قبل شهرين من انطلاق بطولة كأس العالم المقرر اقامتها في البرازيل في الفترة ما بين 12 جوان وحتى 13 جويلية المقبل، أن 55 بالمئة من الشعب البرازيلي يعتبر أن الأضرار التي سيجلبها تنظيم بلادهم للحدث العالمي الكبير ستكون أكبر من المنافع التي يمكن أن يحققها.
وأشار استطلاع الرأي الذي نشر في جريدة "فولها دي ساو باولو" إلى ان 36 بالمئة من البرازيليين المشاركين في الاستطلاع قد أظهروا ثقتهم في وعود حكومة بلادهم في أن بطولة كأس العالم ستجلب الكثير من النفع للبرازيل.
وأعطى الاستطلاع الذي قام به المعهد دلالة كبيرة على أن الأجواء الآن في البرازيل أصبحت أكثر تشاؤما بشكل مغاير عما كانت عليه أثناء الاحتجاجات التي اجتاحت البلاد في عام 2013 حيث أعرب حينها 48 بالمئة من المواطنين عن ثقتهم في أن تكون بطولة كأس العالم مصدر نفع كبير للبلاد في مقابل 44 بالمئة ممن كانوا يعتقدون أن تنظيم البطولة سيكون مصدر ضرر كبير لبلادهم.
وأظهر الاستطلاع لأول مرة منذ فوز البرازيل بشرف تنظيم المونديال عام 2007 أن عدد الذين يؤيدون تنظيم البطولة في البرازيل أصبح أقل من 50 بالمئة في حين أن أخر استطلاع في شباط/فبراير الماضي أشار إلى أن نسبة المؤيدين كانت 52 بالمئة مقابل 48 بالمئة من المعارضين.
يذكر أن نسبة المؤيدين لتنظيم الحدث العالمي الكبير في 2008 وصلت إلى 79 بالمئة.
وأوضح ماركوس باولينو رئيس معهد "داتافولها" أن المقارنة بين استطلاعي الرأي يظهر أنه برغم هبوط حدة الاحتجاجات التي بدأت في حزيران/يونيو الماضي إلا أن نسبة المعارضين لتنظيم الحدث العالمي الكبير قد تزايدت وهو ما اعتبره ماركوس إشارة مهمة للتحول الكبير الذي حدث في رأي الشعب البرازيلي.
ومن جانبه، أكد فيرناندو فيراري رئيس شركة "بلوري كونسلتوريا" للتسويق الرياضي أن البرازيليين ليسوا أغبياء فقد أدركوا أن الوعود التي قدمتها لهم الحكومة في 2007 عندما فازت البرازيل بشرف تنظيم بطولة كأس العالم قد تغيرت بشكل جذري ولم يتم تحقيق شيء منها.
وأضاف فيراري: "لم يكن هناك أحد يتوقع عندما فازت البرازيل بشرف تنظيم المونديال أن يحدث هذا الكم الهائل من المشاكل في الميزانية العامة أو هذا الانحسار في استثمارات التطوير الحضاري".
وأشار امير سموجي أحد المستشارين الرياضيين إلى أن الحماس الذي أظهره البرازيليون في بداية الأمر بدأ في التراجع بسبب اهتمام الحكومة ب "المشروع المزري " على حد قوله في تطوير وتجهيز الملاعب المضيفة لمباريات البطولة على حساب مشاريع البنية التحتية التي كان الشعب البرازيلي يأمل في أن تقوم الحكومة بتنفيذها بمناسبة المونديال.
واشترك في الاستفتاء الذي قام به معهد "داتافولها" بين يومي الثاني والثالث من نيسان/إبريل الماضيين ألفان و637 شخصا من 162 بلدية تقع في مختلف الأقاليم البرازيلية.
وأكد معهد داتافولها أن نسبة الخطأ في نتائج الاستفتاء لا تتجاوز نسبة 2 بالمئة زيادة أو نقصانا.
كلمات دلالية :
البرازيل
رياضة-قدم-مونديال