غياب الخليج عن كأس العالم يتناقض مع الشغف بالأندية الأوروبية

تمتليء كرة القدم بأموال الخليج لكن منتخبات هذه المنطقة ستغيب مجددا عن نهائيات كأس العالم بسبب التغيير المستمر في المدربين وافتقار لاعبيها لخبرة بطولات الدوري الأجنبية.

نشرت : ح,سباع الثلاثاء 12 نوفمبر 2013 07:38

ففي مشوار تصفيات كأس العالم 2014 تأهلت سلطنة عمان وقطر لدور المجموعات الأخير في آسيا لكن السعودية والكويت والبحرين والإمارات خاضت تصفيات سيئة وحققت مجتمعة الفوز في ست مباريات فقط من بين 24 مباراة في الدور التمهيدي.

ويتناقض الأداء السيئ لفرق الخليجية مع ما يحققه الأردن الذي سيخوض مباراة الذهاب في الجولة الفاصلة العالمية غدا الأربعاء أمام أوروغواي من أجل مكان في النهائيات التي ستقام بالبرازيل.

وأبلغ الأمير علي بن الحسين رئيس الاتحاد الأردني لكرة القدم رويترز: "إذا نظرت إلى منطقتنا ستجد أن لدينا تقريبا أقل موارد مخصصة للرياضة لكن فريقنا أصبح في النهاية هو الوحيد من هذه المنطقة الذي يبلغ هذه المرحلة من التصفيات لذا فانني متفائل".

وبين الخليج وكرة القدم علاقة متناقضة، ففي جانب يبدو الخليج مجنونا بكرة القدم إذ ستستضيف قطر كأس العالم 2022 واستثمرت هي والإمارات مليارات الدولارات في اللعبة في أوروبا.

كما دفعت شركات خليجية أموالا طائلة لترتبط بأندية مثل برشلونة ومانشستر يونايتد.

إلا أن هناك نقص في الاهتمام ببطولات الدوري المحلية وترك قليلون من لاعبي الخليج بصمة على المستوى الدولي ويوحي عدد المواطنين الضئيل - باستثناء السعودية - بأن المنطقة ستعاني لفترة طويلة.

وربما تكمن المشكلة في أن كل لاعبي المنتخبات الوطنية الخليجية تقريبا يلعبون في أندية محلية.

وقال جون بوريدج وهو مدرب يعمل في الخليج ويعود اليه الفضل في اكتشاف مواهب علي الحبسي الحارس العماني الذي يلعب بين صفوف ويجان أثلتيك الإنجليزي: "اللعب في منطقتك لا يتيح لك الذهاب بعيدا.. عندما تلعب في الدوري الإنجليزي الممتاز أو في بطولة أوروبية كبيرة أخرى فإنك تتعلم الكثير من الأمور مثل كيفية التعامل مع المواقف التي تتعرض فيها إلى ضغط".

وقال سيباستياو لازاروني مدرب منتخب قطر في 2011 و2012 والذي يقود الآن نادي قطر إن الفترات القصيرة للمدربين في المنطقة أمر ضار. وعينت قطر والسعودية والإمارات معا نحو 40 مدربا لفرقها الوطنية هذا القرن.

وأضاف مدرب منتخب البرازيل في كأس العالم 1990: "الفريق الوطني يواجه مشاكل لأن (الاتحاد القطري لكرة القدم) يستبدل المدربين بسرعة.. ليس فقط في المنتخب الأول ولكن على كل المستويات".

وكلفت السعودية إلى حد كبير مدربين أجانب بقيادة منتخبها الوطني لكن قليلين فقط هم من استمروا طويلا مهما كانت جنسياتهم.

وقال حافظ المدلج وهو مسؤول كبير في الاتحاد السعودي لكرة القدم لمدة 12 عاما: "يجب أن نعثر على المدربين المناسبين ونرتبط بهم لأربع سنوات على الأقل مهما كانت النتائج.. لكن هذا يبدو صعبا للغاية".

 

- قطر

يبلغ تعداد سكان قطر نحو مليوني نسمة ولا تزيد نسبة القطريين بينهم على 15 بالمئة. وأدى ذلك الى أن تقوم الدولة التي بها أعلى نصيب للفرد من الدخل القومي في العالم بمنح جنسيتها للاعبين أجانب يلعبون في الدوري المحلي لديها لتمثيل فريقها الوطني.

