيد من قتل شعبنابطريقة وحشية كما حصل، وبالتالي هناك شرطين لوقف إطلاق النار، هو أن يكون متبادلاومتزامنا، ثم بعد ذلك أن ينسحب من كل حدود قطاع غزة، وبالفعل هو انسحب من كل قطاعغزة، وتم وقف إطلاق النار في الساعة الثامنة بالضبط.
في رأيك، إلى أي مدى سيرضخ العدو الصهيوني للقبول بالمطالب الفلسطينة؟
بالتأكيد هناك حوارات، وهناك وسيط، وقطاع غزة ينتظر الكثير من نتائج هذه المباحثات، لأنهدفع الكثير من الدماء، والممتلكات، ولنعلم فقط أن أكثر من 2000 شهيد في هذه المعركة،بالإضافة إلى أكثر من 20٪ من مساكن قطاع غزة قد تم تدميرها، بالإضافة إلى تدمير 100مسجد، و47 مدرسة، و10 مستشفيات، ومحطة الكهرباء الوحيدة، وتتكلم عن منطقة كأنهاضربت بزلزال، الصورة التي تركتها آثار العدوان على شعبنا الفلسطيني، لكن الصورةالأخرى أيضا أن هناك صمودا وهناك قتلى في صفوف الإسرائيليين، وهناك هزيمة لهم فيالمعركة الأرضية، وهناك اضطرار للإنسحاب دون أن يحققوا شيئا، أو ينجزوا أيا منأهدافهم، نحن نتكلم عن معركة، وهذه المعركة نتائجها يجب أن تنعكس مباشرة لصالح شعبناالفلسطيني.
في حال عدم قبول الجانب الصهيوني للمطالب التي تقدم بها الوفد الفلسطيني، كيف سيكونموقف المقاومة؟
بالتأكيد لكل حدث حديث، لكني أعتقد أن العدو الصهيوني لن يرفض شروط شعبنا الفلسطينيومتطلباته، وهذا شيء مستبعد، وهناك مطالب يجب أن يحققها، بفعل القانون، وبفعل الخسائرالتي وقعت في الشعب الفلسطيني، وبحكم إعتدائه على الشعب الفلسطيني، نحن نتسلح أيضابسلاح المجتمع الدولي والدول العربية والإسلامية، هؤلاء كلهم من خلفنا يجب أن يكونواداعمين لمواقفنا حتى نستطيع أن ننجز كل الأهداف لشعبنا الفلسطيني.
بعد سقوط أكثر من 1800 شهيد فلسطيني و100 قتيل في صفوف العدو الصهيوني.. كيفاستطاعت حماس أن تصل لهذا التنوع الاستراتيجي والعسكري من قوتها على عكس حروبهاالسابقة مع العدو الصهيوني؟
أولا، دعنا من المقارنات، لكل معركة ظروفها ولكل معركة مقتضياتها، لكننا نقارن معاركناالتي خضناها في السنوات العشر الأخيرة أو الثماني الأخيرة، هناك معركة في 2006ومعركة في 2008، و2009، وفي معركة في 2012، وفي معركة في 2014، المعركةالتي صارت في 2006، 570 فلسطيني استشهدو، ولم يقتل أي من الإسرائيليين، ومعركة2008، و2009 استشهد أكثر من 1670 وقتل ما يقارب 7 من الإسرائيليين، والمعركةالتي صارت في 2012 قتل عدد قليل أيضا من اليهود أقل من أصابع اليد ومن الفلسطينيينأكثر من 700، فنحن أمام حرب جديدة، مئات القتلى والجرحى من الإسرائيليين، أكثر من100 صهيوني قتلوا، وأكثر من 300 جرحوا والكثير منهم يصعب شفاءه، فأنت تتكلم عنإنجاز حقيقي على أرض المعركة، هذا الإنجاز ما كان يتحقق إلا بسلاح وبتدريب وبتخطيطوبتعب ليل نهار، وأعتقد بأننا نستفيد من كل معركة ونطور قدراتنا في كل معركة، إن شاء اللهالمعركة القادمة وخاصة إذا لم يلتزم عدونا بمطالب المقاومة، فأنا أعتقد أن المعركة القادمةستكون أشرس وأكثر ألما له وستكون النتائج مختلفة بالتأكيد.
