والأكيد أن القناعة التي وصل إليها مدرب "السيدة العجوز" بتغيير الأجواء لم تأت من العدم، بل بعد تفكير عميق جدا ودراسته لكافة المعطيات، إضافة إلى رؤيته المستقبلية ومقارنة أهدافه الشخصية والجماعية مع ما توفره له الإدارة الحالية، فمدرب سيينا السابق أيقن أن الأمور لن تكون هي نفسها بداية من الموسم القادم، وأن تحمل مسؤولية تدريب اليوفي لموسم إضافي بنفس معطيات الموسم الحالي والمواسم الماضية يعتبر لعبا بالنار.
كونتي وأنييلي مختلفان حول الأهداف الأوروبية
ومن بين أبرز الأسباب التي خلفت شرخا في العلاقة بين أنطونيو كونتي وإدارة نادي جوفنتوس، هو ذلك التباين الكبير في وجهتي نظرهما تجاه الأهداف الأوروبية للفريق بداية من الموسم المقبل، فمن جهتها لا تبدو إدارة النادي بقيادة أنييلي متلهفة للوصول إلى منصات التتويج التي غاب عنها اليوفي لأعوام طويلة، وتبدو مقتنعة بما يحققه الفريق من نجاحات محلية، أما التقني الإيطالي فيعلم جيدا مدى الضغط الذي سيفرض عليه الموسم القادم من طرف أنصار "البيانكونيري"، الذين أضحوا ينادون بكلمة واحدة فقط وهي أوروبا بعدما سيطر فريقهم بالطول والعرض على "الكالتشيو".
العروض المتهاطلة على المدرب ترفع حظوظ رحيله
من جهة أخرى، يبدو أن العروض العديدة التي تلقاها المدرب أنطونيو كونتي في الآونة الأخيرة من عديد الفرق الأوروبية، إضافة إلى اهتمام الرئيس سيلفيو برليسكوني بخدماته أثرت نسبيا على تفكير المدرب كونتي، الذي كان في يوم من الأيام يحلم بتكرار تجربة أليكس فيرغسون مع مانشستر يونايتد، حيث أن الفارق الكبير بين ما يتلقاه كونتي حاليا مع جوفنتوس وما تعرضه عليه بقية الفرق، على غرار موناكو الفرنسي، يحتم على الدولي الإيطالي السابق إعادة حساباته، بما أن الشق المالي دائما ما يلعب دورا مهما للغاية في توجيه مسيرة اللاعبين والمدربين.
سوء علاقة كونتي مع الإعلام الإيطالي يدفعه لتغيير الأجواء
إضافة إلى كل هذا، فإن التوتر الذي شهدته علاقة المدرب أنطونيو كونتي مع الإعلام الإيطالي طيلة هذا الموسم، جعله يضجر كثيرا من محيط كرة القدم الإيطالية الذي وصفه بالمتعفن، وهو ما دفعه لمقاطعة الندوات الصحفية التي تسبق المباريات في العديد من المناسبات، خاصة أنه كان أحد أبرز ضحايا الصحافة الإيطالية التي تناولته بالعديد من الأخبار العارية من الصحة، كما أنه أكد لمقربيه في العديد من المرات أن الضغوط التي يعيشها تجعله يفكر جديا في تغيير الأجواء، والذهاب إلى دوريات إعلامها يحترم أكثر المدربين واللاعبين على غرار إنجلترا.
كلمات دلالية :
كونتي، جوفنتوس