ليتبين أنه عانى من أزمة قلبية، ما اضطر الأطباء للقيام بشكل عاجل بإنعاش رئوي وأيضا تدليكا للقلب لتفادي الموت، وبعد دقائق من الصدمات الكهربائية تم نقل إيركسن إلى أقرب مستشفى من الملعب، ويتعلق الأمر حسب أغلب الظن بالمستشفى الوطني الذي يبعد أقل من دقيقتين عن الملعب، وبعد هذه الحادثة تذكر الجميع اللاعب الكاميروني مارك فيفيان فوي الذي توفي بعد سقوطه في الملعب شهر جوان من سنة 2003 في فرنسا خلال منافسة كأس القارات.
فوي كان يعاني من إرهاق في القلب وقال لزميله "أنا متعب"
يتذكر جميع المتتبعين مارك فيفيان فوي، لاعب الوسط الكاميروني الذي سقط على أرضية الملعب يوم 26 جوان 2003 في نصف نهائي كأس القارات أمام كولومبيا وفارق الحياة على إثر ذلك، وكان فوي قد ترك تساؤلات كثيرة بعد وفاته، وحسب المحامي Etienne Tête، فإن فوي أخذ قبل ذلك بيوم حقنة "صوديوم" لعلاج الإسهال الشديد ولم يكن يجب أن يلعب المواجهة من الأساس، فتشريح الجثة أكد معاناة جهازه الهضمي من أضرار بالغة، وكشف ذات المحامي في حوار له أن "فوي" وعندما وقع مع ليون تم الكشف عن وجود إرهاق غير طبيعي في القلب، ومن وقتها كان يجب أن يخضع لفحوصات منتظمة، وهو الكلام الذي قد يتأكد بتصريحات "إيريك دجيمبا دجيمبا" الذي يروي حادثة زميله بالقول: "كنت آخر من تحدث إليه، قال لي: إيريك أنا متعب، فأخبرته أنني سأطلب من المدرب تغييره عندما تخرج الكرة".
لم يتلقى الإسعافات في الملعب وانتظر وصوله إلى المستشفى
المثير أن المباراة التي سقط فيها فوي استمرت لأن اللاعب نُقل إلى المستشفى أين تلقى الإنعاش لمدة 50 دقيقة ولم يكن الكاميرونيين يُدركون حقيقة الوضع، وقتها لم يتلقى لاعب الوسط إسعافات أولية في الملعب بالشكل اللازم وبقي يصارع مصيره إلى غاية وصوله المستشفى ليفارق الحياة هناك، عكس ما حدث في مواجهة الدنمارك وفنلندا، حيث توفرت في ملعب كوبنهاغن إمكانيات طبية كبيرة جدا، كما أن المستشفى الوطني لم يكن يبعد إلى شارعين اثنين عن الملعب، ولذلك فإن الأطباء نجحوا فعلا في إنقاذ حياة إيركسن الذي لقي بدوره تعاطفا كبيرا جدا من كل عشاق الساحرة المستديرة.
الكاميرونيين رفضوا لعب النهائي وزوجة "فوي" هي من أصرت
بعد إعلان وفاة "الأسد الكاميروني" عمت أجواء الحزن على معسكر المنتخبين الكاميروني والكولومبي، وأيضا لعبت المباراة الثانية في نصف النهائي بين فرنسا وتركيا وسط أجواء حزينة جدا، حيث وصل الخبر مسامع الفرنسيين خاصة أثناء الإحماء، ليدخل اللاعبون إلى المواجهة بالدموع، والجميع يتذكرون دموع غالاس، دوسايي، هنري وخاصة غريغوري كوبي زميل "فوي" في نادي ليون، أما النهائي فلعب بين الكاميرون وفرنسا بعد إصرار من زوجة "فوي"، لأن رفقاء "سونغ" رفضوا اللعب في البداية لتأثرهم بوفاة زميلهم وأيضا لأن الوفاة تركت مخاوف كبيرة لديهم من إمكانية حدوث نفس الشيء مع لاعب آخر.
بويرتا أيضا كان يعاني من مرض وراثي في القلب
بجانب فوي، يتذكر الجميع أنطونيو بويرتا لاعب نادي إشبيلية الذي توفي عن عمر 22 عاما بعد ثلاثة أيام من سقوطه أثناء مباراة فريقه أمام خيتافي في الدوري الإسباني، وكان بويرتا قد استفاق أثناء تلقي الإسعاف الأولي في الملعب، قبل أن يفقد الوعي مرة أخرى ويُنقل إلى المستشفى، ولكنه لم ينجح في البقاء على قيد الحياة، وكان بويرتا يعاني من مرض وراثي في القلب يعرف باسم "خلل التنسج في البطين الأيمن غير النشط"، وهو مرض لا علاج له ويحتاج للاعتماد على جهاز لتنظيم ضربات القلب، وبعد وفاة بويرتا قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" تشييد غرف إنعاش في الملاعب التي تستضيف تصفيات كأس العالم وهو ما سيكون طبعا في قطر وبتقنيات أكثر تطورا سيما بعد حادثة إيركسن.
كلمات دلالية :
يورو2020