ونادرا ما تمنح الدول الخليجية جنسيتها للمغتربين المقيمين فيها لكن قطر استثنت لاعبي كرة القدم وفي مباراتها الأخيرة بتصفيات كأس العالم - التي خسرتها 5-1 أمام اوزبكستان - كان خمسة لاعبين في التشكيلة الأساسية من أصول أجنبية.

وقال منصور الأنصاري المدير التنفيذي للمنتخبات القطرية لكرة القدم: "هذا حق كل اتحاد محلي".

وأضاف: "نمنح كل لاعب يلعب في الدوري فرصة تمثيل قطر. لماذا أقوم بتقييد المواهب الموجودة عندي؟ هذا لا يعني أن كل أنديتنا مليئة بلاعبين تم تجنيسهم.. نمتلك العديد من اللاعبين القطريين".

وضمن هؤلاء الذين شاركوا أمام اوزبكستان المدافع محمد كسولا (28 عاما) الذي ينحدر من أصول غانية وإبراهيم ماجد (23 عاما) المولود في الكويت وله أصول فلسطينية ومصعب محمود (30 عاما) القادم من اقليم دارفور المضطرب في السودان.

وقال لازاروني المدرب السابق للمنتخب القطري إن وفرة مباريات كرة القدم التي تذاع مباشرة عبر التلفزيون في الخليج - وأغلبها على قناة الجزيرة المملوكة لقطر - يعرقل محاولات اجتذاب المشجعين للمباريات المحلية.

وهذا الافتقار للاهتمام ربما يقلق الاتحاد الدولي (الفيفا) قبل 2022 رغم أن الأنصاري أكد أن القطريين يساندون منتخبهم الوطني الذي يخوض مبارياته في المعتاد باستاد جاسم بن حمد وسعته 14 ألف مقعد.

وقال الأنصاري: "هدفنا هو اجتذاب الناس الى الاستادات لأننا نرغب أن يأتي الناس وأن يستمتعوا باللعبة".

وأكد الأنصاري أن الاتحاد القطري لكرة القدم "يعمل بقوة" من أجل صناعة فريق يستطيع المنافسة حين تستضيف البلاد كأس العالم مشيرا الى فريقي تحت 19 و16 عاما اللذين تأهلا الى كأس آسيا 2014 لهاتين المرحلتين.

وقال "هؤلاء هم لاعبونا في 2022."

 

- السعودية والبحرين

كانت السنوات القليلة الماضية عجافا على السعودية التي يبلغ تعداد سكانها 28 مليونا مما يجعل جيرانها الخليجيين كالأقزام بجانبها.

والسعودية هي بطلة آسيا ثلاث مرات كما تأهلت لكأس العالم من 1994 الى 2006 لكنها تراجعت الى المركز 101 في التصنيف العالمي من المركز 21 عام 2004.

وقال المدلج المسؤول السابق في الاتحاد السعودي: "اعتدنا على اقامة معسكرات تدريبية طويلة.. في المعتاد يذهبون الى البرازيل أو اوروبا ونلعب الدوري بدون لاعبي المنتخب الوطني".

وأضاف: "كان الاتحاد قويا لذلك لم تستطع الأندية الشكوى.. لكن مع المزيد من الاحترافية حظيت الأندية بقوة أكبر وابدت رغبتها في اتباع لوائح الفيفا (بشأن ترك اللاعبين للمنتخبات الوطنية)".

وكل لاعبي المنتخب السعودي يلعبون في الدوري المحلي.

وقال المدلج: "اللاعبون ليسوا محترفين بنسبة 100 بالمئة من حيث التدريب والطعام والنوم وكل هذه الاشياء.. لذلك عندما يأتون الى المنتخب الوطني من أندية مختلفة يكون من الصعب للغاية أن يكونوا في المستوى نفسه".

ويعاني أنطوني هدسون مدرب البحرين من شكاوى مماثلة لكنه لا يزال واثقا في أن فريقه سيتأهل لكأس آسيا 2015.

وقال هدسون: "لا أقضي الكثير من الوقت مع اللاعبين.. لذلك عليك وضع أولويات في التدريب ونقاط ترغب في ايصالها للاعبين عندما تكون معهم".