أهذا تهديد للعدو الصهيوني أنه إذ لم يلتزم بهذه الهدنة وبوقف دائم لإطلاق النار فسيكونالقادم أسوأ مما كان عليه؟
نحن نتكلم عن منحنى تصاعدي في قدرات المقاومة وفي إمكانياتها وفي تدريبها وفيتخطيطها وفي إعدادها، والمعركة القادمة ستكون أشرس على كل الأحوال ولذلك على العدوالصهيوني أن ينهي هذا الحصار عن قطاع غزة وأن يرحل كقوة احتلال، نحن مصممينكفلسطينيين أن ننجز، كوحدة واحدة مهماتنا الوطنية في الضفة الغربية وقطاع غزة بإصرارشديد.
كيف ترى الدور الذي تلعبه مصر في المفاوضات؟
نحن نسعى دائما بأن تكون مصر بجانبنا وليست كوسيط، نحن نسعى دائما بأن تكون إلىجانب الشعب الفلسطيني، وليست كمجرد حاضنة لوفود من هنا أو هناك، نحن نسعى بأنتضغط مصر بكل قوتها وبكل ما لديها من أجل تحقيق أهداف الشعب الفلسطيني، نحن كلنا ثقةبأن الأمور ستتغير وأن الأمور ستكون أفضل بيننا كشعب فلسطيني وبين مصر.
كيف ترى الموقف الدولي تجاه ما حدث أو ما كان يحدث في غزة حتى الآن؟
غزة استصرخت إنسانية الناس وإنسانية البشر، فلم تجد من مجيب حقيقي في هذه المعركة،غزة كانت لوحدها في المعركة دون أن يلتفت إليها أي من البشر لمجرد الوجع الإنسانيالطبيعي، حينما يروا هذا الكم من الجراح، هذا الكم من الدماء، هذا الكم من الحطام، فيبقعة صغيرة، لا تزيد عن 360 كيلو متر مربع، ثم بعد ذلك فيها يعيش مليون وسبعمائة ألفوفي كل قذيفة تصعد إلى بارئها الكثير من الأرواح تشكوا هؤلاء النيام الذين لم تستيقظ فيهمإنسانيتهم حتى يعرفوا ما هو الواجب المفروض عليهم نحو قطاع غزة، قطاع غزة حينمايستصرخ، يستصرخ إنسانية الإنسان، يستصرخ أهل دينه، يستصرخ العروبة، يستصرخالجيران، يستصرخ الدنيا كلها حتى يقفوا إلى جواره في صد هذا العدوان الغاشم، ولكن لامجيب، قطاع غزة في النهاية صمد بذاته واعتمد على نفسه وقاوم المحتل وحده والحمدلله ربالعالمين، وبذلك استطاعت المقاومة الاسلامية "حماس"، والشعب الفلسطيني أن يثبتللعالم أنه أقوى من هذه الأنظمة العربية التي وقفت صامتة أمام المجازر التي تحدث.. نحن لانمارس لا الشيفونية ولا مقارنة بيننا وبين أي من الدول، نحن عبارة عن حركة وطنيةفلسطينية، نحاول تقديم القليل أو الأقصى من العمل والأقصى من الجهد من أجل تحقيق سعادةوأهداف شعبنا الفلسطيني، ونحن في النهاية سنكون خدما لأمتنا ولشعبنا.
رسالة توجهها بكل صراحة إلى الحكام العرب؟
لا أحب أن أوجه أي رسالة للحكام العرب، لأنهم يعرفون بالتأكيد واجباتهم، ويعرفونمسؤولياتهم، ويعرفون أين يصيبوا وأين يتقدموا وأين يتأخروا، والتاريخ سيكون هو الشاهدوهو الحكم على تصرفات الجميع تجاه القضية الرئيسية والمركزية لشعبنا الفلسطيني.
كلمات دلالية :
شروط المقاومة