وقال مارادونا، في تحليله للمونديال إلى صحيفة "الإتحاد" الإماراتية: "لابد من التأكيد على أن منتخب الأرجنتين ما زالت به الكثير من الثغرات الدفاعية التي جعلت شباكهم تهتز مرتين أمام نيجيريا من أخطاء واضحة للخط الخلفي بالفريق. وفي نفس الوقت، يجب التأكيد على أن ميسي يقدم أداء جيد جدا وهو مفتاح التفوق الأرجنتيني دائما. ولست أدري ما هو إصرار لاعبي الأرجنتين على العودة كثيرا للخلف مما منح نيجيريا القدرة على الضغط وتقديم مباراة كبيرة ، وهذه بالطبع ليست مشكلة ميسي لأنه جزء من الفريق وليس الفريق بأكلمه".
وأوضح: "على كل الأحوال، أرى تحسنا نسبيا في أداء منتخب بلادي، ولكن عليهم أن يقللوا المسافات الموجودة بين خطوطهم في أرض الملعب، وفي كل مباراة، نجد المنقذ دائما ميسي يضع بصمته ليجعل التانغو يتقدم، وما قدمه هذا اللاعب من أداء هجومي قوي وتسجيله هدفين جميلين يؤكد قدراته العالية ونجاحه في أن يكون العنصر الفعال وقت الأزمات. الهدف الثاني الذي سجله من مسافة بعيدة ربما يكون أمرا لم يعتاد عليه لكنه فعلها بمهارة وقوة عالية إضافة إلى أن الهدف الأول أيضا جاء نتيجة تمركز سليم منه في منطقة الجزاء".
وأضاف: "كانت تحركات ميسي جيدة حيث أربكت كثيرا دفاع المنافس النيجيري القوي الذي نجح في إستغلال الثغرات الدفاعية. ولم أر الرقابة المفروضة على لاعبي نيجيريا لينجح أحمد موسى في تسجيل هدفين خاطفين لهذا المنتخب الأفريقي الذي قدم عرضا رائعا من وجهة نظري"، وأبدى مارادونا قلقه على فريقه من المباريات المقبلة قائلا: "ستكون مباراة الأرجنتين مع سويسرا في الدور التالي من البطولة قوية لوجود عنصر قوي ومتميز في صفوف المنافس وهو شاكيري الذي يعلم كيف يحرز الأهداف في شباك المنافسين وسيكون مصدر إزعاج مستمر للدفاع الأرجنتيني".
وعن منتخب نيجيريا، قال مارادونا: "ما قدمه المنتخب النيجيري أعتقد أنه أعاد الثقة في مستوى القارة الإفريقية بعد الأداء غير الواضح والذي أعتبره في كل الأحوال لغز كبير من المنتخبات الإفريقية في هذه البطولة. لم تقدم الكرة الكاميرونية ما يشفع لها حيث لم نجد أي لاعب كاميروني يترك بصمته الإيجابية في أرض الملعب وهو ما جعل الفريق يودع البرازيل دون أن يتعاطف معه أي مشجع بسبب ما قدموه من أداء ضعيف".
وقال: "المنتخب الجزائري نجح في أن يؤكد جدارته ويشرف الكرة العربية كونه المنتخب العربي الوحيد المتواجد في المونديال بالأداء المتميز الذي يقدمه، وكانوا على قدر المسؤولية التي حملهم إياها الجمهور العربي العريض والذي يمني نفسه بأن يجد منتخبا يمثله في الأدوار التالية من البطولة. ورغم خروج كوت ديفوار، لكن الفريق قدم مستوى يستحق عليه الإشادة رغم خسارته أمام اليونان ووداعه للمونديال".
