وتعود حيثيات القضية إلى منتصف فيفري الفارط، حين لعبت مباراة بين نادي لوغو ومستضيفه فوينلابرادا، أين وجد يانيس رحماني نفسه ضحية بعض العبارات المسيئة والعنصرية، على اعتبار أنه ينحدر من أصول جزائرية، علما أن رحماني البالغ 24 عاما يحمل قميص لوغو هذا الموسم على شكل إعارة، بعدما انتقل في الصائفة الماضية إلى ألميريا عقب تألقه في صفوف ميرانديس في الدرجة الثالثة، ورأى اللاعب النور في العاصمة الفرنسية باريس من والد جزائري ووالدة إسبانية، غير أنه غادر في سن الثامنة للعيش في إقليم الباسك بإسبانيا ومر على مركز تكوين نادي أتلتيك بيلباو.
رحماني: "لقد كانت كلمات واضحة ولا أحد يرضى سماع هذه الأشياء البشعة"
ورفض صاحب 24 عاما السكوت عما حدث له في ملعب "فوينلابرادا" وقرر حمل لواء محاربة العنصرية في الملاعب الإسبانية، وذلك بعدما سارع إلى الكشف عن القضية، مدليا بتصريحات عبر الموقع الالكتروني لناديه تدين كل أشكال التمييز، ليقول في بادئ الأمر في رسالة موجهة نحو العنصريين: "يجب أن يتعرفوا أكثر على الأشخاص الذين يهينونهم وأن يعرفوا بأن وراء كل شخص يُعاني التمييز قصة لا يعرفونها"، ثم تابع: "صرخ لاعبو فوينلابرادا على القلة الذين قاموا بتلك التصرفات وهي لفتة مشرفة من طرفهم وموقع تقدير كبير، هذه هي الطريقة المناسبة لتغيير الأشياء"، وحول ما حصل بالضبط، قال رحماني: "لقد كانت كلمات واضحة ومباشرة، سماع مثل هذه الأشياء البشعة لا يرضاه أحد".
"إنها مسؤولية الذين يتخذون القرارات ودون عقوبات ستظل العنصرية موجودة"
حمل اللاعب ذو الأصول الجزائرية، مسؤولية استفحال هذه الظاهرة إلى أصحاب القرار، بسبب عدم إصدارهم لعقوبات رادعة في حق العنصريين، ومبديا في نفس الوقت تضمانه مع زميله الأسبق إينياكي ويليامز نجم أتلتيك بيلباو الذي عانى بدوره من هذه الظاهرة، وعلق رحماني: "المسؤولية تقع على الذين يتخذون القرارات، فالأشخاص الذين يحكمون على العنصرية هم أشخاص لا يعانون من العنصرية"، وأضاف متابعا في نفس السياق: "يجب القيام بشيء ما الآن، لكن ذلك لم يتم. هناك الكثير من الدعاية والحملات التي هي لطيفة جدا من أجل وضع حد للعنصرية، لكن في لحظة الحقيقة لا يعاقب الفاعلون. إذا لم تكن هناك عقوبات، ستظل العنصرية موجودة".
"أساس الحل هو التعليم، عليهم أن يعرفوا ما وراء أي دين أو عرق"
وحول الحلول الذي يقترحها، قال لاعب لوغو: "لا يمكننا التأثير على أفكار الآخرين الذين يروننا بشكل مختلف، أساس الحل هو التعليم. دون تعليم، فهم يبقون جاهلين ويعتقدون بأنه لن يحدث أي شيء من خلال إهانة أحد ما، لكن ذلك غير صحيح. يؤلمني سماع بعض الأشياء التي يعاني منها الناس"، وختم خريج مدرسة أتلتيك بيلباو بالقول: "قبل إطلاق عبارات عنصرية يجب على الناس أن يكونوا أكثر إطلاع، عليهم أن يعرفوا ما وراء دين أو عرق. فإذا أهنت لاعبا أسود في فريق آخر، فإنك تهين الأسود الموجود في فريقك كذلك، كما أنك تهين عرقا بأكمله، ربما لا يعرفون ذلك".
كلمات دلالية :
رحماني. لوغو.