في وقت انتقلت فيه المخاوف إلى دول الجوار بما فيها الجزائر، التي تعي خطورة التواجد الصهيوني غير بعيد عن أراضيها، خصوصا أنهم يقفون وراء أخطر المخططات التي تهدف إلى ضرب استقرار الدول العربية منذ سنوات، خاصة أن تقارير استخباراتية عربية وأجنبية، تشير بأصابع الاتهام الى اليهود في زرع الفوضى داخل الدول التي شهدت ما يعرف بـ«الربيع العربي”، والتي لا تزال تداعياته مستمرة.
وأكد الخبير في الشؤون الأمنية، بن عومر بن جانة، لـ«البلاد”، أن تواجد اليهود الصهاينة في تونس، يعود إلى سنوات، لكونها بلدا سياحيا يستقطب العديد من الجنسيات بمن فيهم اليهود الذين يدخلون تونس بجوازات سفر أوروبية، في إطار زيارتهم السنوية إلى كنيسة ”الغريبة” في جربة، إلا أن تواجدهم الكبير هذا العام قد تكون له انعكاسات سلبية على تونس وحتى على الجزائر التي لطالما تعاملت بحيطة وحذر مع كل ما هو صهيوني، مشيرا إلى أن ضعف الاقتصاد التونسي وتراجع مداخيل قطاع السياحة الذي يعد الأهم من بين القطاعات، قد يجعل السلطة في تونس، تهتم لجلب السياح أكثر من اهتمامها بهويتهم وربما مخططاتهم الخفية، مما يجبر الجزائر على اتخاذ كافة التدابير الأمنية اللازمة للحيطة من أي مخططات يمكن أن تحاك غير بعيد عن أراضيها، وتهدف للمساس باستقرارها أو استقرار المنطقة ككل.
وأضاف بن جانة أن الجزائر تملك أجهزة كفيلة بالكشف عن المخططات الصهيونية، إما عن طريق سفاراتها أو عن طريق أجهزتها الاستخباراتية، التي مكّنت من إحباط عديد المخططات في وقت سابق، موضحا أن الكيان الصهيوني معروف بأنه يتحيّن الفرص لضرب استقرار دولة ما، ومازال ينتظر الفرصة للمساس بأمن الجزائر، التي تمثل الدولة الأكثر إيمانا بالقضية الفلسطينية والمناهضة للاحتلال والرافضة للاستيطان اليهودي بجميع أشكاله، مضيفا أن تونس تملك الحرية المطلقة على أراضيها، إلا أنها يجب أن تأخذ حذرها من أي محاولات لضرب استقرارها، خصوصا مع ظهور الجماعات الجهادية، والحركات التي تجند الشباب التونسي للقتال.
وكانت كتل برلمانية معارضة في تونس، قد انتقدت وزيرة السياحة التونسية أمال كربول، بسماحها لليهود بدخول تونس بجوازات سفر إسرائيلية، متهمين إياها بالتطبيع مع الكيان الصهيوني. فيما قلل رئيس الحكومة مهدي جمعة من خطورة العملية وحذّر من تداعياتها على الموسم السياحي الذي قال إنه مرهون بمكاتب السفريات الإسرائيليين في أوروبا، فيما اعتبر النواب التهويل في الحديث عن ضعف الاقتصاد مقدمة لإقناع الشعب بأن إنقاذ الوضع المالي لتونس مرهون بقبول السياح اليهود.
كلمات دلالية :
"تدفق” اليهود على تونس يثير مخاوف الجزائر