وقال مارادونا: "ما لم أتوقعه مطلقا أو يتوقعه أي كروي في العالم أن نشاهد منتخب كوستاريكا يحتل صدارة مجموعة بها إيطاليا، إنجلترا والأوروغواي، ولكن يجب أن نعطي لهذا المنتخب حقه في أنه نجح في أن يفرض نفسه بمنتهى القوة على البطولة التي قدمت فنونا مختلفة من الإبداع الكروي من مستويات عالية وأهداف جميلة جعلت الكثيرين يستمتعون بهذه البطولة التي حظيت أيضا بتواجد جماهيري رائع"، وأضاف: "عندما نجد أن كوستاريكا تتألق في مجموعة الموت، فإنني متفائل بأن هذا المنتخب قادر في نفس الوقت على الإستمرار في تقديم عروضه القوية وإبهار العالم من جديد وتأكيد أن هناك تغييرات ربما تطرأ على مستوى الكثير من المنتخبات".
وأكد: "إذا كان المنتخب الكوستاريكي مفاجأة فإن هناك صدمات كهربائية عنيفة هزت كثيرين ممن يتابعون المونديال، فمن يتوقع أن تخرج إسبانيا بطل العالم وأوروبا وتليها إنجلترا وإيطاليا والبرتغال. لم أتخيل مطلقا أن أشاهد هذه الفرق العريقة بلاعبيها وتاريخها القوي تخرج من الدور الأول، ولكن أن تطيح بهذا الشكل فهو بمثابة الصدمة العنيفة. والمدهش أن الفرق التي ودعت هم أبطال للعالم، وهذا هو قمة الإثارة في مونديال 2014" .
ونوه مارادونا إلى نقطة أخرى قائلا: "لست ممنوعا من دخول مباريات كأس العالم كما حاول البعض أن يقول ذلك لعدم ذهابي إلى مباراة منتخب بلادي الأرجنتين مع نيجيريا في ختام مباريات الدور الأول بالمجموعة السادسة. ولكنني بالفعل قررت ألا أذهب لمباريات الأرجنتين في الملعب والاكتفاء بمتابعتها عبر شاشة التلفزيون في الفندق الذي أقيم به في البرازيل مع القيام بالتحليل في برنامج "الأعسر" مع فيكتور هوغو، وذلك لأنني لا أريد الدخول في مهاترات مع أشخاص لا أرغبهم وما حدث في مباراة الأرجنتين أمام إيران من تعليق رئيس الإتحاد الأرجنتيني خوليو غروندونا أمر لا يليق مطلقا. ونظرا لعشقي لمنتخب بلادي، آثرت أن أكون بعيداً عن المدرجات أثناء مباريات منتخب التانغو".
وانتقل مارادونا إلى مستوى نايمار مهاجم البرازيل قائلا: "ما يقدمه نايمار شيء رائع أيضا خاصة وأنه يقود منتخب بلاده بمنتهى القوة وفرض نفسه في مباراة الكاميرون الأخيرة عندما سجل هدفين جميلين، ولكن يجب الوضع في الاعتبار أن المنتخب الكاميروني كان ضعيفا للغاية، وهذا لا يقلل من نايمار لأنه بالفعل يقدم كأس عالم جيدة حتى الآن، وظهرت البرازيل قوية لأن نيمار يتحرك بحرية داخل الملعب وهو ما جعل خطورته تزداد مع كل هجمة نحو مرمى المنافس، وبهذه الحرية في التحرك استطاع أن يحرز هدفين. لكن عندما كان المدرب فيليبي سكولاري يجعله مقيدا باللعب في الطرف الأيسر من الملعب فإن خطورته تتراجع ويبتعد نسبيا عن الخطورة التي نتوقعها، وكانت ثقته عالية جدا في نفسه في المباراة من خلال تقديمه للمهارات العالية على أوقات مختلفة من المباراة". وأضاف: "أنا حزين للغاية لأن لاعبا بقوة ومهارة البرتغالي كريستيانو رونالدو لن يتواجد في الجولات المقبلة، وما يتحدث عنه الإيطالي بالوتيلي من عنصرية لدى الجمهور الإيطالي نحوه أمر مزعج للغاية وغير مقبول بالمرة".
كلمات دلالية :
مارادونا.