ولم تفز قارة أمريكا الجنوبية باللقب على مدار 12 عاما حيث كان آخر ألقابها في المونديال عندما فاز المنتخب البرازيلي بلقب كأس العالم 2002 في كوريا الجنوبية واليابان بينما كانت الألقاب الثلاثة التالية من نصيب المنتخبات الأوروبية ففاز المنتخب الإيطالي بمونديال 2006 بألمانيا ثم فاز نظيره الأسباني بمونديال 2010 بجنوب أفريقيا قبل أن يحرز المنتخب الألماني اللقب في المونديال البرازيلي أمس الأول الأحد.
كما كسر المنتخب الألماني أمس الأول اللعنة التي حاصرت المنتخبات الأوروبية في بطولات كأس العالم التي أقيمت في الأمريكتين حيث كان أول منتخب أوروبي يتوج بلقب المونديال في أي من دول الأمريكتين.
واختفى أسلوب "اللعب الجميل" المعروف باسم "جوجو بونيتو" الذي اشتهر به المنتخب البرازيلي قبل نحو 30 عاما وحل مكانه القوة الدفاعية بينمل كان المهاجم الشاب نيمار دا سيلفا هو الوحيد الذي يقدم أداء مختلفا عن الأداء غير المقنع للفريق.
وعندما غاب نيمار عن صفوف الفريق ، سقط المنتخب البرازيلي بشكل مخز حيث خسر 1/7 أمام المنتخب الألماني في المربع الذهبي ثم 3-0 أمام نظيره الهولندي في مباراة تحديد المركز الثالث.
كما أحرز المنتخب الأرجنتيني لقبيه العالميين في 1978 تحت قيادة المدرب سيزار لويس مينوتي و1986 بقيادة المدرب كارلوس بيلاردو عندما قدم الفريق عروضا كروية مبهرة في كل من البطولتين ولكن العقود الثلاثة الأخيرة شهدت تحولا في الأدوار حيث أصبحت عروض المنتخبات الأوروبية أكثر جمالا وقوة من نظيرتها في أمريكا الجنوبية.
ولم يلتفت الأرجنتينيون كثيرا إلى هذا التغير حيث انشغلوا لسنوات طويلة في التفكير العميق في إمكانية استعادة اللقب العالمي.
والحقيقة أنه أصبح من الصعوبة مقارنة كرة القدم الحالية بنظيرتها قبل عقود حيث وصلت نسبة الاختلاف لما يتراوح بين 70 و80 بالمئة. وأصبحت الكرة حاليا أكثر احترافية وتخضع كل أمورها للدراسة الدقيقة وأصبحت للياقة البدنية أهمية بالغة في أداء اللاعبين.
ولكن منتخبا مثل كولومبيا أكد أنه من الممكن أن تظل فرق هذه القارة متمسكة بأصولها وجذورها مع اختلاطها بكرة القدم العالمية رغم فشل الفريق في تحمل الضغوط حتى النهاية حيث سقط أمام المنتخب البرازيلي في دور الثمانية للبطولة.
وفي المقابل ، تغلب المنتخب الألماني على ضغوط مماثلة وتوج باللقب العالمي مبرهنا بهذا على إمكانية التعلم من مميزات وأخطاء الآخرين.
وفقد المنتخبان البرازيلي والأرجنتين في العقود الأخيرة الفكرة التي أشار إليها مينوتي بقوله "الكرة قاعدة ثقافية" حيث أصبحت هذه القاعدة الثقافية استثناء الآن لدى أكبر أمتين كرويتين في أمريكا الجنوبية.
وربما ساهم في هذا أن البلدين من أكبر مصدري اللاعبين إلى القارة الأوروبية حيث يرحل لاعبو البلدين في سن صغيرة إلى الاحتراف في أوروبا من أجل المال الوفير والبنية الأساسية الرياضية الأفضل.
في المقابل ، نجحت منتخبات أوروبية مثل أسبانيا وأوروبا في تغيير وتطوير مستواها على مدار السنوات الماضية.
ولجأ المنتخب الأسباني لتغيير شكل أدائه بشكل شامل واستحق الفوز بلقب كأس العالم 2010 ولقبي يورو 2008 و2012 .
كما حرصت الكرة الألمانية على شن حملة إصلاح شاملة منذ الخروج المهين لمنتخبها من حملة الدفاع عن لقبه في يورو 2000 حيث خسر الفريق مبارياته الثلاث في الدور الأول للبطولة.
وكان اللقب الذي توج به المنتخب الألماني في المونديال البرازيلي هو حصاد العمل على مدار عشر سنوات منذ أن بدأ المدرب يواكيم لوف المدير الفني للمنتخب الالماني وسلفه يورجن كلينسمان دراسة ما يحتاجه الفريق للعودة إلى المنافسة على الألقاب في البطولات الكبيرة.
ولهذا ، كان المونديال البرازيلي بمثابة تأكيد جديد على تغير خريطة الكرة الجميلة وتحولها من أمريكا الجنوبية إلى أوروبا.
كلمات دلالية :
رياضة
تحقيق
أمريكا الجنوبية
-قدم-مونديال