بات السوق الجزائري مفتوحا لمختلف الألعاب الخطيرة والمحرمة في أغلب الدول الأوروبية والعربية، ومع تجدد كل عيد تستقبل شوارع الجزائر أنواعا جديدة من الألعاب، تكون أشد خطورة وأكثر اقترابا ومحاكاة للأسلحة الحقيقية، فبعد انتشار المسدسات ذات الرصاص المطاطي خلال السنوات الماضية، والتي راح ضحيتها عشرات الأطفال الذين أصيبوا بالعمى، ما جعل الأطباء يحذرون من هذه الألعاب ويدعون إلى ضرورة منعها.
وشهد سوق الألعاب هذا العام دخول نوع جديد من المسدسات أطلق عليها الأطفال اسم "المسدسات الحارقة أو مسدسات النار" والتي تحتوي على خزانات نارية تتكون من عشرين طلقة، حيث تنبعث من هذه المسدسات طلقات نارية أشبه بالمفرقعات المتفجرة والتي يصل مداها إلى 20 مترا، وباستطاعتها حرق أي شخص تصيبه، سواء كان كبيرا أم صغيرا.
وبالرغم من خطورة هذه المسدسات وغلاء ثمنها المقدر بـ600 دج، غير أن الإقبال عليها كان كبيرا ومخيفا، حيث لقي هذا النوع من الألعاب اهتمام وفضول عدد كبير من الأطفال بسبب محاكاتها للمسدسات الحقيقية، خاصة عند استعمالها في الليل أين تنطلق منها متفجرات نارية، وكأنها سلاح حقيقي.
وعن مصدر هذه المسدسات أكد تجارها أنها قادمة من الصين، حالها حال أغلب الألعاب التي تدخل الجزائر. وبالنسبة إلى تكوين خزاناتها، كشفت ذات المصادر "أنها تحتوي على بارود خفيف يدخل في صناعة المفرقعات، يوضع في أقراص صغيرة مضغوطة تشكل ذخيرة المسدس، وعند الضغط على الزناد ينطلق هذا البارود الخفيف من عمود المسدس بسرعة وينفجر على بعد أمتار بشكل متقطع".
وفي هذا الإطار استغرب رئيس جمعية حماية المستهلكين لولاية الجزائر، مصطفى زبدي، في تصريح لـ"الشروق" عن إقبال الأطفال والأولياء على شراء هذه المسدسات، التي من شأنها حسبه أن تشكل خطرا كبيرا على صحة الأطفال وحتى الكبار.
وانتقد المتحدث مصالح الرقابة على مستوى وزارة التجارة التي غضت الطرف عن محاربة هذا النوع من التجارة التي أغرقت السوق الجزائري بكل ما هو ممنوع من الألعاب.
وأضاف أنه عاين بعض الأنواع من المسدسات التي تحتوي على رصاص مطاطي من شأنه أن يشكل خطورة كبيرة على العيون. وبالنسبة إلى المسدسات الحارقة، قال زبدي إن خطورتها تتعدى خطورة المفرقعات، لقدرة الطفل على التوجيه السهل للطلقات النارية التي من شأنها أن تصيب العيون وتحرق الملابس وحتى أثاث البيت.
ومن جهته، حذر رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث، البروفسور مصطفى خياطي، من خطورة هذه المسدسات، داعيا السلطات الوصية إلى ضرورة منعها وتحسيس الأولياء وحتى الأطفال بخطورتها.
وكشف أن مصالح الاستعجالات تستقبل كل عيد حالات خطيرة لأطفال أصيبوا بالعمى بسبب استهدافهم بهذه المسدسات. وأضاف أن أغلب الدول الأوروبية وحتى العربية تعتبر هذه المسدسات ألعابا ممنوعة ومحرمة، في حين تتساهل الجزائر في تجارتها.