 

- الامارات

قال يوسف السركال رئيس الاتحاد الإماراتي لكرة القدم إن هدف الدوري المحلي هو تطوير المنتخب الوطني الذي كانت مشاركته الوحيدة في كأس العالم عام 1990.

ويجب أن تتخلى الأندية عن لاعبيها قبل 12 يوما من أي مباراة دولية رسمية وهو ما يزيد على ضعف الحد الأدنى الذي يحدده الفيفا.

وساعد ذلك الإمارات على الارتقاء للمركز 71 في التصنيف العالمي - وهو أعلى بلد خليجي تصنيفا - لكن الاماراتيين يرتبطون بشكل أكبر بأندية أوروبية مثل ريال مدريد.

وبلغ متوسط الحضور الجماهيري لمباريات منتخب الإمارات على أرضه في تصفيات كأس العالم 7542 مشجعا وهو الأقل بين دول الخليج. وخسر الفريق كل مبارياته إلا واحدة في مجموعته بينها هزائم أمام الكويت ولبنان الأقل شهرة.

إلا أن الفريق تطور ولم يخسر في 14 مباراة منذ سبتمبر  2012 خاصة وأن أقوى منافس له خلال تلك المسيرة كان منتخب أوزبكستان الذي يحتل المركز 55 في تصنيف الفيفا.

وقال السركال: "هدفنا هو تكوين فريق بحيث عندما يسأل أي شخص من هو الأفضل في آسيا يفكر على الفور في الإمارات واليابان وكوريا الجنوبية".

وربما كان ذلك من الصعب تحقيقه إذ كانت كوريا الجنوبية الدولة الآسيوية الوحيدة التي بلغت الدور قبل النهائي في كأس العالم بينما نالت اليابان ثلاثة من آخر أربعة ألقاب لكأس آسيا.

كما أن سكان كوريا الجنوبية واليابان يزيد بكثير جدا على مواطني الإمارات الذين يبلغ عددهم نحو مليون نسمة.

وقال السركال: "الأمر صعب. في الجانب الإيجابي لا نمتلك مساحة شاسعة نحتاج فيها للسفر من أجل البحث عن لاعبين. هناك برنامج لهذا الفريق لكي يتطور أكثر" .

كلمات دلالية : الخليج العربي

آخر الأخبار


تابعوا الهداف على مواقع التواصل الاجتماعي‎

الملفات

القائمة
12:00 | 2021-08-01 أديبايور... نجم دفعته عائلته للانتحار بسبب الأموال

اسمه الكامل، شيي إيمانويل أديبايور، ولد النجم الطوغولي في 26 فيفري عام 1984 في لومي عاصمة التوغو، النجم الأسمراني وأحد أفضل اللاعبين الأفارقة بدأ مسيرته الكروية مع نادي ميتز الفرنسي عام 2001 ...

07:57 | 2020-11-24 إنفانتينو... رجل القانون الذي يتسيد عرش "الفيفا"

يأتي الاعتقاد وللوهلة الأولى عند الحديث عن السيرة الذاتية لنجم كرة القدم حياته كلاعب كرة قدم فقط...

23:17 | 2019-09-13 يورغن كلوب... حلم بأن يكون طبيبا فوجد نفسه في عالم التدريب

نجح يورغن كلوب المدرب الحالي لـ ليفربول في شق طريقه نحو منصة أفضل المدربين في العالم بفضل العمل الكبير الذي قام مع بوروسيا دورتموند الذي قاده للتتويج بلقب البوندسليغا والتأهل إلى نهائي دوري أبطال أوروبا، وهو ما أوصله لتدريب فريقه بحجم "الريدز"...

خلفيات وبوستارات

القائمة

الأرشيف PDF

النوع
  • طبعة الشرق
  • طبعة الوسط
  • طبعة الغرب
  • الطبعة الفرنسية
  • الطبعة الدولية
السنة
  • 2021
  • 2020
  • 2019
  • 2018
  • 2017
  • 2016
  • 2015
  • 2014
  • 2013
  • 2012
  • 2011
  • 2010
  • 2006
  • 2003
  • 0
الشهر
اليوم
إرسال